يقفز لذاكرتي الآن سؤال كان قد طرح على أحد اللاعبين الأجانب في نادي الاتفاق حول أبرز ما لاحظه في شوارع السعودية، فأجاب «كل شيء جميل، إلا أن لديكم هنا من يظن أنه بإمكان السيارة أن تطير»، أما لماذا تذكرته الآن؟ فلأنني أظنه قد شاهد السيارة التي مرت بجواري قبل ساعة من الآن والتي ستكون في جنوب تركيا الآن فيما لو واصل قائدها القيادة بذات السرعة! أو أن يكون ممددا في أحد المشافي القريبة من هنا فيما لو واصل القيادة بالتهور نفسه!
إجابة اللاعب الأجنبي تكفي بعد التحوير لأن تصبح شعارا توعويا بعنوان «السيارة لا يمكن لها أن تطير مهما شدت حيلها» وأن تلصق في الجزء الأسفل من رخصة كل أفراد تلك الشريحة التي تظن أوقاتها أغلى وأهم من أوقات الجميع، تلك الفئة التي تنطلق من يسار مركبتك بسرعة 160 كلم/الساعة، تاركة لك محاولة استنتاج ما هو نوع سيارته أو ما لونها على الأقل! حتى وإن كان حسن الظن لديك مقدما على سوئه، فقد تعتقد أن حالته تلك تصنف ضمن حالات الطوارئ، إلا أنك ستتراجع عن ذلك الاعتقاد حين تقف عند إحدى الإشارات الضوئية وتكتشف أن السيارة القابعة عن يمينك والتي يتراقص فيها ببلاهة عدد من الأشخاص ما هي إلا السيارة التي أحسنت الظن بها قبل قليل!
بعض من يزاولون القيادة هنا لا يزال لديهم اعتقاد قوي بأن الشوارع ملك لهم ولآبائهم فقط، وأن الباقين هم من الدخلاء الذين يجب أن يسلكوا الطرق الترابية البعيدة! لأجل ذلك فإنه ضرب من المخاطرة، عزيزي القارئ، أن تلزم المسار الأيسر في أحد الطرق التي يسلكها هؤلاء! وإلا فإن أقل العقوبات التي قد تعاقب بها، هي حزمة من أشعة النور الزرقاء المركزة «زينون» التي ستجعلك أحد أفضل الزبائن الدائمين لمحال النظارات!
مثل هذه النوعية من السائقين هي التي تجعل صفحة الأخبار المحلية في كل صحفنا محملة بعشرات القتلى والمصابين بشكل يومي، التي حين تتقصى حيثيات أحدها فستكتشف أن أحد أطراف الحادث كان يختبر قدراته في قيادة مركبته عند سرعة 160 كلم/ساعة!
بقلم: ماجد بن رائف
واقرأ هنا أنَّ: أسرع السيارات سيارة السفيه