خطباء الجمعة لهم كل احترام، وجميع المؤسسات الدينية على اختلافها لها كل احترام، لكن من حق الجميع أن يختلفوا في الرأي، وأن يظهروا آراءهم، لكن من غير المقبول أن يسعى أحد إلى مصادرة رأي الآخرين، وحق التعبير عن الرأي حق للجميع، وتحويل منابر الجمعة إلى أماكن لتصفية الحسابات مع الآخرين شيء غير مقبول.
المسجد هو مكان عبادة في المقام الأول، ولا يحق لأحد بحكم عمله وقيامه على شؤون المسجد أن يظن أنه ملكية خاصة، أو أن يظن أن هذا المكان المقدس هو منصة لجمع المناصرين أو الهجوم على أعداء مفترضين، فهناك أماكن لمثل هذه المجادلات، التي يجب أن يترفع البعض عن إدخال دور العبادة فيها.
الدعاة الجدد يختلفون بشكل كبير عن الدعاة السابقين، وهم أكثر تفاعلا، وأقل تقيدا بالطرح التقليدي، ويعلمون أن الناس لديها الكثير من الحاجات غير المقضية، وأن تناولها على منبر الجمعة يشجع على التحفيز نحو القيام بشيء فاعل، لكن كل هذا التقدم في توظيف خطبة الجمعة بشكل يجعلها مؤثرة يتم تناسيه، خاصة عند بعض الدعاة الذين يسعون إلى تصفية حسابات غير مفهومة من ناحية المضمون والتوقيت أيضا.
كنا سنصفق بشكل كبير لو تم توظيف خطبة الجمعة بما يحقق المصلحة العامة، وسينال من يمارس هذا الدور الثناء الكبير، فهناك مناطق في حكم النائية تعاني غياب الخدمات، وإمام المسجد فيها قائد رأي، وكذلك الأمر في المدن، لكن حرص البعض على التحزب، وفرض رأيه بالتأكيد أنه لا يخدم أحدا، وذهاب في اتجاه مغاير لدور المسجد، واستعداء في غير محله، بذلت جهود مضنية من الدولة والنخب للتخفيف منه، وهو في حال كونه غير محق سيجعل إمام المسجد يظهر بشكل غير لائق، خاصة أن البعض يطلق أوصافا دون دليل، سرعان ما يفتضح أمرها في مكان آخر.
بقلم: منيف الصفوقي