متى يتم اللجوء إلى تجميل الأسنان؟
وضح دكتور “أحمد حبشي” أخصائي تجميل الأسنان. أن التركيبات التجميلية عمومًا ومنها الفينير لها شق جمالي وآخر علاجي، ففي بعض الحالات يمتلك الشخص أسنان طبيعية وصحية إلا أنها مشوة الشكل واللون، وحالات أخرى تفقد الأسنان عناصر الصحة والجمال وإنتظام الشكل.
ومن أشهر الأمثلة على النوع الأول الحالة المعروفة طبيًا باسم (تتراسيكين ستيمينج) وهي عبارة عن تصبغات رمادية تنتج عن تناول الحامل للمضاد الحيوي (تتراسيكين) أثناء فترة الحمل، ومن الآثار الجانبية لهذا المضاد الحيوي تجمع ترسبات في فم الجنين تعمل على إصابة أسنانه اللبنية والدائمة – حال بزوغهما في العمر الطبيعي لهما – بتصبغات رمادية اللون، فالأسنان هنا صحية وسليمة إلا أن الأثر الجانبي للدواء الذي تناولته الأم أثناء فترة الحمل أكسبها تصبغات رمادية وهي ما تستلزم تجميلها في العمر المناسب أي بعد سن المراهقة تقريبًا بالفينير أو الكراون.
أما بالنسبة للصنف الثاني من الحالات فأشهرها أسنان المدخنين، حيث تُعالج الأسنان من آثار التدخين على صحتها وقوتها، ثم تُجمل الأسنان بالفينير لتغيير لون الأسنان وشكل الإبتسامة تمامًا.
ما هو العمر المناسب لتجميل الأسنان بالفينير؟
لا يُنصح تجميل الأسنان بالفينير قبل بلوغ عمر الـ 25 عام طالما لا توجد ضرورة تجميلية مُلحة أو مظهر عام باعث على الحرج.
والمُلاحظ في عيادات الأسنان كثرة الطلب على التجميل بالفينير لفتيات في عمر 18 عام، ومن المنظور الطبي يفضل عدم تنفيذ هذا الإجراء التجميلي لمثل هذه الفئات العمرية، ويرجع ذلك إلى أن الفئات العمرية في حدود 18 عام مازال حجم أعصاب الأسنان عندها كبير، وبالتالي مع فري وحك السِن قد تتعرض هذه الأعصاب إلى إلتهابات وحساسية شديدة، لذلك يُفضل تأخير التجميل بالفينير لما بعد الـ 21 عام وأكثر، إلا إذا كانت الأسنان تحتاج فعلًا للتجميل وتتسبب في حرج إجتماعي للفتاة عند الإبتسام.
هل من مضاعفات صحية للتجميل بالفينير؟
لتفادي المضاعفات الصحية وردة فعل اللثة مع الفينير وغيره من القشور الخزفية يُراعى دائمًا أن تكون طبقة القشرة فوق اللثة وليس تحتها.
وبشكل عام لا يُنفذ تجميل الأسنان بالتركيبات الصناعية إلا بعد التأكد من صحة الفم بالكامل، لأن مجرد التجميل بالتركيبات دون مراعاة صحة وقوة الأسنان الطبيعية واللثة سيؤدي حتمًا وبعد فترة زمنية بسيطة إلى ظهور مشكلات صحية كإلتهابات ونزيف اللثة وتسوس الأسنان وتآكل عظام الفك لوجود أصل المرض تحت التركيبات الصناعية، فيلزم التجميل علاج كل أمراض الفم إن وجدت ثم الشروع في تجميل الأسنان أيًا كانت تقنية التجميل.
كيف يتحدد علاج الأسنان بالفينير أو التقويم أو الكراون؟
أشار “د. أحمد” إلى أنه في حالة الإعوجاج الشديد للأسنان وعدم إنتظامها يبرز أمام الطبيب طريقتان للعلاج، إما فري وحك الأسنان بشكل كبيرة لتصغيرها ثم إزالة العصب ثم تركيب كراون عليها (الكراون تاج يُحيط بالسِن من كل جانب)، وإما علاج الإعوجاج بالتقويم ثم تجميل الأسنان بالقشور الخزفية مثل الفينير.
ومن الناحية الطبية والصحية تفضل الطريقة العلاجية الثانية عن الطريقة الأولى تفضيلًا كبيرًا، لأنها تُحافظ على حجم الأسنان الطبيعية وأعصابها وبالتالي المحافظة على قوتها.
والمشكلة الوحيدة في العلاج بالتقويم أنه يحتاج إلى 8 شهور للحصول على النتائج المطلوبة، إلا أنه في النهاية الطريقة العلاجية الأصح، كما أن المدة الزمنية للعلاج تقلصت كثيرًا عن السابق بفضل تطور علم التقويم وأدواته فأصبحت 8 شهور فقط بعد أن كانت تتجاوز العامين.
هل تحقق مستحضرات تبييض الأسنان المنتشرة بالصيدليات الهدف المرجو منها؟
كل منتجات ومستحضرات التبييض المنتشرة بالأسواق لا يصلح إستخدامها بدون إستشارة طبية وليس كما يُروج لها تجاريًا، ويرجع ذلك إلى أنها تُنتج من مواد فعالة بنسب وتركيزات ثابتة وبالتالي لا تصلح لكل البشر، فكل تصبغ من تصبغات الأسنان له أسبابه والطريقة العلاجية الخاصة به.
كذلك يختلف علاج التصبغ الواحد من مريض إلى آخر تبعًا لحساسية الأسنان وصحة الفم واللثة بالكامل، أضف إلى ذلك عدم قدرتها على تحقيق النتائج المرغوبة مع كل أنواع التصبغات حيث أنها منتجات تفشل مع كثير من أنواع التصبغات.
وأثبتت التجارب العملية إصابة الكثيرين من مستخدمي هذه المنتجات بالحساسية الشديدة.
مما سبق كله يتضح لنا أن التبييض في عيادات الأسنان وعلى يد طبيب متخصص أولى وأجدر من كل هذه المنتجات، ونؤكد على أن مواد التبييض التي يستخدمها أطباء الأسنان تختلف تمامًا عن هذه المنتجات المباعة في الصيدليات.
وقد يكون سر العزوف عن تبييض الأسنان في العيادات هو إرتفاع سقف الطموح حيث يتخيل البعض أن تبييض الأسنان سيجعلها بلون الثلج في حين أن كل مواد التبييض المعتمدة لها القدرة على تفتيح لون الأسنان بمعدل 4 درجات لا أكثر، ومن ثَم لم يتحقق طموح المرضى في الحصول على أسنان ناصعة البياض فتبدأ الدعايات التجارية لهذه المنتجات في التأثير عليهم.
هل يوجد فرق بين تبييض الأسنان وتنظيف الأسنان؟
أوضح “د. أحمد” أن تنظيف الأسنان في العيادات الطبية يتم خلاله إزالة طبقات الجير المتراكمة على الأسنان واللثة مع إزالة أية تصبغات سطحية، أما التبييض فيتم عن طريق إستخدام مركب دوائي كثيف القوام (جل) له القدرة على التغلغل داخل طبقات الأسنان وبالتالي يُزيل الكثير من البقع والتصبغات المتجذرة في طبقات الأسنان، فالتبييض أقوى من التنظيف من حيث إزالة التصبغات إلا أنه إجراء غير مستديم النتائج.
ما هي المواصفات المطلوب توافرها في عيادة الأسنان؟
أهم الإشتراطات الصحية الواجب توافرها في عيادة الأسنان هي التي تتمحور حول الوقاية من العدوى، وعليه يجب الإهتمام بالآتي:
مستوى التعقيم للأدوات والمعدات الثابتة.
يفضل تجهيز العيادة بالأدوات التي تُستخدم لمرة واحدة مع مريض واحد.
لماذا يترك العلاج بالتقويم آثار على الأسنان بعد إزالته؟
تلعب مهارة وخبرة الطبيب إلى جانب جودة الخامات المستخدمة دورًا كبيرًا في وجود أو عدم وجود بقع على الأسنان بعد إزالة التقويم، فالطبيب الكفء سيقوم بتركيب التقويم ذو الجودة العالية وفق المعايير الطبية الصحيحة وبالتالي لن تترك بقع وعلامات على الأسنان بعد إزالتها. وأحدث تقنيات العلاج بالتقويم الآن هي تركيب التقويم من الداخل وليس من الخارج وتعرف باسم تقنية (الإينكوجنيتو) إلا أنها لا تُناسب الأطفال.