ستالين (Stalin) هو سياسي روسي شهير اسمه الحقيقي جوزيف دوجاشفيلي ولكنه اتخذ اسم ستالين (أي: مصنوع من الصلب) بعد انخراطه في الحركة الثورية الشيوعية.
وإذا أردت تعريف شخصية جوزيف ستالين بعناية، فقد ولد ستالين عام 1879 في إحدى مدن جورجيا لأب كان يعمل صانع أحذية، تعلم في البداية في مدرسة دينية ولكنه طرد منها لنشاطه السياسي، فقد اعتنق المذهب الماركسي واشتغل بالسياسة منذ عام 1898 وانضم إلى الحزب البلشفي عام 1903 وحضر عدة مؤتمرات بلشفية عقدت في ستوكهولم ولندن وغيرهما.
قُبض عليه 5 مرات بين عامي 1903 وعام 1912 فكان يهرب في كل مرة، أما في السادسة عام (1913) فقد تم نفيه إلى سيبيريا مدى الحياة، ولكنه عفي عنه حين قامت الثورة البلشفية عام 1917 وعينه لينين وزيرا للقوميات في الوزارة الأولى التي ألفها فور نجاح الثورة… ولكن الحرب الأهلية بين مؤيدي الثورة ومعارضيها… وبين أجنحة الثورة المختلفة- ما لبثت أن اندلعت وهنا برز نشاط ستالين العسكري الذي أهله بعد ذلك لينتخب سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي السوفييتي عام 1922 بعد استقرار الأمور.
بعد وفاة لينين عام 1924 حدث صراع على السلطة بين ستالين وبعض منافسيه وأشهرهم تروتسكي إلا أنه تمكن عام 1927 من الانفراد بالمنصب والسلطة، وفي العام التالي -1928- أنهي سياسة لينين الاقتصادية وبدأ سياسة التخطيط القومي فيما عرف باسم الخطط الخمسية حتى ينشئ دولة قوية اقتصاديا.
نسبت إليه الكثير من المجازر حيث تخلص من منافسيه والمتمردين عليه والمعارضين له وذلك عام 1936 فيما عرف بمحاكمات موسكو أو حمام الدم أو التطهير، وما أن جاء عام 1938 حتى صار كل شيء في الاتحاد السوفييتي في قبضته الفولاذية.
ثم بدأت إرهاصات الحرب العالمية الثانية، فعقد ستالين مع ألمانيا الهتلرية معاهدة عدم اعتداء -رغم معارضة ستالين للمبادئ النازية التي يعتنقها هتلر- وذلك في أغسطس 1939، وأعقب ذلك تقسيم بولندا بين الدولتين بعد أن اجتاحها هتلر، ولكن هذه المعاهدة أصبحت لاغية حين نقضها هتلر وهاجم الاتحاد السوفييتي في يونيو 1941. وفي هذا التاريخ تولي ستالين أول منصب حكومي، فقد نصب نفسه رئيسا للوزراء فعمل على تنسيق استراتيجية الحرب، وفي عام 43 منح نفسه رتبة المارشال وفي عام 45 رتبة القائد العام للقوات المسلحة.
حضر سلسلة المؤتمرات التي عقدها حلفاء الحرب العالمية الثانية مع روزفلت وتشرشل وأهمها مؤتمر طهران عام (1943) ومؤتمر يالتا (1945) ثم مؤتمر بوتسدام (1945) أيضًا، حيث أظهر دهاء سياسيا خلال المفاوضات ليخرج بأكبر نصيب من غنائم الحرب.
اتجهت سياسته بعد الحرب إلى تكتيل الدول الشيوعية خلف ما أطلق عليه الستار الحديدي على أن تدور هذه الدول كلها في فلك الاتحاد السوفييتي. ومن هنا بدأت الحرب الباردة بين حلفاء الأمس.
توفي ستالين في مارس 1953 وخلفه خروشوف.