«كل يفتي بما يهوى..» جملة بدأت أرددها كثيرا بعد أن أصبحت أفيق كل يوم على فتوى جديدة تلغي ما قبلها من الغرابة.
بالأمس البعيد ثارت الدنيا على فتوى إرضاع الكبير، ولم يبق شيخ أو مثقف لم يدل بدلوه بهذا الموضوع، ورغم هذه الحملة غير البسيطة التي شنت على هذه الفتوى ومفتيها، إلا أننا وما إن نبدأ بنسيان فتوى غريبة وحتى تظهر لنا فتوى أغرب منها، فقبل أيام قرأت فتوى لشيخ لا أعلم بالضبط إن كان ممن يعتبرون أهلا للفتوى ولكنه أفتى مشكورا بفتوى أغرب من التي سبقتها؛ فقد أفتى بحرمة استخدام بطاقة الصراف الآلي بغير مصدرها، والقصد أنه من المحرم أن تستخدم بطاقة البنك الفلاني في جهاز صراف آلي لبنك آخر.. وقد برر فتواه وشرح ووضح وجهة نظره.
وقد قرأت تبريراته ووجهة نظره، ولكني لم أجد فيها أي منطقية أو حتى أي وسيلة من وسائل الإقناع.
وما أشاب رأسي إلا ذاك الشيخ في إحدى القنوات والذي لا يمت للإفتاء بصلة يتصل عليه سائل يستفتيه في أبيه الخمسيني والمتزوج من أربع نساء ولكنه يرغب في الزواج، فما الحل..؟!! وبكل بساطة يجيبه شيخنا الفاضل بأنه «عادي يرى أكبر نسائه سنا ويطلقها»…!!!
ما الذي قصد بفتواه هذه أو ما الرسالة التي أراد أن يوصلها لمشاهديه؟! أصابني الوجوم وأنا أستمع لفتوى شيخنا الجليل وبدأت أتساءل هل زالت الرحمة من قلوبنا أم ما عدنا نرى غير أنفسنا وما دون ذلك لا يهم؟! فقد تناسى الشيخ أنها عاشرته وصبرت معه على مر الحياة وحلوها وقرر أن يكافئها تلك المكافأة المجزلة.
ومع هذه العينات من الفتاوى والمفتين من الطبيعي والمنطقي أن تهتز ثقتنا بمن يفتونا..!! ولكني أسأل وأتساءل: من يجوز له الفتوى؟ أين لجنة الإفتاء عن هذه الفوضى؟
بقلم: روضة الرديني
وهنا تقرأ: المسلمون في جملة مفيدة
وكذلك: مقال قصير عن الخلاف في الرأي