تتصف مهنة التمريض بأنها مهنة إنسانية وهي عبارة عن فن وعلم يهتم بتقديم الخدمات العلاجية للمجتمع للحفاظ على صحة الفرد وبقائه سليماً، ومع مرور الزمن أصبح الممرض جزءاً لا يتجزأ من كوادر المستشفيات، ولا يمكن لأي مستشفى الاستغناء عنه.
على الرغم من وجود العديد من التحديات التي تتسم بها هذه المهنة أبرزها هو كيفية التعامل مع الغير ولكن يمكن للمريض التمرس على هذا الأمر مع مرور الوقت واكتساب الخبرة اللازمة.
ما هي مهنة التمريض؟ وما هو سبب اختيارك لها؟
ترى الدكتورة شماء علي الحمداني ” فنية طب مبتدأ ” أن مهنة التمريض تُعد مهنة إنسانية بالدرجة الأولى وهناك تسليط ضوء كبير على مهنة التمريض هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة كما أن هناك حملة تقاد لتعزيز جاذبية مهنة التمريض ويوجد دعم كبير من حكومة دولة الإمارات لهذه المهنة سواء من داخل الدولة أو خارجها حيث هناك منح دراسية تقام داخل الدولة وخارجها لتعزيز هذه المهنة.
كانت مهنة التمريض بالنسبة لي أمر قدره الله سبحانه وتعالى حيث أنني كنت أنوي دراسة العلوم الصحية فرع المختبرات ولكن في هذا الوقت لم يكن هذا القسم موجود في الكلية التقنية بالشارقة وكان تخصص التمريض حينها يُطرح لأول مرة، فقمت باستخارة رب العالمين واستشرت والدتي وقمت بالدخول لتخصص التمريض، ومن أول حصة دراسية سُئلنا عن ما نعرفه عن هذا العلم أو هذه المهنة فقمنا بالإجابة عن هذا السؤال بأننا نعرف بعض المعلومات العامة كالضغط والوزن والأدوية وغيرها..، ثم عرفتنا الدكتورة بصورة أوسع عن هذا العلم أو هذه المهنة، ومن هنا أدركت أن التمريض يعتبر باب كبير لا نعرف عنه سوى القليل، ثم بعد ذلك استمررت في هذا التخصص وأخذت بعض المنح الدراسية وهناك دعم كبير من الدولة شجعني لأن أرى نفسي بصورة أفضل في هذا التخصص – وفق ما ذكرته شماء.
ما هي مهام الممرض؟
تحتوي مهنة التمريض بداخلها على عدة مهن كما أن مهام الممرض تختلف من مجال لمجال على حسب القسم الذي يعمل فيه.
على سبيل المثال، في قسم الطوارئ فإن أغلب الحالات التي تأتينا نقوم بعمل management لها، وإذا صادفنا شخص وتوقف قلبه فإن الممرض يقوم بعمل له إنعاش عن طريق التنفس الصناعي ثم العناية المركزة بعد ذلك إذا لزم الأمر ليقوم الممرض حينئذ ببعض المهام الأخرى التي تختلف عن المهام التي يقوم بها زميله في قسم الطوارئ.
مثال آخر، إذا أتي مريض الحوادث فإنه يُراعى من قِبل قسم الكسور والنزيف ثم بعد ذلك ينتقل إلى قسم الجراحة ليعتنون به، كما أن هناك شتى المجالات الأخرى التي يمكن أن يتخصص فيها الممرض كبعض المسميات الوظيفية للمرض مثل bed side nurse أم manager إلخ إلخ.
أردفت ” الحمداني “: يمكن للمرض في دولة الإمارات أن يعمل في أكثر من قسم للتمريض لكن من ناحية التخصص فإن الدولة تعطي master في المجالات المختلفة للتمريض وهذا يحتاج بعض الوقت من الممرض لدراسته مثل دراسة عناية مكرزة أو دراسة قسم الأطفال أو طب الطوارئ وهو ذاك القسم الجديد في هذه المهنة.
لا يمكننا القول بأنه من الممكن أن يكون هنالك قسم معين لا يوجد به ممرضيه وإنما لكل تخصص يخص مهنة التمريض لابد من أن يكون له ممرض، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على المستشفيات أو العيادات وإنما من الممكن أن نرى الممرض في المطارات والمدراس حتى في الجيش، وهذا ما يميز مهنة التمريض أنه يتواجد مع المريض في كل حالاته وفي أي مكان وُجد فيه حيث يرى المريض الممرض كأول وآخر شخص فور دخوله للمستشفى وعند خروجه منها، وفي لحظات الفرح مثل الولادة وفي لحظات الحزن أيضاً لا قدر الله.
ما هي مواصفات الممرض الناجح؟
بالنسبة للمرض الناجح فعليه أن يدرك توجهات الدولة وأن يسير وفق ما تراه الحكومة حيث هناك الآن ما يسمى بالذكاء الاصطناعي وثورة كبيرة في التكنولوجيا يجب أن يسير معها الممرض مع المنهجية والخطة والاستراتيجية التي تسير عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم يمكن للمرض حينئذ أن يكون ممرض بلا شك شخص ناجح.
فيما يتعلق بمجال التمريض، لدينا ممرضات من دولة الإمارات يمكننا التعلم منهم ونأخذهم قدوة لنا في هذا المجال، ومن أمثلة هؤلاء الممرضات الدكتور فاطمة الرفاعي والدكتورة سمية البلوشي والممرضة رقية الشحي وغيرهم من الممرضات.
هل هناك تخصصات مشابهة بين مهنة التمريض والطب؟
إن أغلب ما يعملون في الطب يمكنهم إجراء نفس العمل في مهنة التمريض لأن الطبيب يمكن أن يعطي order الدواء لكن من هو المسئول عن إعطاء المريض هذا الدواء؟ إنه الممرض.
في حالة وقوع خطأ ما ناتج عن هذا الدواء فلن يلام الطبيب وحده وإنما سيلام كل من الممرض والطبيب معاً لأن الممرض هو آخر شخص يقوم بالتأكد من هذا الدواء الذي يُعطى للمريض، ومن ثم تقع المسئولية على الممرض أكثر من أي شخص آخر، لذلك يجب على الممرض أن يكون واعي ومدرك لكل شيء يحدث من حوله سواء كان في غرفة التمريض أو حتى في غرفة الإنعاش لأنه ينقذ حياة مصاب في حالة اكتشاف جرعة دوائية خاطئة من الطبيب.
ما هي طريقة التعامل التي يتعرض لها الممرض من الغير؟
مذ أن كنا طالبتا فإننا تعلمنا بعض الأمور التي تخص الطب النفسي لمعرفة الطرق المثلى للتعامل مع المرضى وأهلهم بطريقة جيدة بجانب تعلمنا للجراحة والنساء والتوليد وغيرها.
أما عن قسم الطوارئ الخاص بي فمن الممكن أن يكون المريض هادئ ولكن أهل المريض قد يتسمون بالعصبية في بعض الأحيان، لذلك يجب على الممرض أن يأخذ في قرارة نفسه أن هذا المريض هو واحد من أهله ويتعامل معه ومع أهله على هذا الأساس ويقوم بتقديم الرعاية اللازمة له.
أما عن الأطفال بشكل خاص فهناك ممرضين خاصين بهم يدرسون courses أخرى غير التي اعتدنا على دراستها، حتى الأدوية التي تُعطى للطفل تختلف في جرعتها عن التي تُعطى للشخص البالغ.
وأخيراً، للمقبلين على امتهان مهنة التمريض فإنني أنصح الأشخاص الذين يستمون بالعطاء وحب الخير للغير أن يمتهنوا هذه المهنة في ظل وجود دعم كبير من شيوخنا ومن وزارة الصحة، ومن ثم أنصح من دخلها بالاستمرار في الدراسة بها وأن يزيد من courses الخاصة بها وأن يواكب كل ما هو جديد في هذه المهنة وأن يقف قوياً أمام التحديات التي يواجهها في هذه المهنة لأنه يتعامل مع مختلف الشخصيات والديانات والبيئات التي يستطيع التكيف معها مع استمرار الخبرة والممارسة.