مع اقتراب الامتحانات وزيادة الضغوط التي يشعر بها الشباب في المذاكرة يصاب عدد كبير منهم بنوع من القلق تختلف أسبابه.. فلماذا يشعرون به وبم ينصحهم الخبراء للتخلص من هذا الشعور.
تقول (علياء السيد محمد) – كلية التجارة: التخرج وتحقيق الاستقلال المادي والمعنوي عن أسرتي والعمل بمركز مرموق هو مايشغل تفكيري الآن لأن ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق كياني واستقلالي الذاتي لذلك أعيش حالة مستمرة من القلق والخوف الدائم من المستقبل وأتوقع أن يحدث لي شيء سييء دائما وذلك بسبب وفاة أخي الأصغر مني فجأة في حادث سيارة مما سبب لي حالة من الرعب المستقبل وما سوف يحدث فيه ولكني أحاول جاهدة أن أخرج من هذه المحنة وأتجاوزها.
ويقول (سعيد علي) – طالب بالثانوية العامة: مايقلقني اليوم هو الحصول على الشهادة الثانوية فهذا يشغل كل تفكيري وأتمني أن أحصل عليها بتفوق وبمجموع يؤهلني للالتحاق بكلية الصيدلة وأسعي بكل جهدي لكي ألتحق بها ولا يشغلني أو يقلقني أي شيء آخر حاليا سوي الامتحانات. ولكن هناك شيئا آخر يقلقني وهو كيف أستطيع أن أعبر عن شكري لأسرتي التي وقفت بجانبي طوال سنوات الدراسة وبالتأكيد لا سبيل أمامي لذلك سوي النجاح والتفوق.
وتقول (ولاء عبدالنبي) – ثانوية عامة: بما أننا في موسم الامتحانات فإن أهم مايقلقني هو امتحانات الثانوية العامة التي تعتبر على الأبواب وهي لا تقلقني فقط وإنما تسبب لي حالة من الرعب لدرجة أني كلما أفكر في لحظة الامتحان أصاب بحالة من الخوف تكاد تفقدني توازني وذلك بالرغم من أني حصلت على مجموع 92% في المرحلة الأولي إلا أنني في غاية القلق لأنني أريد أن ألتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأن أعمل في وزارة الخارجية وأمثل بلدي في كل مكان حتى أصبح سفيرة لمصر ولأن حلمي هذا صعب التحقيق فانه يستدعي القلق وبذل أقصي جهد من أجل تحقيقه.
وتقول (رحاب ممدوح) – كلية الآداب: إن كل مايقلقني الآن هو موسم الامتحانات والليسانس لأنني أريد أن أحصل على تقدير مرتفع مثل كل سنة يؤهلني للعمل معيدة بالكلية وقد سعيت إلى تحقيقه ووفقني الله في الحصول على تقدير مرتفع خلال السنوات الثلاث الماضية لذلك أسعي بكل جهدي لأن أتم ذلك باذن الله في السنة النهائية.
أما بالنسبة للمستقبل فهو بيد الله ﷻ ولكن القلق شيء طبيعي لأي انسان وجزء لا يتجزأ منه خاصة فيما يتعلق بالمستقبل.
أما بالنسبة لمسألة الزواج والأسرة فهي مسألة لا تقلقني الآن على الاطلاق وهي متروكة للنصيب وحده.
ويقول (رضا حسن) – كلية الهندسة: الامتحانات هي أكثر مايقلقني فأنا في السنة النهائية بكلية الهندسة وطبعا أعيش الآن حالة قلق غير عادية لأني أريد أن أحصل على البكالوريوس بتقدير مرتفع. أما بالنسبة للمستقبل فلا أستطيع أن أخفي قلقي تجاهه وذلك بسبب قلة فرص العمل المناسبة لتحقيق طموحاتي.
ويقول (أدهم شاهين) – كلية الطب: أهم ما يقلقني هو اتمام دراستي والتخرج وأن أتخصص في جراحة المخ والأعصاب وأصبح طبيبا ناجحا هذا بالاضاتفة إلى الزواج وتكوين أسرة ناجحة.
وتقول الدكتورة: سامية الساعاتي – أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس: أسباب قلق الشباب تتلخص في التخرج والوظيفة والدخل والزواج وهذه الأسباب من الطبيعي أن تؤدي بهم إلى الدخول في دوامة من القلق يصعب الخروج منها إلا على من يحاول جاهدا تحقيق ذلك وهنا يجب أن نذكر أن درجة الاستعداد للقلق تختلف من فرد إلى آخر فالفرد ذو الاستعداد المرتفع للقلق يستجيب للمثيرات الداخلية والخارجية في حياته العادية اليومية ويشعر بحالة من القلق الزائد على الحد.
أما الفرد الذي يتمتع بدرجة عادية من الاستعداد للقلق فانه يستجيب لنفس هذه المثيرات بحالة قلق مناسبة ومعقولة لما يتضمنه الموقف الذي يتعرض له وتبدو على الفرد المصاب بالقلق أعراض نفسية جسيمة عديدة حسب درجة القلق مثل الضعف العام والصراع المستمر واضطرابات المعدة والتنفس والميل للقيء.
أما بالنسبة لعلاج هذه الحالة فهي تتلخص في تقوية إيمانهم بأن كل إنسان يحصل على نصيبه في الدنيا وأنه سوف يجد بقدر ما يعمل هذا بالاضافة إلى المواظبة على الصلاة لأنه من المعروف أن القلق ينشأ عن عجز الانسان عن حل صراعاته النفسية وبالتالي فإن الصلاة تساعد على الشعور بالأمن والأمان والتحرر من القلق الذي يساعد على انطلاق طاقة الإنسان النفسية هذا بالاضافة إلى أن الصلاة تشتمل على الدعاء وطبعا مجرد الدعاء والتضرع إلى الله يؤدي إلى تخفيف حدة القلق.
ويقول الدكتور: هاني السبكي – أستاذ علم النفس: يمر الشباب في كل مكان بمواقف عديدة في بداية حياته ترهق أعصابه وتجعله قلقا ومتوترا خاصة في علاقاته مع من حوله والمحيطين به من بيئته ويري البعض أن القلق عبارة عن بعض الاضطرابات النفسية التي تصيب الفرد ويري البعض الآخر أن القلق عبارة عن سمة تميز سلوك غالبية الأفراد في حياتهم العادية اليومية ويمكننا تصنيف القلق إلى نوعين:
- الأول: القلق الموضوعي.
- والثاني: القلق المرضي.
ويعتبر القلق الموضوعي قلقا عاديا ومنطقيا يشعر به كل شاب نتيجة لحدوث أمر مهم يتوقعه مثل نتيجة اختبارا أوانتظار وظيفة أو الاقدام على زواج وكل مايشابه ذلك أو نتيجة لوجود خطر حقيقي فعلي ملموس أمام الفرد مثل حريق مفاجئ أو فقدان إنسان عزيز أو أزمة مالية أو صحية وهذا القلق ظاهرة صحية لأنها تدفع الفرد دائما إلى الاتجاه الأفضل مثل أن يذاكر ويجتهد حتى ينجح في الامتحانات وهذه هي الحالة التي تواجه أغلب شبابنا هذه الأيام بسبب موسم الامتحانات النهائية أو أن يستعد جيدا قبل التقدم لوظيفة جديدة أو يفكر تفكيرا سليما قبل الإقدام على قرار مهم مثل قرار الزواج أما النوع الثاني من القلق وهو المرضي فهذا يعتبر قلقا عصبيا حيث يتضمن خوفا غير عادي بدون سبب واضح فمثلا نجد أن
هناك بعض الشباب يصاب يوم الامتحان بحالة مرضية حادة مثل القيء الشديد وألم شديد بالمعدة وهكذا حتى لو كان يعلم كل حرف في منهجه الدراسي ولكن مجرد خوفه وقلقه الزائد يفقده القدرة على تذكر أي حرف من كل الذي ذاكره.
لذلك يجب على كل الشباب أن يعملوا ما عليهم ويتركوا النتيجة لله ﷻ لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا وهناك أيضا بعض التدريبات التي تساعدهم على التخلص من حالة القلق الزائدة عن الحد ويمكن أن يقوم بها أي شخص قبل الدخول على امتحان وإتخاذ قرار مصيري لأنها سوف تساعده على اتخاذ القرار السليم ومن هذه التدريبات ضرورة ممارسة الاسترخاء بصورة مستمرة ودائمة لمدة عشرين دقيقة والاسترخاء هنا عبارة عن إيقاف شامل وكامل للانقباضات والتقلصات الفعلية المصاحبة لحالات القلق والتوتر والاجهاد التي يعاني منها الإنسان مما يجعله يشعر بارتياح عام يسري في جميع خلايا جسده.