نازك صادق الملائكة (Nazik Al-Malaika)؛ هي شاعرة عراقية من رواد الشعر الحر، وهي التي كتبت أول قصيدة منشورة من الشعر الحر بعنوان الكوليرا، ومنها:
طَلَع الفجرُ
أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ
في صمتِ الفجْر، أصِخْ، انظُرْ ركبَ الباكين
عشرةُ أمواتٍ، عشرونا
لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا
اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين
مَوْتَى، مَوْتَى، ضاعَ العددُ
مَوْتَى، موتَى، لم يَبْقَ غَدُ
في كلِّ مكانٍ جَسَدٌ يندُبُه محزونْ
لا لحظَةَ إخلادٍ لا صَمْتْ
هذا ما فعلتْ كفُّ الموتْ
الموتُ الموتُ الموتْ
تشكو البشريّةُ تشكو ما يرتكبُ الموتْ
مولد الشاعرة نازك الملائكة
ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923 اليوم الثالث والعشرين من أغسطس في بيئة ثقافية فاضلة، وتلقت تعليمها في المرحلة الابتدائية والثانوية في مدارس بغداد.
دراستها
تخرجت الشاعرة نازك عام 1944 في دار المعلمين العالية في بغداد فرع اللغة العربية، ثم أكملت بعد ذلك دراسة الموسيقى في معهد الفنون الجميلة، ثم درست اللغة اللاتينية، والفرنسية، والإنجليزية في الولايات المتحدة الأمريكية.
حصلت على شهادة الماجستير من جامعة ويسكونسن ماديسون في أمريكا في الأدب المقارن عام 1959
تم تعيينُها كأستاذة في جامعات عدة عدة كبغداد والبصرة.
استمرت نازك الملائكة بعطاء دائم للأدب العربي.
حياة نازك الملائكة
لاقت الشاعرة نازك في بدايتها صعوبة في محاولة زيادة الإقبال للنوع الشعري الذي تخوضه وهو الشعر الحر، وذلك نظراً للجو الأدبي السائد المرتبط بالطرق القديمة.
ساهمت بإبراز دور المرأة في المُجتمع، فقد كانت أعظم ملهمة للمرأة حيث ظهرت كمفكرة مستقلة، وباحثة وكاتبة تبحث في إظهار دور المرأة في المجتمعات العربية.
انتهت حياتها عن عمر يناهز 83 وذلك في 20 – 6 – 2007 نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.
تُبحِر معنا أيضًا في جولة تقرأ فيها معلومات عن الشاعر أبو القاسم الشابي والشاعر إبراهيم طوقان؛ فضلاً عن الخليل بن أحمد الفراهيدي.
أشهر أعمال الشاعرة
ونُبحر هنا مع مقتطفات من شعر نازك الملائكة؛ فلها العديد من القصائد المختلفة ولكن أهمها:
- عاشقة الليل.
- خمس أغان للألم.
- إلى العام الجديد.
- صلاة الأشباح.
- مرثية امرأة.
- أنشودة السلام.
- أنا.
قصيدة المدينة التي غرقت
وفي عام 1954 حدث فيضان في مدينة بغداد فكتبت نازك قصيدة بعنوان المدينة التي غرقت، ومنها هذه الأبيات:
بضحك نوافذها فاستكانت وصاح القدر
وجاء الخراب ومدّد رجليه في أرضها
وأبصر كيف تنوح البيوت على بعضها
لسقف هوى وتداعى وشرفة حُبّ صغيرة
وأرسل عينيه في نشوة يرمق الأبنية
قصيدة القصر والكوخ
كما كانت الشاعرة تكتبُ القصائد الاجتماعية، فكتبت قصيدة عن الفرق بين حياة الفقر والغنى بعنوان القصر والكوخ، ومنها هذه الأبيات:
يا ليالي الحصاد ماذا وراء ال
حقل والحاصدين من مأساة
شهد الكوخ أنه يحمل الحز
ن لتحظى القصور بالخيرات
كيف يجني الأزهار والقمح والأث
مار من لم يجرح يديه القدوم
ويموت الفلاح جوعاً ليفترّ
لعيني رب القصور النعيم
وما زال الشعر الحر الذي أطلقته نازك الملائكة يتردد على مسامعنا دائماً.
قصيدة دكان القرائين الصغيرة
في ضباب الحلم طوقتُ مع السارينَ في سُوقٍ عتيقِ
غارقٍ في عطر ماء الوردي، وامتدّ طريقي
وسّعَ الحُلمُ عُيوني، رشّ سُكراً في عُرُوقي
ثملت رُوحي بأشذاءِ التوابل
وصناديق العقيقِ
وبالوان السجاجيد
قصيدة “أنا”
الليل يسأل من أنا
أنا شرهُ القلق العميقُ الأسودُ
أنا صمته المتمرُ
قنعتُ كُنهي بالسكون
وولفتُ قلبي بالظنون
وبقيتُ ساهمة هُنا
أرنو وتسألني القرون
أنا من أكون
والريح تسألُ من أنا
أنا روحها الحيران
أنكرني الزمان
أنا مثلها في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاء
نبقى نمرُ ولا بقاء
فإذا بلغنا المُنحنى
خلناه خاتمة الشقاء
فإذا فضاء
والدهرُ يسأل من أنا
أنا مثله جبارة أطوي عصور
وأعود أمنحها النشور
أنا أخلق الماضي البعيد
من فتنة الأمل الرغيد