تُعد عصا موسى —عليه السلام— من معجزات الله ﷻ لنبيه موسى —عليه السلام— وكذلك إخراج يده بيضاء من غير سوء، لقوله ﷻ ﴿قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى | فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنتَ مَكَانًا سُوًى | قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى | فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى | قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى | فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى | قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى | فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى﴾.
معاني كلمات الآيات
- مكاناً سوى: منتصفاً.
- فيُسحكتم: فيستأصلكم.
- النجوى: السر.
وهنا أيضًا تجدون: دعاء موسى «عليه السلام» واستجابة الله له.. كما ورد في سورة طه
تفسير الآيات
- أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا: يعني مصر.
- فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ: أي فلنعارضنك بسحر مثل سحرك.
- فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا: أي يوماً نجتمع فيه.
- مَكَانًا سُوًى: أي مكاناً منتصفاً بيننا وبينك.
من فوائد الآيتين: مشروعية المناظرة لإظهار الحقِ وإبطال الباطل.
- مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ: أي هو يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون كل سنة.
- وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ: أي يُساق جميع الناس إلى هذا المكان.
- ضُحًى: في وقت الضحى من النهار.
من فوائد الآية: استعمال الحكمة في اختيار المكان والزمان المناسبين لإعلان الحق.
- فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى: أي جمع مكره وحيلته وسحرته وجاء بهم إلى الموعد الذي وعده مع موسى.
- قَالَ لَهُم مُّوسَى: أي قال موسى للسحرة.
- وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا: أي لا تختلقوا.
- فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ: أي فيستأصلكم بعذاب يُهلككم ويُبيدكم.
- وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى: أي لم يظفر بحاجته ومطلوبه من افترى الكذب على الله.
من فوائد الآيتين: بيان ما عليه أهل الباطل من العنادِ والمكابرة مع علمهم ببطلان ما هم عليه، وخطورة الكذب على الله ﷻ.
- فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ: أي فقال بعضهم هو ساحر مثلنا، وقال بعضهم ليس هذا بكلامِ ساحر.
- وَأَسَرُّوا النَّجْوَى: أي تناجوا فيما بينهم سراً.
- قَالُوا إِنْ هَذَانِ: أي موسى وهارون.
- لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا: أي يريدانِ أن يغلباكم بسحرهما فيتبعهم الناس، فيُقاتلاكم بهم، ويخرجاكم من أرضكم أرض مصر.
- وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى: أي ويستبدا بطريقتكم وهي السحر.
من فوائد الآيتين: بيان الحامل لأهل الكفر على عدم قبول الحق.
- فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ: أي اعزموا على كيده مجتمعين له ولا تختلفوا فيختل أمركم.
- ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا: أي مصطفين مجتمعين ليكون أشد لهيبتكم.
- وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى: أي فاز وظفر.
من فوائد الآية: أهمية الاجتماع واتحاد الكلمة لتحقيق النصر على الأعداء.
وتجدون هنا: معجزات موسى «عليه السلام».. من الآيات في سورة طه
الخلاصة
تعرفنا في هذا الموضوع أن معجزات نبي الله موسى —عليه السلام— إخراج يده بيضاءَ من غير سوء فلما رأى فرعون ذلك زعم أنه سحر.
تفيد الآيات مشروعية المناظرة لإظهار الحق وإبطال الباطل، وخطورة الكذب على الله ﷻ، بيان ما عليه أهل الباطل من العناد والمكابرة مع علمهم ببطلانِ ما هم عليه.