بعد أن عممت وزارة الشؤون الإسلامية بوكالتها لشؤون المساجد سابقا على المؤذنين وأئمة المساجد بالتزام مستوى معين من صوت المكبرات، فالتزم البعض وإن كانوا قلة، وخالف الكثيرون تلك التوجيهات.
وقد سبق أن كتبت في هذه الزاوية عن هذا الموضوع الحساس جدا، إلا أن ما يحدث ومع شديد الأسف من قبل بعض – وأشدد على كلمة بعض – المؤذنين والأئمة من رفع لصوت المكبرات، إضافة إلى أن لاقط الصوت يكاد يكون داخل أفواههم، كل ذلك دفعني للكتابة مرة أخرى عن الموضوع ذاته. ومن شديد الأسف أن وكالة الوزارة لشؤون المساجد لم تتحرك عمليا لمعالجة المسألة خصوصا في أحياء شمال الرياض، ليروا بأنفسهم كيف أن بعض المؤذنين جعل الأذان أشبه بالصراخ والعويل.
إن هذه الشعيرة الخالدة تتطلب من المؤذن الخشوع والسكينة لأنها سلام وتدعو للسلام والسكينة، وليست للتباري ومقارعة المؤذنين الآخرين. كما أن بعض الأئمة يريد أن تسمعه كل البيوت والشوارع!.
والسكان ليسوا قلة في الربع الخالي أو متناثرين بين بحار رماله، بل في بيوت خرسانية متجاورة وسط بحر من الأسفلت، ليس هناك غطاء نباتي ولا غابات تمتص هذا الهدير من السيارات ومعدات الحفر، لينضم إلى كل ذلك بعض المؤذنين والأئمة جزاهم الله خيرا.
إن الوزارة مسؤولة أمام الله ﷻ ثم الناس وهذا واجبها تجاه المجتمع، فما يحدث تشويه لصورة المسجد بجهل وعن غير قصد لكي نحسن الظن. وأين البعض من المؤذنين والأئمة من التوجيه النبوي الكريم في فتح الطائف، وذلك عندما رفع بعض الصحابة أصواتهم بالتكبير فالتفت إليهم النبي ﷺ وقال أربعوا – أي اخفضوا أصواتكم – فإنكم لا تدعون أصم.
والأذان ولله الحمد أصبح الآن في الهواتف النقالة وأجهزة الحاسب ووسائل الإعلام، فوقت الصلاة معلوم ولله الحمد والمساجد كثيرة متجاورة، فرفقا أيها الإخوة المؤذنون والأئمة، اخشعوا بأذانكم وصلاتكم يخشع الناس وتهدأ نفوسهم بذكر الله.
بقلم: عمر الرشيد
بالمقترحات أيضًا: