نتحاور عن صفات الشخص النكدي وأبرز سَماته، حيث أن كُل شخص مِنّا يمرّ في بعض الأحيان بظروف قاسية وعصبية تُضفي على الحياة شعور قاسي من الضيق والحزن، ولكن سرعان ما تتلاشى تلك المشاعر في وجود التفاؤل والطاقة الإيجابية، وفي المقابل نجد بعض الأشخاص ينتهجون النكد كأسلوب حياة، فيكونون دائمي الشعور بالإستياء، وهو ما يسبب الإزعاج لمن حولهم.
ما تعريف الشخص النكدي؟ وما هي أبرز سماته؟
تقول الأستاذة “فاطمة الشهياري” المستشارة الإدارية والتربوية والأسرية، أثبتت الدراسات النفسية أن الشخص النكدي هو شخص يعاني من الحساسية النفسية المفرطة، حيث إنه يتأثر نفسياً من دقائق الأمور.
وأردفت “أ. فاطمة” قائلة: وبالرغم من تلك الحساسية النفسية المفرطة إلا أنه يتميز بمجموعة من السمات المذمومة، أبرزها ما يلي:
- ميله الشديد والغير طبيعي لإختلاق المشاكل.
- عشقه وولعه بالخلافات والمجادلات وتنغيص حياة الآخرين.
- يهوى رؤية الآخرين ثكلى وحزانى طالما أنه حزين.
- تستهويه مراقبة من حوله وأحوالهم بتمعن وتفرس بالتزامن مع إهماله لمراقبة نفسه وتصرفاته، وهو ما يجعله يعمى عن السلوكيات المشينة فيه ويرى القُذَّة في عين أخيه.
- عادةً ما يعاني الشخص النكدي من نقصٍ ما في أمور معينة، ومن ثَم يلجأ لتعويض ذلك النقص بأمور أخرى منها انتقاد وذم الآخرين.
- يميل الشخص النكدي إلى التهويل والتضخيم، فالتصرف السلوكي البسيط عند العامة يحوله هو إلى إهانة عظمى لشخصه وكيانه.
- عند مروره بضائقة – ولو بسيطة – لا يرغب في إنعكاس أثرها عليه وحده فقط، بل يسعى جاهداً لأن يشاركه ألم الضائقة كل من حوله.
- الشك المستمر وسوء النية في كل من حوله حتى أقرب الأقربين إليه.
ما هي الأسباب التي تجعل الشخص نكدي؟
أكدت “أ. فاطمة” على أن العوامل المتسببة في جعل الشخص نكدي كثيرة ومتشعبة، فمنها عوامل وراثية وأسرية وبيئية ومجتمعية وسلوكية ومادية وتعليمية.
إلخ، فالشخص النكدي بالضرورة لابد وأن يكون أحد أبويه يحمل ذات الصفة ونفس السمات، مما ينعكس أثره السلبي على الأولاد كلهم أو على أحدهم سواءً بشكل وراثي أو من خلال الإحتكاك الأسري وطريقة التربية والتنشئة منذ الصغر، من هنا نشدد على ضرورة دور الآباء في صون أمانة تربية النشء الصغار على مكارم الأخلاق والفضائل السلوكية.
علاوةً على أثر باقي العوامل في تحويل الفرد إلى شخصية حزينة مقيتة تبغض رؤية الفرح والسرور في عين الآخرين، حيث إن تلك العوامل – على اختلافها – ما إن توفرت جميعها أو بعضاً منها على النحو السلبي والغير قويم ستشترك في تحويل الإنسان من شخص سوي ومنضبط المشاعر إلى شخص نكدي.
وجدير القول أن الشخص النكدي غالباً ما يكون ضعيف الشخصية، فاشل في عمله، خاسر للأصدقاء والمحبين مع إفتقار القدرة على تكوين علاقات قوية جديدة.
ما مدى تأثير الشخص النكدي على محيطه؟
الشخص النكدي عبارة عن جمرة لهب من الطاقة السلبية، لذلك عند وضعها في أي مكان فإنها ستُلهب كل من في المكان لا محالة، فروح التشاؤم والهياج التي يتمتع بها الشخص النكدي تُنغص حياة من حوله وتُدخلهم في دائرة من الخلافات وضيق الصدر وكراهية التواجد في نفس المكان مع مثل هذه الشخصية المقيتة، لذا تؤكد كل الشواهد العملية والدراسات البحثية على أن فشل الشخص النكدي في أداء مهامه الوظيفية لا يتوقف عنده فقط، بل إنه يمتد ليطال كل رفقاء العمل في نفس الشركة، فالنكدي بطبيعته فاقد للقدرة على التواصل البنَّاء مع من حوله، لذلك لا إنجازات ولا مُنجزات له، ومن ثَم هو يسعى لإفشال مجهودات الآخرين وعرقلة نجاحهم حتى تتساوى الرؤوس كما يُصوِّر له عقله.
كيف يمكن التعامل مع الشخص النكدي؟
اختتمت “أ. فاطمة” حديثها بالتأكيد على أن التعامل الأمثل مع الشخص النكدي يكون على طريقتين لا ثالث لهما، الأولى هي تحاشيه وتجنبه بشتى الطرق والوسائل الممكنة، أما إن أُجبرنا على التعامل معه فالأمثل هي الطريقة الثانية والتي تتلخص في التعامل الحذر جداً معه، مع تحديد علاقة التعامل بإطار زمني ومكاني وأخلاقي مع الإلتزام الكامل بحدود هذا الإطار، لأن الشخص النكدي دوماً ما يسعى إلى التطاول على من يتعامل معهم ليستفزهم، ومن ثَم يختلق مشكلات كبيرة معهم يلعب فيها دور الضحية المظلوم ويتصيد للطرف الثاني الأخطاء في حين أنه واقعياً هو السبب الأساسي في هذه المشكلات.