في أحيان كثيرة تطرح مقارنات بين أنظمة السلامة في مختلف الدول، وهي مقارنات مفيدة في حال هناك حاجة إلى تحويلها لنظام معمول به لدينا، وعلى الرغم من معرفتي بالكثير من الأصدقاء الذين شيدوا مساكن في الفترة الأخيرة، لكني لم أسمع من أحدهم أنه شكا من الدفاع المدني، وأنه يعطلهم بطلباته حول السلامة، الأمر الذي سيقود إلى تأخر تدشين المنزل، وكل الشكاوى تطول البلدية والكهرباء، إلى جانب المشكلات مع عمال البناء والمقاول.
عدم وجود شكاوى من الدفاع المدني ليس لأنه مقصر أو غير متشدد في إجراءاته، بل لأن الدفاع المدني غير مهتم بالإشراف على سلامة المنزل وملاءمة احتياطات السلامة فيه، فهناك من يجعل لمنزله مدخلا واحدا، أما طفايات الحريق فلم يسمع بها أحد، وتصميم المطبخ يتم حسب رغبة ربة المنزل لا حسب شروط السلامة.
الأخطار التي من الممكن أن يتعرض لها سكان المنازل لدينا ليست كلها حريقا، فهناك حوادث غرق، والسبب أن الحمامات صممت بطرق منعت الوالدين من التدخل لإنقاذ طفل علق فيها، كما أن أحواض السباحة التي أصبحت منتشرة توضع دون إجراءات سلامة، وأحيانا تنفذ بشكل عشوائي من كل الجوانب، وهناك الكثير من الأخطار تتعلق بالحدائق المنزلية أو في تصميم بعض أجزاء المنزل أو في الإضافات التي يكون الغرض منها جماليا، فيما تشكل خطرا على السلامة.
هذه الأخطار وغيرها يمكن التخفيف منها من خلال إشراك الدفاع المدني في الإشراف على عمليات التشييد، ويجب ألا يُكتفى بأن تقوم جهة أخرى في متابعة بعض شروط السلامة، كما أن على الدفاع المدني إذا أشرك أن يكون صارما، فللأسف هناك تراخ لدينا على حساب الأرواح والسلامة.
بقلم: منيف الصفوقي