«سارة» تسأل: أحدثكم طالبة النصيحة.. فأنا فتاة ناشطة في الاعمال الاجتماعية والتي نتعامل فيها شباب وبنات معا، وكنت أتبع آداب التعامل إلى أن بدأنا نناقش مشروعا ما على النت.. أنا وزميل لي وكانت حواراتنا في المشروع ثم تجاوزته لكلام ٍعام.. حتى بدأت أنا في التعلق به.. وإزداد التعلق مع الوقت.. وبالطبع لم أجرؤ على التحدث في ما أشعر به..لأن الأمر لو كان متبادلا لكان قال شيئا.. ولأني لم أرد أن أقع في المحظور.. فليست البنت من تبدأ الحديث في تلك الأمور بأي حال.. فآثرت الابتعاد تماما.. وانقطعت عن المكان الذي كنت أعمل به معه.. ونقلت أنشطتي لأماكن أخرى.. ومن بعدها استوعبت أن الكلام له حدود لا أتخطاها.
المشكلة تكمن في أني عندما حاولت نسيانه كنت أنتقى عيوبه وأذكر نفسي بها.. كنت أذكر نفسي برد فعله عندما أنهيت التعامل فجأة، وقد أراني الله المزيد من عيوبه من حكايا وأخبار كانت تأتيني دون أن أطلبها.. بل ورأيته مرة صدفة في الطريق!! ومجرد ورود سيرته على أسماعي ورؤيته تلك المرة جعلاني أشعر بقبضة في قلبي كأنني رأيت عفريت.
أنا الآن قد انتقلت من النقيض إلى النقيض من الميل الشديد إلى الكره الشديد، ويتعبني هذا الشعور بالكره الذي أصابني إلى حد أني لا أتمنى الخير له.. أشعر أني سيزعجني بشدة إن سمعت أنه تزوج مثلا.. أو تفوق في عمله.. أكره هذا في.. ارغب في التسامح..
أرغب أن أنسى دون أن أكره.
الإجابـة
الأخت العزيزة.. في تقديري أن ما حدث هو أنك بحكم تجربتك الأولي في الإعجاب العاطفي أسقطت كل ما في قلبك من مشاعر دفعة واحدة علي هذا الشخص الذي كان يعمل معك في هذا العمل الخيري وتوسمتي فيه كل الخصال الطيبة بدون أن تختبريه جيدا، وهذا الأمر انعكس عليك كنوع من الصدمة العاطفية عندما فوجئت برد فعله السلبي على حبك – وهو ما لم تذكريه بالتفصيل في رسالتك – وتعاظم الكره والغضب منه مع ظهور عيوبه الأخرى فتحول الأمر لنوع من الانتقام منه، وهو في الحقيقة إنتقام من ضياع مشاعرك الجميلة على شخص صدمك ما انعكس على حالتك النفسية.
أي أن ما تشعرين به من غضب وكره له من النقيض للنقيض وتمنيك أن يفشل وألا يتزوج ويتعثر في عمله كلها روح إنتقامية مضاده ردا على المشاعر الضخمة التي قمت بضخها له دون أن تجدي لها مردود إيجابي، والمشكل أن هذه ليست طبيعتك المتسامحة ولكنه غضب الحب أو ضياع المشاعر على شخص لا يستحقها أو خطأك في إلباسه ثوب حبك من الوهلة الأولي دون أن تتعرفي على تفاصيل معدنه.
وفي اعتقادي أن هذه فترة قصيرة وتمر والأنسب لكي تتغلبي على هذه المشاعر هو أن تبتعدي بقدر الإمكان عن أي مجال لرؤيته أو التعامل معه ثم التركيز على أنشطتك الجديدة وإقناع النفس أن هذه مرحلة من حياتك ومضت وأن تركزي تفكيرك في المستقبل فبعد فترة من الوقت عندما ترتبطين بمن يستحقك أو عندما تكبرين في السن سوف تضحكين على هذه الفترة وتنسينها تماما وتتحول مشاعرك حياله إلى لا شيء.. أي لا حب ولا كراهية.
وللعلم هناك من ينصح بعدم الابتعاد وأن تتعاملي عادي مع مثل هذه التجارب وجها لوجه، فتؤقلمي نفسك على تجنيب مشاعرك بعيدا عن المعاملات العادية ويصبح بالنسبة لك تدريجيا مجرد شخص في العمل أو الحياة، بعكس من ينصحون بالبعد عن هذه الحالات ونسيانها، والأمر في النهاية مرهون بك أنت وقدرتك علي اتباع أي النهجين..
ومن كلامك أظن أن الأفضل لك هو الابتعاد عنه تماما وعدم شغل نفسك بالتفكير في الكراهية واليقين أنها مجرد مشاعر وقتية نتيجة جرح مشاعرك وستزول إن شاء الله.
اقرأ أيضا:
- ↵ زواج فتاة قلقلة: هل ستؤثر صفاتها على حياتها الزوجية؟
- ↵ الضغط الاجتماعي للزواج: هل أستسلم أم أتمسك بقرار العزوبة؟
- ↵ فتاة ملتزمة في مجتمع منفتح: هل أقبل صداقة شاب معجب بي؟
- ↵ خطبة مليئة بالتناقضات: هل أكمل أم انسحب؟
⇐ أجابها: محمد جمال عرفة