دائماً ما تحتاج المرأة الحامل للمكملات الغذائية، لتغطية احتياجاتها واحتياجات الجنين من هذه المكملات، فالمكملات الغذائية ضرورية جداً للمرأة الحامل وخاصة حمض الفوليك، الذي يجب تناول في أول ٣ أشهر من الحمل، ولكن المكملات الغذائية الشاملة لا ينصح بها للحامل، لصعوبة إمتصاصها.
وفي هذا المقال سنتعرف على دورة وأهمية المكملات الغذائية عند المرأة الحامل، وسنتعرف أيضاً على المكمل الغذائي الشامل تفصيلاً، وكيف تحافظ المرأة الحامل على احتياجات جسمها، وكذلك امتصاص الفيتامينات والمعادن في الأمعاء الدقيقة.
تغذية المرأة الحامل
قالت “د. رند الديسي” أخصائية التغذية العلاجية: بشكل عام اتباع نظام غذائي صحي واجب على كل إمرأة حامل، وكلما اهتمت الحامل بفترة الحمل أكثر وصحة الغذاء التي تتناوله خلال هذه الفترة، كلما عاد كل ذلك بالفائدة على جسمها وعلى جسم الجنين.
والجدير بالذكر أن الجنين يأخذ إحتياجاته بغض النظر عن الحالة الصحية لجسم الأم، فهو يُغطي إحتياجاته من فيتامين ب٩ (Vitamin B٩) والحديد والزنك، وكل أنواع الفيتامينات والمعادن، ثم تُغطى احتياجات جسم الأم بعد الجنين.
وهنا يأتي دور التغذية، التي تُغطي إحتياجات الجنين وإحتياجات الأم أيضاً، وعادة نلجأ في فترة الحمل إلى المكملات الغذائية، لعدم كفاية الغذاء في تغطية احتياجات الأم والجنين، وخاصة أن الأغذية التي نتناولها اليوم ليست بقيمتها الغذائية التي كانت عليها في السابق..
فالخضروات والفواكه والحبوب لا تحتوي على الفيتامينات والمعادن المركزة كما كانت من قبل، بسبب استخدام الهرمونات والمبيدات الحشرية، التي تُعطي حجم أكبر ولكن قيمة غذائية أقل.
وبالتالي استهلاك الأم لهذه الأغذية غير كافي لتأمين احتياجات الجنين وجسم الأم، لذلك يتم اللجوء إلى المكملات الغذائية في بعض الحالات، لأنها تدعم استهلاك الأم اليومي، ولكنها ليست بديلاً للأغذية.
فالمصادر الطبيعية هي اساسية في غذاء الأم، أما المكملات الغذائية فتستخدم في حالة إذا احتاجها جسم الأم.
ويفضل عمل فحوصات للدم لمعرفة مستوى المعادن والفيتامينات، ومن هذه الفيتامينات الهامة التي يجب معرفة نسبتها في جسم الأم ما يلي:
ومن خلال هذه الفحوصات يتم معرفة الفيتامينات والمعادن الموجودة بنسبة أقل من احتياجات جسم الأم، وهنا يتم اللجوء إلى المكملات الغذائية.
وهناك مكمل غذائي واحد يُعطى للأم بغض النظر عن الحالة الصحية لها، في أول ٣ أشهر من الحمل، وما قبل الحمل للأشخاص الذين يخططون لحدوث حمل، وهو الفوليت Folate، وهو المكمل الوحيد الخارج عن القاعدة، ولا يحتاج لفحص.
لأن احتياجات الجسم اليومية للفوليت تتجدد، لأنه لا يُخزن بالجسم، ويتطلب تناوله بشكل يومي، لذلك يُأخذ على شكل حبوب يومياً، لتغطية احتياجات جسم المرأة ما قبل الحمل أو في أول ٣ أشهر من الحمل، لحماية الجنين من التشوهات الخُلقية، التي يمكن يمكن أن تظهر في جسمه بسبب نقص الفوليت.
المكمل الغذائي الشامل للمرأة الحامل
تابعت “د. الديسي” لا يفضل إعطاء الحامل المكملات الغذائية الشاملة، لأسباب كثيرة منها:
- الفيتامينات والمعادن التي تنقص في جسم المرأة الحامل يصعب على الجسم إمتصاصها، ومن أهم المعادن والفيتامينات التي تنقص في جسم المرأة الحامل ما يلي:
- نقص فيتامين ب١٢.
- نقص فيتامين د.
- نقص الحديد.
- نقص الزنك.
وهؤلاء الأربع معادن، يصعب امتصاصهم من قبل الأمعاء.
- عند تناول حبة واحدة من المكمل الغذائي الشامل لفترة الحمل، يمتص الجسم المعادن والفيتامينات التي يسهل امتصاصها، والتي يستهلكها الجسم من الأغذية، فلا داعي للمكمل الغذائي، ويصعُب عليه امتصاص الفيتامينات والمعادن الصعب امتصاصها، وخاصة في وجود تباري بين الفيتامينات والمعادن.
فعلى سبيل المثال إمرأة حامل لديها نقص في الحديد، وتتناول مكمل غذائي شامل يحتوي على الحديد والكالسيوم، فالمكملان يعتبران أساسيان لجسم المرأة الحامل، ولكن الحديد والكالسيوم يتباروا بالإمتصاص بالأمعاء الدقيقة.
وبذلك يسهل على الجسم إمتصاص الكالسيوم، فيمتصه من المكمل الغذائي الشامل، ولا يستطيع امتصاص الحديد، الذي يوجد به النقص.
ومن هنا فالمكملات الغذائية الشاملة لا يستطيع الجسم إمتصاص كل الفيتامينات الموجودة بها، فحوالي ٧٠ من الحالات يحدث ذلك.
فيمكن للمرأة الحامل التي تأخذ المكمل الغذائي الشامل، عند عمل فحص للحديد، يوجد به نقص، بالرغم من تناولها مكمل غذائي شامل يحتوي على الحديد وبعض المكملات الأخرى، والسبب يعود إلى أن المكمل الغذائي الشامل غير كافي ليُغطي إحتياجات المرأة الحامل.
واقرأ هنا أيضًا عن أهم علامات الحمل
هل يقل معدن الحديد طول فترة الحمل
عادة يظهر نقص الحديد بعد الشهر الثالث إلى آخر أشهر الحمل، والسبب الرئيسي هو احتياج الألم لنسب أعلى من الحديد، لأنها تنتج خلايا الدم الحمراء بكثرة، حتى تستطيع ضخ الدم لجسمها ولجسم الطفل، علماً بأن الدم لدى المرأة الحامل يزداد.
فتحتاج المرأة الحامل إلى نسب حديد أعلى لإنتاج خلايا الدم الحمراء، كما أن مخزون الطفل من الحديد يُستهلك من جسم الأم، علماُ بأن حليب الطفل الذي يرضعه من الأم لا يحتوي على الحديد نهائياً في أول ٦ أشهر من حياته، ولكن الطفل يتحمل عدم وجود حديد في حليب الأم، لأنه أخذ مخوزن حديد من جسم الأم أثناء الحمل يكفيه لستة أشهر.
وإذا لم يكن هذا المخزون موجوداً في جسم الأم، فسيحدث للطفل نقص في الحديد، فحوالي ٥٠ إلى ٧٠٪ من الأطفال حالياً يعانوا من نقص الحديد المهدد بحدوث فقر الدم، والسبب الرئيسي يعود إلى قلة مخزون الحديد في جسم الأم أثناء فترة الحمل.
لذلك يجب على الأم في أول ٣ أشهر من الحمل، عمل فحص دم للتأكد من نسبة الحديد الموجودة بالجسم، وإذا كان هناك نقص في الحديد، فيجب تناول مكمل غذائي يحتوي على الحديد فقط، وليس مكملاً شاملاً، ويتم تناوله صباحاً على معدة فارغة لتعزيز امتصاصه، أو بعد وجبة الفطور أو الغداء، إذا كان يسبب أي آلام في المعدة.
كما يجب عمل فحص فيتامين د، لأن النساء الحوامل معرضين لنقص فيتامين د، وخاصة أن الطفل يأخذ مخزونهم من جسم الأم، كما تكمن أهمية فيتامين د أيضاً في امتصاص الكالسيوم.
ويجب أيضاً فحص فيتامين ب١٢، لأنه عامل أساسي لإمتصاص الفوليك أسيد، الذي يتم تناوله في أول ٣ أشهر، فإذا كان هناك نقص في فيتامين ب١٢، فالفوليك أسيد لا يمتصه الجسم بالطريقة الصحيحة.
ورابعاً يتم عمل فحص الزنك والنحاس، لمعرفة نسبة كل منهما، وخاصة أنهما يتباران بالإمتصاص، لأن الجسم يمتص الزنك ولا يستطيع امتصاص النحاس الضروري لنمو العقل.
طريقة امتصاص الفيتامينات والمعادن
يتم امتصاص الفيتامينات والمعادن، من خلال تناول كل معدن أو فيتامين بمفرده دون أن يكون مشتركاً مع فيتامين أو معدن آخر، فيسهل على الجسم امتصاصه، لأن هناك بعض الفيتامينات سريعة الإمتصاص من غيرها، لكل الأجسام وليس للمرأة الحامل فقط، وخاصة بالأمعاء الدقيقة.
ولكن هناك بعض الفيتامينات التي تمتص بالمعدة مثل فيتامين ب١٢ بوجود (عامل انترنسك INTRENSIC FACTOR)، فلابد من وجود هذا العامل حتى يتم امتصاص فيتامين ب١٢.
وقد يقل عامل (عامل انترنسك INTRENSIC FACTOR) لدى العديد من الأشخاص الذين يقومون بعمل تحويل مسار أو قص المعدة، أو أي عمليات أخرى في المعدة، وحتى كبار السن، لذلك يعاني هؤلاء الأشخاص من نقص فيتامين ب١٢.
وتعتمد نسب امتصاص الفيتامينات والمعادن على:
- سهولة إمتصاصها من قبل الجسم.
- وجود المساعدات المطلوبة بالأمعاء والمعدة، حتى يمتص الجسج هذا المعدن أو الفيتامين.
- اعتماد الجسم على نسب المخزون فيه: فإذا كان مخزون الحديد بالجسم أقل، وتناول الشخص مكمل حديد، فيستفيد الجسم من هذا المكمل أكثر، لأنه يُعطي إشارة أنه يمتص نسبة أكثر من الحديد، أما إذا كانت نسبة الحديد أعلى بالجسم، فلا يمتص الجسم الحديد بنسبة عالية.
وأخيراً ننصح بالإهتمام بأجسامنا، لأن المكمل الغذائي الشامل ليس كافياً، بدون وجود فحوصات تؤكد على وجود نسب كافية بأجسامنا.