يجب على جميع الأشخاص سواء كانوا كباراً أو صغاراً معرفة كيفية إستغلال الوقت بشكل مفيد ونافع، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، ولذلك يجب تنظيم الوقت بطريقة صحيحة؛ لإنجاز الأعمال اليومية في فترة قصيرة، والتحكم في الوقت وإدارته بشكل فعال يساعد على تحقيق الأهداف المرجوة، ولذلك نوفر لكم في هذا الموضوع أهمية الوقت، ووسائل تنظيمه للإستفادة منه.
أهمية الوقت
• معرفة ما يدور حولنا: فمن خلال الوقت يُمكن معرفة كل ما يدور حولنا، فالحياة تُقاس بالوقت، كما أن دورة الشمس والقمر حول الأرض تُقاس بالوقت، ومن خلال الوقت نستطيع معرفة اليوم، والشهر، والسنة التي نعيش فيها.
• معرفة تاريخ الأحداث: يُمكن من خلال الوقت توثيق بعض الأحداث التي تجري حولنا، فجميع المؤرخون يقوموا بتحديد قيمة التحف الأثرية على أساس الوقت، فكلما مر عليها وقت كبير، كلما كانت أغلى ثمناً.
• معرفة مواعيد العبادات: يمكننا من خلال الوقت تأدية مختلف العبادات في أوقاتها دون تأخير، فلكل عبادة وقت معين، فمثلًا جميع الصلوات لها وقت محدد، والصيام مرتبط بوقت معين وهو شهر رمضان، وفريضة الحج أيضاً مرتبطة بشهر ذي الحجة، أي أن كل عبادة مرتبطة بوقت لا يجب التأخير عنه.
• تنظيم جميع نواحي الحياة: يساعد الوقت على تنظيم النشاط اليومي كالعمل أو الإنتاج، فالإلتزام بالوقت يساعد على تجنب حدوث مشاكل مستقبلًا.
• تحسين القدرة على التركيز: يساعد الوقت في تحسين القدرة على التركيز من خلال تنظيمه وإدارته بشكل فعال، بالإضافة إلى إكتساب القدرة على إتخاذ القرار، وتحقيق الأهداف، والإستقرار اليومي، والتقدم في الحياة العملية.
وسائل تنظيم الوقت
يساعد تنظيم الوقت على إنجاز الكثير من الأعمال اليومية في وقت قصير، وبالتالي يؤدي إلى الشعور بالإستقرار النفسي وخفض التوتر، ولذلك يجب الحرص على تنظيم الوقت بإستمرار من خلال الطرق الآتية:
• كتابة خطة يومية تتضمن أعمال اليوم منذ الصباح حتى المساء، وذلك لإكتساب المزيد من الوقت، والحصول على قدر من الراحة خلال اليوم.
• تحديد الوقت اللازم؛ لإتمام مهام معينة، مع ضرورة الحفاظ على إتمام هذه المهام في الوقت المحدد لها.
• مكافأة النفس عند إنجاز عمل معين في الوقت المحدد له، وذلك من أجل تحفيز النفس على الإلتزام بتنظيم وإدارة الوقت.
• تسجيل الأنشطة اليومية في دفتر ملاحظات، أو على الهاتف المحمول؛ لمتابعتها بإستمرار وتنظيم الوقت.
• الحرص على إرتداء ساعة طوال الوقت؛ لأن ذلك يساعد على عدم نسيان الوقت، والقدرة على تحديده بشكل دقيق، والحرص على تحديد موعد نهائي للقيام بأعمال معينة.
خصائص الوقت
توجد خصائص عديدة للوقت، ويجب معرفتها جيداً؛ لعدم إهدار الوقت، وهذه الخصائص هي:
• عدم القدرة على تخزينه: لا يستطيع أي شخص تخزين الوقت، وإستخدامه فيما بعد مرة أخرى، فمن الصعب إسترجاع الوقت الذي يمضي، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول (ما من يوم طلعت شمسه فيه إلا يقول: من إستطاع أن يُعجل فيه خير فليُعجّله، فإني غير مكرَّر عليكم أبداُ).
• إمضائه بسرعة: يمضي الوقت بشكل سريع، ولا ينتظر أحد، فهناك حالتين للوقت، فالوقت يمضي سريعاً عندما يكون الإنسان في حالة إستمتاع وفرح، ويمضي بطيئاً عندما يكون في حالة حزن أو اكتئاب، وأشار الله عز وجل إلى سرعة إمضاء الوقت في قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ).
• الوقت غالي جداً: يعتبر الوقت أغلي شيء نمتلكه في الحياة، فالإنسان يقضي حياته منذ ولادته حتى وفاتة يوم بيوم، واليوم الذي يذهب وينتهي لا نستطيع تكراره مرة أخرى، ولذلك يجب إستغلال الوقت، وعدم إهداره في أشياء غير مفيدة.
• استثمار الوقت: يجب أن نبذل كل الجهود لاستثمار الوقت لكي تزداد قيمته بشكل فعال، فعدم القدرة على الاستثمار الجيد للوقت يؤدي إلى قتله، فالوقت يعتبر مقياس تقدم الشعوب وازدهارها.
• تفاضل الوقت: يجب أن يكون لكل نشاط يومي وقت خاص به، ويلزم إنتهاء هذا النشاط في ذلك الوقت المحدد له، ولكل وقت خلال اليوم نشاط يناسبه، فالنشاط الذي يحتاج إلى تفكير وتخطيط يجب القيام به في الصباح، أما الأنشطة العادية يستحسن القيام بها في وقت الذروة أو الليل؛ لأنها لا تحتاج إلى تركيز كبير.