الثورة الفرنسية: هي ثورة شعبية نشبت في فرنسا إبان حكم الملك لويس السادس عشر، توالت أحداثها ما بين عامي 1789 و 1799 وتمخضت عن آثار سياسية واجتماعية مهمة منها إلغاء النظام الإقطاعي والملكية الاستبدادية وإعلان حقوق الإنسان.
قبل بدء الثورة، كانت فرنسا تواجه أزمة مالية. كان السبب الرئيسي في ذلك هو تورط فرنسا في سلسلة من الحروب باهظة الثمن. كما تسبب الطقس القاسي وضعف المحاصيل في ارتفاع أسعار الدقيق بشكل كبير، مما أدى بدوره إلى ارتفاع سعر الخبز. حيث كان الخبز هو الغذاء الأساسي لمعظم المواطنين الفرنسيين.
وتشير التقديرات إلى أن الطبقة العاملة في فرنسا كانت تنفق ما يزيد عن 90٪ من دخلها اليومي على الخبز فقط.
علاوة على ذلك، ساء الوضع المالي لفرنسا بسبب الإنفاق الباهظ على الكماليات من قبل الملوك.
تم تقسيم فرنسا إلى ثلاث مقاطعات: الأولى كانت للإكليروس، والثانية للنبلاء، والثالثة البقية، والتي كانت تشكل حوالي 98٪ من سكان فرنسا. نظرًا لأن العقارين الأولين كانا يتمتعان بالعديد من الامتيازات بما في ذلك الإعفاء من الضرائب، فقد تم وضع عبء هذه الأزمة المالية على عاتق الطبقة الثالثة وكان عامة الناس جائعين وعاطلين عن العمل وغاضبين.
بدأت الثورة باجتماع ممثلي الشعب واشتراك الجماهير في تطوير الأحداث، وبلغت ذروتها في 14 يوليو من العام الأول للثورة (عام 1789) بالاستيلاء على سجن الباستيل وهدمه باعتباره رمز الحكومة الاستبدادية، لهذا اعتبر هذا التاريخ العيد القومي لفرنسا ويعرف بعيد الحرية.
مهدت عدة عوامل لقيام الثورة الفرنسية، منها نجاح الثورة الأمريكية قبل هذا التاريخ بعشر سنوات وهي التي انتهت بإعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية وتحررها من الاستعمار البريطاني، كما مهد لها انتشار الأفكار الحرة التي بثها عدد من المفكرين من أمثال فولتير ومونتسكيو وروسو، وعدد من رجال الاقتصاد والسياسة… وعزز نجاحها فساد الأحوال الاجتماعية والسياسية والانهيار الاقتصادي.
تمثلت أحداث الثورة في انعقاد المؤتمر الوطني عام 1892 الذي قرر إلغاء الملكية وإعدام الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري أنطوانيت وكثير من الأشراف والنبلاء، كما قرر إعلان الجمهورية الفرنسية الأولى ووضع السلطات التنفيذية للدولة في يد مجلس رئاسي مكون من 5 أعضاء، أما السلطة التشريعية فكان يمثلها مجلسان: مجلس الخمسمائة ومجلس الشيوخ، ودام هذا الوضع الدستوري حتى استلام نابليون للسلطة.
جعلت الثورة شعارها: الحرية والمساواة والإخاء وأصدرت الجمعية العمومية ما عرف بإعلان حقوق الإنسان، وأهم ما تضمنه هذا الإعلان من المبادئ الأساسية: الناس سواسية في الحقوق والواجبات، القانون هو أداة التعبير عن إرادة الشعب، حرية الفكر والعقيدة حق لكل مواطن في حدود الصالح العام.