تعليق دائما ما نسمعه «نحن في بلد قارة»، وذلك في إشارة إلى اتساع مساحة البلاد، وهذا التعليق الذي لا يكاد يفارق المسؤولين، غالبا ما يطرح لتبرير نقص الخدمات، لكن المسؤولين وتحديدا في شركات النقل لا يعيرون هذا التعليق أهمية، فالمساحات الشاسعة لا يقابلها مقاعد على الرحلات، وحين البحث عن الأسباب يأتي الرد أن هذا لا يحدث إلا في المواسم، حتى باتت أيام العام كلها مواسم، ولو عدنا إلى فكرة المواسم فمن حقنا أن نسأل: هل العاملون في شركتي الطيران هم سعوديون مثلنا؟ بمعنى أكثر توضيحا ألا يعرفون متى موعد هذه المواسم؟
بالطبع المواطن يعرف مواعيد المواسم، لكن مع تحول جميع الأيام إلى مواسم تنكشف حقيقة هذه المواسم، وهي أن الربح المالي طغى على ما سواه، ففي الأيام العادية لا يوجد ما يبرر ألا يحصل المواطن على سعر التذكرة العادي، بل في الغالب يتحصل على سعر أعلى، والسبب أن المواسم ترفع الطلب!
السفر والتنقل في البلاد، خاصة من خلال الجو لم يعد ترفا كما يحلو للبعض تصويره، بل ضرورة فرضتها طبيعة الأعمال، التي ساهمت التقنيات الحديثة في توزيع أماكنها في مناطق متعددة من البلاد، لكن في ظل هذا التسارع والنمو يتحول ضعف الأداء في قطاعات النقل إلى عائق، فهناك وقت كبير يهدر في البحث عن مقعد شاغر، وإذا وجد هذا المقعد يحتاج الباحث عنه إلى التفكير مليا إن كان يستحق المبلغ المطلوب، خاصة إذا كان ما سيدفع من مال مساويا لرحلة إلى بلد آخر، وأحيانا رحلات تحتاج إلى ساعات طويلة من الطيران!
عدم قدرة خدمات النقل المحلي على مواكبة الطلب أصبحت أمرا مرهقا للمواطن وقطاعات الأعمال، حتى باتت البدائل تأتي من خارج الحدود من خلال السفر من الكويت أو البحرين أو الأردن، ما يدفع ساكني المدن الحدودية إلى التفكير في الجدوى التي تعطيها مطارات تلك المدن!
بقلم: منيف الصفوقي
قد ترغب بأخذ جولة في: دليلك السياحي في المملكة العربية السعودية