النزلات المعوية تعتبر من أكثر أسباب الوفيات في الدول النامية التي لا تملك الصرف الصحي أو الأطقم الطبية، وفي هذه الدول يموت عادة ملايين من الأطفال بسبب الإسهال أو الاستفراغ أو الاثنين معاً، وتكثر النزلات المعوية خلال فصل الصيف لأن في فصل الصيف تنتشر الأمراض والبكتيريا والفيروسات.
النزلات المعوية لدى الأطفال
ويقول “الدكتور بسام أحمد عفانه” اختصاصي طب الأطفال: أن أفضل حليب للطفل هو حليب الأم، والأطفال الذين يرضعون حليب الأم يكونوا أقل عرضة للإصابة بالنزلات المعوية، وجميع الحليب الصناعي متماثل ماعدا أنواع من الحليب مخصصة لحالات معينة.
فمثلاً طفل لديه حساسية لبروتين الحليب، أو حساسية للاكتوز، أو طفل لا يستطيع تناول مواد دهنية حيوانية، يوجد حليب نباتي مخصص لمثل هذه الحالات ويمكن استعماله أثناء الإسهال، والاسهال أو الاستفراغ في الشهر الأول مهمين فقد يؤدي لحدوث جفاف أو مضاعفات تؤثر على الكلى.
هناك فرق بين الطفل الذي يستفرغ بعد الأكل والاستفراغ العادي الذي يقوم الطفل من خلاله بإخراج جميع الحليب ويشعر بالجوع بعدها، والاستفراغ في الأسبوع الأول قد يكون بسبب أشياء وراثية مثل ضيق الأمعاء أو الانسداد، وهذه الأعراض يجب الاهتمام بها.
وعند تقئ الطفل لأكثر من ١٢ ساعة في اليوم يجب فوراً مراجعة الطبيب، أما الاستفراغ البسيط الذي لا يزيد عن ١٠ سم طبيعي ويختفي غالباً بعد ستة أشهر عند تناول الطفل للأطعمة الصلبة، وعندما يكبر الطفل عن ستة أشهر يصبح الإسهال أكثر من الاستفراغ، ويكون خطر إذا كان معه حرارة، فقد يكون التهاب بكتيري مثل التهاب السحايا، أو التهاب نزلة معوية، أو الزائدة.
متى يكون الإسهال أو الاستفراغ خطر عند الطفل؟
إذا كان البراز يحتوي على دم أو مخاض، وحرارة الطفل مرتفعة، والاستفراغ يكون لونه أخضر قد تكون هناك مخاطر ويجب فوراً زيارة الطبيب.
ولكن الطفل أقل من عامين لا يجب أن يزيد الاستفراغ عن ٢٤ ساعة، ولكن إذا كان هناك اسهال يتم إعطاء الطفل محلول جفاف، وخضروات بكمية متوازنة مع التي فقدها في البراز، وإذا استمر الإسهال لمدة يومين ولكن بدون دم أو مخاض أو حرارة أو استفراغ، يتم إعطاء الطفل أطعمة أخرى مثل البطاطا، واللبن وأطعمة ترفع الحليب.
والحليب الصناعي في أول سنة من عمر الطفل يجب أن يرتفع من ٢٤ إلى ٤٨ ساعة، لأن الطفل عندما تكون أمعاءه مريضة لا تمتص الحليب بشكل جيد على عكس حليب الأم الذي لا ينصح بإيقافه.
أما الأطفال أكثر من عام المصابون بإسهال فليس هناك خطورة عليهم، وتحليل البراز يوضح سبب الإسهال إذا كان فيروسي أو بكتيري، والفيروس في السنة الأولى يكون أهم سبب للأطفال وخصوصاً في الستة أشهر الأولى، ولا يوجد تطعيم في الدول النامية، أما في الدول المتقدمة يوجد تطعيم يسمى روتا فيروس ويسبب ٧٠٪ من الإسهالات لدى الأطفال وتعطى الجرعة عند شهرين، وأربع أشهر، وستة أشهر.
أكثر الفئات العمرية عرضة للإصابة بالإسهال والاستفراغ
تابع “د. عفانة” الطفل في عمر عامين أكثر عرضة للإصابة بالإسهال والاستفراغ، وتصبح المناعة أقوى بعد عامين، وإذا كان الطفل مصاب بحساسية من أطعمة معينة تصبح لديه مناعة أقوى وتزول هذه الحساسية، وإذا كان هناك التهاب بكتيري في الرئة، أو التهاب سحايا قد يسبب استفراغ، والزائدة في عمر عامين فما فوق مهمة وتظهر على شكل استفراغ، وأهم شيء في الزائدة وجود وجع البطن في السرة عادة ثم ينتقل إلى الجهة اليمين.
ويمكن فحص الطفل من خلال القفز، إذا تمكن الطفل من القفز بدون ألم وقتها لا تكون المشكلة في الزائدة، وإذا كانت هناك مشكلة الاستفراغ لدى الطفل يتم إعطاءه ٥ سم من محلول جفاف كل ربع ساعة، وإذا استقر في بطنه نزيد الكمية لمدة ساعتين ثم تقوم الأم بإرضاع الطفل ويتوقف الاستفراغ اذا لم يكن السبب عضوي، وإذا لم تتمكن الأم من السيطرة على الحالة خلال ٢٤ ساعة يجب مراجعة الطبيب.
ويمكن التأكد اذا كان الطفل لديه جفاف أم لا من الحفاضة، فعادة يتم تغيير الحفاضة من ٤_٥ مرات في اليوم، وإذا لم يبلل الطفل هذه الكمية من الحفاضات في اليوم هذا يعني نقص السوائل، وفي هذه الحالة يجب الذهاب بالطفل إلى المستشفى.
المضاعفات التي تصيب الطفل نتيجة كثرة الاستفراغ والاسهال
الجفاف يعتبر هو السبب الرئيسي لحدوث جميع المضاعفات، لأن عند حدوث اسهال يفقد الجسم الأملاح والسوائل، والاسهال للطفل الصغير أحياناً يعد مشكلة لأن كمية السوائل في جسم الطفل لا تكون كبيرة ويفقد جزء كبير منها خلال الإسهال.
أما الطفل الأكبر في العمر لا يشكل الإسهال خطورة كبيرة عليه، وأهم شيء في الاستفراغ هو إعطاء السوائل تدريجياً، وإذا تم السيطرة على الوضع خلال ٤٨ ساعة لا تكون هناك أي مشكلة الا في حالة وجود حرارة، أو دم أو مخاض في البراز، أو تغير لون الاستفراغ، لأن وقتها يكون هناك انسداد داخلي.
كيف يمكن منع الجفاف لدى الطفل؟
عند وجود اسهال فأهم شيء لمنع الجفاف عند الطفل هو إعطاءه كمية كبيرة من السوائل، ولكن لا يفضل إعطاءه عصير التفاح أو البرتقال، واعطاءه شوربة الخضروات، والأرز المسلوق، والبطاطا، واللبن الرائب، والحليب الصناعي.
طرق الوقاية من الإصابة بالنزلات المعوية
نظافة الطفل مهمة جداً، ونظافة جميع الأدوات التي يستخدمها، وذلك لأن الفيروسات تأتي من الأسطح للفم، لذلك يجب على الأم الاهتمام بنظافة الأسطح والأدوات التي يستعملها الطفل، والدول النامية تكثر فيها النزلات المعوية بسبب عدم وجود نظافة وخصوصاً في فصل الصيف.
ويفضل عدم تناول الأطعمة التي تبقى خارج الثلاجة لفترة طويلة، لأن التسمم الغذائي يسبب الإسهال والاستفراغ، ويجب عدم الاستهانة بالنزلات المعوية، ويجب العناية والمتابعة من قِبل الأمهات، وزيارة الطبيب في الحالات الشديدة.
علاج المغص لدى الأطفال حديثي الولادة
المغص لدى حديثي الولادة غير معروف سببه، ويزول بعد فترة من نفسه بعد عمر ثلاثة أشهر ولكن في حالة عدم وجود التهاب بكتيري مثل الأميبا والطفيليات، لأن هذه الالتهابات البكتيرية لها علاج، أما الأعراض الأخرى مثل الإسهال والاستفراغ يكون التهاب فيروسي يحتاج فقط للسوائل.
خطورة المضادات الحيوية على الأطفال
المضادات الحيوية ليس لها أي فائدة في حالة الالتهابات الفيروسية، وكل طفل يمرض كل شهر ويصاب بالرشح والكحة والحرارة وتختفي هذه الأمراض بعد يومين أو ثلاثة، لذلك يجب عدم إعطاء المضادات الحيوية في هذه الحالات.
وأضاف الدكتور بسام أن المضادات الحيوية إذا لم تعطى بناءً على تشخيص سليم فإنها تضر ولا تنفع، وذلك لأن البكتيريا تصبح لديها مناعة ضد المضاد الحيوي، وأيضاً هناك خطورة إذا لم يتم إكمال جرعة المضاد الحيوي.
وفي العام الأول من عمر الطفل لا يحتاج الطفل للمضادات الحيوية، وفي العام الثاني عند ارتفاع حرارة الطفل يجب فحص الطفل جيداً وتحديد اذا كان الالتهاب فيروسي أو بكتيري.
وعادة تختفي الحرارة بعد يومين أو ثلاثة بدون علاج اذا لم تكن هناك خطورة وبدون استخدام أي مضادات حيوية، وإذا تم إعطاء مضادات حيوية لا داعي لاستخدامها تكون هناك خطورة ويحدث التهاب القولون التسممي لأن المضاد الحيوي يعمل على قتل البكتيريا النافعة.
وتلتصق البكتيريا الضارة بالأمعاء وتسبب التهابات ويزداد الإسهال، وفي هذه الحالة اذا لم يتم إيقاف المضاد الحيوي لا يختفي الإسهال.