طبيعي أن تشير فتاة إلى التاكسي لكي يوصلها للمكان الذي تريده.. ولكنها لا تعرف احيانا أنها يمكن أن تكون طرفا في مشكلة على أجرة التاكسي أو جريمة تصبح هي ضحيتها وبين اتهامات الفتيات لسائقي التاكسي وخوفهن من الركوب معهم.. يرفع السائقون أيديهم معلنين براءتهم من اتهامات البنات، فمن منهم على حق؟!
تقول هبة عامر: تعرضت لمشكلات كثيرة مع سائقي التاكسيات، حتى تعودت الطريقة المناسبة للتعامل معهم، فكل سائقي التاكسي لابد ان تتعامل معهم بحزم، ويفضل غالبا أن تعرف الفتاة الطرق المؤدية للمكان الذي تريده، ولو فكر السائق في تغيير مسار الطريق تنزل فورا من التاكسي.
لحظات من الفزع
أما شيماء الديب فتروي قصتها مع التاكسي قائلة: في إحدي المرات ركبت التاكسي بمفردي، وللأسف لم اكن أعرف الطريق جيدا، فوجدت السائق يدخل في شوارع جانبية غريبة، ولما سألته قال الطريق الرئيسي معطل لذلك فهو يختصر الطريق، دقائق ووجدته يركن السيارة ويتحدث مع شخص آخر. ولاحظت ملامح هذا الشخص جيدا لأنه وقف يتحدث معه لفترة، ثم عاد السائق معتذرا، بعدها لاحظت أن السائق يسير ببطء شديد وعلل ذلك قائلا: إن الشارع كله مطبات، ومرة واحدة وجدت الشخص الذي كان يتحدث اليه يشير للتاكسي لكي يركب، وبالفعل ركب، وهنا انتابني الفزع، وأكثر ماكان يثير خوفي أنني لا أعرف الطريق ولا أعرف اين أنا فطلبت من السائق أن ينزلني فورا إلا أنه رفض وقال لي متخافيش.. هو أنا هخطفك، ولكني قررت أن انزل من التاكسي مهما حدث ففتحت باب التاكسي وصرخت بصوت عال جدا قائلة الحقوني ويبدو أنه خاف من
صراخي فرماني من التاكسي وأسرع هاربا.. ومن يومها قررت ألا أركب تاكسي وحدي ابدا!
وداعا للتاكسي
رحاب سامي تعرضت لموقف أصعب حيث تقول: كنت في حفل عيد ميلاد صديقتي وعند عودتي وقفت فترة طويلة حتى أجد تاكسي، وفي النهاية وجدته، لم أسترح للسائق فقد كانت ملامحه غير طبيعية على الاطلاق، وما إن ركبت حتى وجدته ينحرف في طريق اخر وأخرج مطواة وجذب سلسلة كانت في عنقي بعنف شديد وانا في غاية الرعب ولم أدر بنفسي إلا حينما قذفني السائق على الطريق ليلا، وحمدت الله لأن الأمور انتهت على خير على اي حال، ومن يومها وانا لا اركب تاكسيات ابدا.
أما دعاء محمد فتقول :كل مشكلتي مع التاكسيات تتلخص في الأجرة فكلما اركب تاكسي أصر على تحديد الأجرة قبل الركوب، ولكنهم غالبا ما يجادلونني في الأجرة لأنني فتاة، وبالطبع تعرضت كثيرا للاهانات من السائقين وأحيانا للشجار، لذلك افضل ركوب الاتوبيسات أو المترو مهما كانت السخافات إلا أنها افضل من التعرض للاهانة من سائق تاكسي.
قصة حب.. أجرة القاهرة
وبعيدا عن الاهانات في بعض الأحيان تنشأ قصص حب وهمية مع سائقي التاكسي تحكيها سارة عبد الرحمن قائلة: كنت أركب مع سائق تاكسي يوميا لتوصيلي إلى العمل، وبعد فترة وجدته يلمح لي أنه معجب بي، طبعا كنت أسخر من تخريفه وكنت أصده بأدب لأنني أريد أن أصل إلى عملي فقط دون مشاكل، ولكن بعدها بأيام وجدت زوجته تتصل بي لتتشاجر معي وتهينني بحجة أنني خطفت زوجها منها، وبالطبع لم أعد اركب معه مرة أخري.
أما ريهام صابر فأخذت قرارا آخر حيث تقول: زهقت من التاكسيات، فكلما اركب مع سائق تاكسي يسمعني مواويل طويلة عن غلاء الاسعار وارتفاع سعر البنزين في الوقت الذي يستعمل فيه غازا طبيعيا، وبعضهم يحاول أن يرهبني بالصوت العالي كي ادفع أجرة ضعف المطلوبة، بجانب الرعب أن يركب معي آخرون أو ان يكون السائق نفسه غير مهذب، فاختصرت الطريق واشتريت سيارة صغيرة بالقسط، أظن أنها أفضل حل للفتيات.
نساء متعبات!
هذا عن رأي الفتيات أما سائقو التاكسي فلهم رأي آخر يقول رفعت حسن كل بنت تركب تاكسي تظن أن السائق سوف يخطفها أو يسرقها، ولكنهن لا يدركن أننا ناس بتشقي من اجل لقمة العيش، فكل فتاة تركب التاكسي تصرخ وتولول عندما تختصر الطريق وتسير في آخر، وفي النهاية تجادل وتفاصل في الأجرة..
ويتفق معه الحاج عزت قائلا: أنا أحب أن أتسلي بالحديث مع الزبائن الرجال والشباب، وكثيرا ما أجد حديثا مشتركا بينهم عن الزحام والغلاء والسياسة والكرة، أما النساء فأتحرج من الحديث معهن حتى لا يفهمن كلامي خطأ، ولكن بعضهن يبدأن بالحديث فلا أمانع طبعا من الحديث معهن، أحيانا أجد أن بعضهن سخيفات وثرثارات وبعضهن يتحدثن في كل شيء.
هي ناقصة!!
أما محمد حامد فيقول: أنا سائق تاكسي صحيح، ولكني مؤهل عال أي أنني لن أخطف فتاة أو اضايقها أو حتى أسرقها لأنني أضع أختي مكانها، وهي في النهاية مجرد زبون يعطيني اجرة في اخر المشوار.
ويتفق معه أبو عبير – سائق تاكسي – قائلا: هي ناقصة البنات كمان!! مش كفاية الزحمة والمرور وسحب الرخص والمخالفات واعطال التاكسي نقوم نتهم بعدها بخطف البنات وسرقتهن هو اللي بيجري على لقمة عيشه ممكن يرتكب جريمة بالشكل ده؟.
يحلل د. عبد الهادي رضا – مدرس علم النفس بكلية الآداب – خوف النساء من ركوب التاكسي بسبب انتشار حوادث الخطف والاغتصاب التي يسمعن عنها ويقرأن أخبارها من الصحف، فضلا عن تجاربهن مع سائقي التاكسي، فبين واحدة تعرضت لمحاولة اختطاف ومن تعرضت بالفعل للسرقة، كل هذه عوامل تدفع الفتاة لتجنب ركوب التاكسي، ولأن بعض النساء يضطررن لركوب التاكسي كوسيلة تحفظ السيدة وتحافظ على كرامتها بصورة اكبر من وسائل المواصلات العامة وقد اقترح البعض اقتراحا مناسبا وهو أن يضع السائق بطاقة تعريفية باسمه ورقم السيارة وغيره من البيانات، وقد وضعها البعض بالفعل إلا أن هذه البطاقة اختفت مرة اخري بالاضافة إلى ان هناك بعض التاكسيات يعمل عليها اكثر من سائق.
تحقيق: خالد بركات
وهذه تحقيقات أُخرى: