إن روعة البيان وسحر وعذب الكلام يقفان عاجزان عن التعبير عن الأم فلقد تحدث عنها الكثيرون وأحاطته الأقلام كثيرًا ولا أستطيع أن أعبر عن كل ما يجول في صدري وخاطري تجاه أمي، سواء في عيد الأم أو في كل الأيام.
ما أعظم الحديث عن الأم! بمجرد ذكرها يلوج في صدري الراحة والطمأنينة والأمان والحنان والدفء فهي العطاء بلا حدود أو مقابل فهي تقوم بدور لا ينتهي ويستمر إلى قيام الساعة فهي لا تكل أو تمل فهي الحب ذاته.
دور الأم تجاه ابنائها
لا أستطيع أن أقول مثل الكثيرون أن الأم نصف المجتمع بل هي كل المجتمع هى من انجبته تحملت الكثير من الآلآم لا يستطيع أن يتحمله رجل وعلى الرغم من ذلك تقوم به وهي سعيدة ومسرورة وتحمل بداخل قلبها حبا يكفي العالم بأكمله لأبنائها لا تهتم إلى آلم في العظام أو اضطراب في النوم أو صداع شديد أو عدم تقبل للطعام وكل هذا تتحمله أثناء الحمل والرضاعة، فهي كل ما تحلم به رؤية جنينها وضمه إليها وبين يديها في صحة جيدة.
هي من جعلت نفسها المسئولة الأولى والأخيرة عن الاهتمام بأبنائها من أكل وشرب ولبس ونظافة شخصية وبناء شخصية قوية وخلق وحسنة بل إنها طول الوقت تأنب نفسها عن أي تقصير حتى ولو كانت غبر مسئولة عنه.
إنها تضحي بسعادتها مقابل سعادة أولادها سواء كانت السعادة في مال أو طعام أو حتى راحة نفسية فغريزة الامومة التي وهبها الله إياها تطغى على كل تصرفاتها.
تكريم الله ورسوله للأم
فقد جاء تكريم الأم من فوق سبع سماوات وأيضا وصانا رسولنا الكريم بالأم وأيضا في جميع الأديان موصي بها مما يدل على عظمة ومكانة أمهاتنا وما تقوم به من دور عظيم وجليل في حياتنا.
قال تعالى في كتابه العزيز (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أوف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما).
وفي موضع آخر قال تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن، وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير).
وفي الحديث الشريف: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله (صل الله عليه وسلم) فقال له يا رسول من أحق الله بحسن صحابتي قال (أمك) قال ثم من (قال أمك) قال ثم من (قال أمك) قال ثم من قال (أبوك).
عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة في وقتها) قلت ثم أي ؟ قال (بر الوالدين) قلت ثم أي قال (الجهاد في سبيل الله).
ولك ذاك: عيد الأم – المناسبة كاملة
شعراء تغنوا للأم
يقول حافظ ابراهيم: الأم مدرسة إذا أعدتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
أبو العلاء المعري:
العيش ماض فأكرم والديك به، والأم أولى بإكرام وإحسان.
وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه، أمران بالفضل نالا كل إنسان.
دور الأبناء تجاه الأم
• على الأبناء أن يحاولوا جاهدين مراعاة أمهاتهم ورد ولو جزء بسيط من دورها الكبير الذي تقوم به وذلك عن طريق رعاية كل شئونها واحترامها وطاعتها والتعبير عن مدى امتناننا لها.
• تفقد حالها والترويح عنها باصطحابها للسفر والخروج والتنزه.
• الإنفاق عليها إذا كانت تحتاج إلى ذلك وعدم تركها تطلب من الغير.
• الاهتمام بحالتها الصحية والجسمانية.
• إرضائها طول الوقت وتلبية كل طلباتها واحتياجاتها.
دور المجتمع والدولة تجاه الأم
الكل يحاول أن يعطي الأم جزءاً ولو بسيط تعبيرا عن عطاء الأم ودورها الكبير الذي تقوم به، فتحتفل الدولة كل عام بعيد الأم يوم 21 مارس وتكرم الكثير من الأمهات المثاليات وايضا خصصت يوم للمرأة ووضع قوانين تحميها وهناك أيضا المجلس القومي للمرأة يعطيها حقوقها.
وفي نهاية حديثي عن الأم أطلب من كل ابن أن يكون بارا لوالدته لأنها الرزق والبركة وإذا فقدها لا يوجد شيئا في الحياة يصلح أن يكون بديلا لها أرجو أن أكون قد وفيت في هذا الموضوع ولو نقطة في بحر عطاء الأم داعيا الله عز وجل أن يحمي جميع أمهاتنا ويحفظهم من كل سوء ويجعلهم سببا في رضا الرحمن عز وجل عنا ودخولنا جناته.