من المؤكد أن الشباب العربي قد استطاع أن يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في كسر الحواجز السياسية والاجتماعية فكانت مواقع التواصل الاجتماعي هي المنصة التي انطلقت منها الثورات وكان آخر تلك الثورات ثورة على الذات، ثورة الشابة رهف محمد التي قامت باللجوء إلى كندا هربا من أهلها.
كيف استغل الشباب مواقع التواصل الاجتماعي لتغيير أفكارهم؟
قالت “م. هناء الرملي” خبيرة في شئون الإنترنت. بالتأكيد ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر خطير للغاية على مستوى الأفراد والجماعات والدول كما أن فكرة تمرد فتاة كرهف محمد على أهلها وتقاليدهم وعاداتهم وقيمهم أمر صعب للغاية والذي يستوجب علينا الوقوف قليلا لمناقشته لأنه قد يصبح ظاهرة تهدد حياة كل أسرة في هذا المجتمع.
وأضافت الخبيرة “هناء الرملي” يمكننا القول بأن كل فتاة تعيش في فترة المراهقة لديها طاقة مثل الطاقة البركانية للتمرد على أهلها كما أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست فقط لإعلان حالة التمرد وإعلان رفض قيود الأهل والبلد وقوانينها وإنما تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة قنوات خطرة لتواصل أطفالنا وشبابنا مع الغرباء كما إنني لا أستبعد أن هناك بعض الغرباء الذين استغلوا عقلية المراهقة رهف لتعلن حالة التمر والرفض لأهلها والهرب منهم، لذلك يجب أن يكون هناك حملات توعية للحد من هذا الأمر.
لماذا تُعد مواقع التواصل متنفس وحيد للشباب العربي؟
تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي منصات إعلامية مفتوحة لكل شخص كما أنها استطاعت أن تلغي كل الحواجز الجغرافية والاقتصادية مهما كان المستخدم لهذه المواقع ومهما كان وضعه المادي أو جنسه أو حتى مستوى تعليمه أو إلى أي بلد ينتمي.
وأردفت “هناء الرملي” يمكن لأي شخص لديه شبكة إنترنت أن يستخدم ذكائه في خدمة نفسه وخدمة مجتمعه وأسرته وبلده وقضاياها كما يمكنه أن يدمر حياته وحياة الآخرين خاصة المراهقين وصغار السن والشباب من خلال عمليات غسيل الأدمغة وجذبهم نحو الكراهية والعنف والتطرف كما أن هناك بعض الشبكات التي تعمل على استقطاب الفتيات للأعمال اللاأخلاقية بشكل مباشر إلى جانب وجود شبكات لعصابات بيع الأعضاء ويمكنهم التواصل مع أولادنا بكل سهولة من خلال تلك المواقع الاجتماعية.
كيف يمكننا التحكم في وسائل التواصل الاجتماعي؟
من الضروري علينا أن نبدأ ونكثف من عميات التوعية للفتيات والشباب بخطورة مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية التحكم بها من خلال تغيير مناهج المدارس لتسليط الضوء فيها على أهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كأداة تقوم بخدمتنا كما يمكن أن تبدأ هذه الحملات بفرد واحد فقط ومن ثَم تنتقل إلى الجماعات والمجتمع بأسره فيما بعد.
من الحملات الإيجابية التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي حملات التبرع بالدم والأعضاء مثل الكُلى وقرنية العين وغيرها، بجانب حملات التضامن مع الغير مثل أسرى الحروب وشهداء فلسطين وأسراهم كما أن هناك بعض الحملات التي تنشأ وقت الحروب والكوارث مثل السيول والبراكين إلخ إلخ…
ما مدى دور مواقع التوصل الاجتماعي بالمقارنة مع الإعلام؟
أصبح للفرد صوت ومكانة وصاحب قرار في المجتمع مهما كان هذا الفرد، كما أصبح هناك سهولة بالغة وآليات عدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تمكَّن بها الشخص من التواصل مع صفحات الجهات الرسمية على الفيس بوك وتويتر، لذلك أصبح للفرد بشكل عام صوت مؤثر في المطالبة بحقوقه وإثارة قضايا إنسانية ووطنية كما أصبح التجاوب بين المواطنين جلياً بدرجة كبيرة مما ساعد في تواصل شخص واحد مؤثر مع الملايين حول العالم من خلال صوته على تلك المواقع الاجتماعية بالإضافة إلى أن الإعلام كذلك أصبح يسلط الضوء على مثل هؤلاء الأشخاص بصورة كبيرة والعمل على نقل آرائهم للناس.
وأضافت “هناء” لا يوجد جهة إعلامية أو وسيلة إعلامية يمكنها أن تلغي ما قبلها حيث أنه لم يستطع التلفاز إلغاء الإذاعة كما لم تستطع الفضائيات إلغاء دور السينما بالنسبة للفرد وإنما يمكننا القول بأن كل وسيلة إعلامية لها مكانتها الخاصة وقد يقل الإقبال عليها نوعا ما ولكن يظل لها دور كبير ومؤثر في المجتمع يمكننا أن نراه في مواقع التواصل الاجتماعي نفسها.