من هو الطفل الخديج ؟ وأسبابه ؟ وكيف نحافظ على حياته ؟
تقول د. ميساء الجلاد “إستشارية أمراض الأطفال والخداج”، بأن الطفل الخديج هو الطفل الذي يولد قبل الأسبوع 37 من الحمل بغض النظر عن وزن هذا الطفل أو الأسباب التي أدت إلى ولادته بشكل مبكر.
وبعض من أسباب هذا الموضوع معروفة بحيث حوالي 60% من هذه الحالات نكون على علم إحتمالية كبيرة بالخديج وهناك أسباب متعلقة بالأم وأسباب متعلقة بالجنين نفسه، فمن الأسباب المتعلقة بالأم هي وجود أمراض مزمنة عند الأم أو إستخدام أدوية معينة أو وجود مشاكل بالمشيمة أو إنفصال المشيمة المبكر أو نزيف شديد عند الأم، فهذه كلها مشاكل تستدعي ولادة الطفل الخديج.
وأما الأسباب الآخرى المتعلقة بالجنين هي وجود تشوهات خلقية عند الطفل أو تعدد الأحمال أو وجود التوائم، فهذه كلها أسباب من الممكن أن يولدوا الأطفال مبكراً قبل آوانهم.
وعادةً نكون مهيئين القسم لإستقبال مثل هذا المولود وبالنظر للمشاكل المتوقعة من مثل هؤلاء الأطفال نكون مستعدين لإنعاشهم، فبداية ًمن المهم التحدث مع الأهل عن المتوقع عند ولادة الطفل الخديج وكيفية التعامل معه عند الولادة فليس كل طفل يولد قبل الأسبوع 37 يحتاج الخداج.
ما المشاكل التي من الممكن أن يتعرض لها الطفل في الخداج ؟
الطفل المولود بالخديج تكون أعضائه مكتملة بالتأكيد ولكن وظائف هذه الأعضاء غير مكتملة فنبدأ خارجياً من الجلد حيث يكون رقيق جداً وهما معرضين لفقد الحرارة وأيضاً الكتلة الدهنية الموجودة تحت الجلد لم تتكون بعد وإحتمالية أن يكون هناك نقص في نمو الرئتين والمادة التي تحافظ على حويصلات الرئوية من الإلتصاق تكون نسبة إفرازها بنسبة أكبر بعد الأسبوع 34 فمن المتوقع نقص هذه المادة عند هؤلاء الأطفال فيحتاجوا إلى إسعافات أولية مثل إنعاش الرئتين ووضعهم على الأجهزة اللازمة للإستمرار بالتنفس، وأيضاً القلب هناك وصلة شريانية تظل مفتوحة مع الوقت إذا ما عولجت من البداية أو تم الإهتمام بها، وأيضاً ضغط الدم حيث يكون موجود تذبذب فقد يكون منخفض جداً فهو يكون بحاجة إلى إسعافات وأدوية وسوائل وغيرها، ومناعة هؤلاء الأطفال تكون قليلة جداً فيكونون معرضين لإلتهابات أكثر من غيرهم من الأطفال والكبد أيضاً وإرتفاع نسبة الصفراء والجهاز الهضمي غير مهيئ لإستقبال أي نوع من الأغذية، فإذا إستعجلنا بأي نوع من الأغذية فسوف يكون هناك نقص في تروية الأمعاء وهذه كلها تؤدي إلى أضرار عند هؤلاء الأطفال والدماغ ووظيفتها والشعيرات حول الدماغ تكون رقيقة جداً قد يحدث نزيف بها وتؤدي إلى حدوث إستصقاء بالدماغ أو شلل دماغي.
ما هي طريقة العناية بهذا المرض ؟
هؤلاء الأطفال يجب حصولهم على العناية الخاصة جداً، فضروري أن يكون المكان الذي يتم فيه ولادة هؤلاء الأطفال مهيئ تماماً لإستقبالهم بالأجهزة والكوادر الطبية وأخصائيين الخداج المتمرسين بالعناية بمثل هذه الحالات، فبداية ً عند إستلام الطفل الخديج فمن المهم جداً المحافظة على درجة حرارة هذا الطفل فهناك أجهزة معينة تمدهم بالحرارة وأحياناً إذا ولدوا قبل 28 أسبوع نستقبلهم مباشرة بكيس خاص حتى نحافظ على حرارتهم والرطوبة الخاصة بالجلد ونضعهم بحاضنة خاصة تحافظ على درجة الحرارة ورطوبة الجلد ومن ثم الإهتمام بخروج النفس منهم فكثير من الأحيان نستلم الطفل وهو غير قادر على التنفس فيتم إسعافه بأجهزة خاصة فتعطينا ضغط رئوي بالإضافة إلى الأكسجين فيتم ضبط هذه الأجهزة.
وبعد ذلك ننتقل إلى قسم الخداج وتتواصل العناية والتأكد من إستقرار العوامل الحيوية وتوصيل الأغذية لهؤلاء الأطفال وهناك أطفال من الصعب وصول الأغذية لهم عن طريق الفم فيأخذون التغذية عن طريق الحبل السري فيتم وضع أوردة خاصة تمدهم بالسوائل حتى يكتمل النمو ويسمح الوضع بدخول الأغذية من فمهم، ثم بعد ذلك على حس حالة الطفل فهناك أطفال يحتاجون إلى مضادات حيوية إذا كان السبب في ولادتهم المبكرة هي إلتهابات عند الأم أو إنفصال الغشاء الحامي للطفل سابقاً فنأخذ فحوصات دم وما إلى ذلك وقد نضطر أن نعطيهم مضادات حيوية وفي بعض الأحيان لا يحتاجون.
ما الوقت الذي يحتاجه الطفل الخديج للخروج من المستشفى ؟
مثل ما تحدثنا على الفترة الزمنية من الحمل، فكل ما كانت تلك الفترة أقل كل ما كان إقامته بالخداج أطول وكل ما كانت المشاكل التي يتعرض لها بالخداج أكثر، فهذا الطريق صعب جداً علينا وعلى الأهل فيتم عبور تلك المرحلة بالوقوف جنباً إلى جنب مع أهل الطفل، فأحياناً تحدث مشاكل بعد ما كانت الأمور مستقرة بالنسبة لحالة الطفل فنعود بعدها إلى حالة الصفر ونبدأ الخطوات من جديد وتكون تلك الفترة نفسياً للأهل صعبة جداً ولكن تلك من الأشياء المتوقعة، فدائماً لدينا خصائص معينة لكي يقدر الطفل على الحروج من الخديج من ضمنها أن يأخذ الطفل كامل تغذيته من الفم ومن غيرالحاجة إلى سوائل وتكون كافية لزيادة وزن الطفل الخديج ويكون قادر على التنفس والبلع، فإذا تحققت هذه الخواص ننتقل إلى التأكد من سيطرته على حرارته بفصل أجهزة الحفاظ على الحرارة، ومن ثم نأتي بالأهل ليأخذوا طفلهم والخروج معهم.