معنى الاتكالية في اللغة العربية
تقول روان أبو عزام “اخصائية تربوية في مرحلة الطفولة”، الاتكالية في اللغة العربية هي “الاعتمادية”، والطفل الاتكالي: هو الطفل المعتمد على غيره في القيام بواجباته، والذي ليس لديه الرغبة حتى في تلبية حاجاته الخاصة.
الأسباب التي تجعل الطفل اتكاليًا
تابعت، هناك ثلاثة أسباب رئيسية: أولا: الدلال الزائد والمفرط من جانب الأهل، ثم قيام الأهل بتنفيذ جميع أوامر الطفل ورغباته بدون استثناء، وأيضا عدم إسداء المهام له، هذه كلها عوامل تحول الطفل لطفل لاتكالي ليس لديه القدرة على القيام بحاجاته الأساسية.
كيف نتعامل مع الطفل الاتكالي ؟
هناك محورين أساسين: أولا دور الأهل: عدم اهتمام الأهل بتعليم الطفل الاعتماد على نفسه وخاصة إن كان طفلهم الأول، فيتساهلون في تنفيذ متطلباته وبالتالي فإن الطفل لا يقوم حتى بالأمور اليسيرة التي تناسب قدراته العمرية، مثال على هذا: الطفل بسنين عمره الأولى يكون معتمدا على أهله فإذا بدأ في الأكل بنفسه تكن لديهم الرغبة في تجربة الأشياء وممارسة العمل، فالأهل لا يطقون العنان للطفل خوفًا من العواقب المترتبة على هذا الفعل يتفادون هذا بالمنع مطلقا من ممارسة التجربة بنفسه.
هذه القوانين والقيود التي يضعها الأهل تمنع الطفل من الاعتماد على نفسه ومن خوض تجارب جديدة، فيجب على الأهل أن يراعوا جانب الفضول والاستكشاف عند الطفل ويعطوا لطفلهم الفرصة على تجربة الأشياء والاعتماد على النفس حتى ولو بتصرفات صغيره لكنها تؤثر على الطفل إيجابا في المستقبل.
ما عواقب الاتكالية على الطفل في المستقبل؟
في مرحلة الفطام النفسي عند الطفل أو مرحلة المراهقة سيدخل الطفل الاتكالي في صراع… بدايةً سيبدأ الطفل في التمرد على أهله، رغبة منه في بإثبات وجوده في المنزل، وفرض رأيه، ثم يقوم برفض تصرفات الأهل مدعيا رغبته في الاعتماد على نفسه، ومن ثم يلجأ الطفل إلي أصحابه والمقربين له، وهذا هو المصدر الخاطئ للحنان، وللمعلومات، والمساعدة؛ لأنه مصدر غير آمن! وهنا يدخل الطفل في صراع لأننا ما عودناه على الإعتماد على نفسه، ويشعر أنه غير آمن من الداخل، لا يعرف كيف يعتمد على نفسه، أو على أصحابه أم يبتعد عن أهله…
ما الأسلوب الذي يتبعه الأهل لتعليم الطفل الاعتماد على نفسه؟
في بعض الأحيان يتساهل الأهل ويأدون واجبات أطفالهم رغبة منهم في سرعة إنجاز العمل، وهذا غير صحيح فهناك مهام يستطيع الطفل القيام بها بسهوله حسب عمره، فعلى الأهل أن يوكل طفله القيام بهذه الأمور لتعويده على تحمل المسئولية وتفادي الاتكالية عند الطفل.
وأضافت “روان”: أن بعض الأهل قد يدفعهم الحب الزائد لطفلهم أن يبالغوا في دلاله وبالتالي فإن هذا الإفراط في الدلال يعود الطفل على الاتكالية والإلقاء بمسئولياته على عاتق الأهل مما يضره به في المستقبل.
وقالت أيضا: هناك وقت معين لابد أن نسدي مهاما إلى الطفل مع مراعاة تفاوت القدرات بين طفل وآخر وقد نظن أن باستطاعتنا القيام بواجباتهم دائما، لكن هذا غير صحيح، فهناك أوقات لن نستطيع أن نقوم بمهام أطفالنا، فلابد أن نعلمهم الاعتماد على النفس، وفي حالة كان العمل شاق عليهم فإننا نعاونهم ونساندهم، لكن لا نؤدي العمل بدلا عنهم.
للأهل دور هام في هذا الأمر، نعم هناك سمات فطرية موجودة عند الطفل لكن هناك سلوكيات مكتسبه أيضا لدى الطفل، ويكتسبها من خلال التنشئة الاجتماعية ومن خلال سلوكياتنا كأهل.
مناقشة التعليقات:
قالت “روان”: تعديل السلوك يحتاج إلى أمرين:
1. يحتاج إلى صبر.
2. ويحتاج إلى تدريج.
لأن أي سلوك يظهر عند الطفل يكون نتيجة زمن طويل، لا يكتسب الطفل هذا السلوك في يوم وليلة، وبالتالي فإن العمل على تعديل هذا السلوك يحتاج كذلك إلى بعض الصبر والتدرج.
وأخيرا: ينبغي على الأهل ألا يُشعرون الطفل بالفشل في حالة عدم قيامه بالمهمة على أكمل وجه، فيكفي محاولته انجاز العمل، وتحمل المسؤولية، وخوض التجربة بنفسه. وكذلك لابد من تشجيع الطفل عندما ينجز أي عمل مهما كان صغيرا بتقديم الهدايا له والثناء عليه.
وأضافت “روان” أنه لا ينبغي تحميل الطفل فوق طاقته ونلقي عليه بأعباء لا تناسب سنه فهذا قد يأتي بنتائج عكسية، ولكن نعطيه مهام تناسب مرحلته العمرية وسنه، ولابد كذلك أن نتجنب المقارنة بين الأبناء فلكل طفل قدراته ومهاراته التي تختلف عن الآخر.
وعلينا أيضا أن نتجنب أمرين هامين: الأول: الخوف الزائد على الأبناء. ثانياً: الدلال الزائد. هذان الأمران يؤثران على الطفل بشكل سلبي، فيصيران كالقيد والحصار على الطفل، يمنعانه من إخراج قدراته ومهاراته وبالتالي يفقد القدرة على الإعتماد على نفسه.