أجد نفسي مضطرا قبل موسم صيف حافل بالعديد من المناسبات الاجتماعية التي ستشاهدون فيها المنظر الذي تعودتم عليه حين تصبح صحون العشاء أكثر من عدد الحاضرين, أجدها مضطرة للاعتراض والشجب والاستنكار، وهذا أقصى ما أستطيع فعله، كباقي إخواني العرب، على بعض عاداتنا وتقاليدنا المتعلقة بإكرام الضيف التي يمكن تصنيفها وبسهولة ضمن الاعتداءات الجائرة على الثروة الحيوانية، وخصوصا على مستوى الخراف التي أستغرب خلو قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض من طلتها البهية حتى اليوم! خصوصا أنني لم أسمع بخروف واحد قد احتفل بعيد ميلاده الأول!
صحيح أنني لن أكتب مقالا، عندما يصبح الدب القطبي أو حيوان الباندا معرضين للانقراض لعدم وجود أي علاقات مسبقة بيننا! إلا أنني سأواصل الاعتراض على ما يحدث لخرافنا المحلية المسكينة التي ما إن تخرج للحياة الدنيا حتى تصبح مهددة بأن تكون وليمة عشاء عابرة لأربعة أشخاص يلوكونها ما شاء الله لهم، ثم يلقون بالقسم الأكبر منها في حاويات النفايات!
ولأن خرافنا المحلية ما عادت تفي بحجم تهورنا وبذخنا وإسرافنا الضخم، فقد استوردنا الخراف المصرية والسورية والسودانية، بل والأسترالية لتلقى ذات المصير! لا اعتراض على ما يذبح ليؤكل، ولكن كل الاعتراض على ما يذبح، ثم يطبخ، ثم تمتد بعض الأيدي العابثة لتحيله إلى أشلاء مبعثرة غير واضحة المعالم، ثم تصبح سلة المهملات المحطة الأخيرة! يحصل ذلك في مناسبات اجتماعية تعج مجالسها بنقاشات واعتراضات واسعة حول ارتفاع أسعار الأرز وأزمة المياه وانقطاع القطر من السماء!
بالله عليكم أجيبوني عن نتيجة الفزورة التالية، خروف كامل المعالم ممدد بكل أريحية على صحن ممتلئ حد التخمة بالأرز يحيط به 6 رجال من الوزن الثقيل؟ ما الذي تنتظره عزيزي القارئ عند انقشاع غبار المعركة السابقة؟ أظن أن الجواب الصحيح للفزورة السابقة هو «بربسة» غير صالحة لإعادة التدوير!
أتذكر الآن حديثا لأحد المشايخ أشار صراحة إلى أن وضع «حاشي» بأكمله على صحن واحد وعدم أكله أو توزيعه ورميه مع النفايات يعتبر من باب الكفر بالنعم! وليسمح لي فضيلة الشيخ بأن أضيف الخروف لذات الفتوى!
بقلم: ماجد بن رائف
واقرأ هنا: الأذن الحكومية.. واحدة من طين وأخرى من عجين
وكذلك؛ هنا: في السعودية.. كل الطرق تؤدي لـ«حفرة»!