نسمع كثيراً عن المكملات الغذائية التي يلجأ إليها الرياضيون لتحسين أدائهم الرياضي ونحت أجسامهم واختصار الوقت لبناء كتلة عضلية، وربما يدفع الهوس البعض لبناء عضلات إلى تناول هذه المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب المختص، ودون الأخذ بعين الاعتبار تأثيرها على الصحة، مما يسبب مضاعفات قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، ولا يجب أخذ المكملات الغذائية للأعمار الأقل من ١٨ عاماً.
المكملات الغذائية
يقول الدكتور عبد الرؤوف قرعيش “أخصائي التغذية” أن المكملات الغذائية هي عبارة عن منتجات لتكملة النظام الغذائي وليس بديل للنظام الغذائي مثلما يتوهم البعض، لذلك لا يجب أخذ المكملات الغذائية بدلاً من الوجبة الغذائية التي تحتوي على الكربوهيدرات والدهون البروتينات وكافة العناصر الغذائية الأخرى اللازمة للجسم، ليأتي دور المكمل الغذائي لتكملة عناصر معينة في الجسم أو لتعويضه ببعض العناصر التي لا يستطيع الجسم تصنيعها أمثال المعادن والفيتامينات.
تنقسم المكملات الغذائية إلى نوعين:
- الأول المسئول عن بناء الجسم أو العضلات للرياضيين، وهذه مستخلصة من البروتينات خاصةً التي تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية، بالإضافة إلى أشياء تساعد على طرح قوة زيادة التمرين، وتغطية الاحتياجات الناقصة في الأكل عند الرياضيين.
- الثاني هو المسئول عن دعم الجسم أو دعم المناعة والممثلة في الفيتامينات والأعشاب التي تساعد على نشاط الذاكرة والدورة الدموية، كما أنها تساعد على تنقية الجسم من السموم.
الفرق بين المكملات الغذائية والهرمونات
هناك فرق بين المكملات الغذائية والهرمونات على الرغم من أنهما قريبين من بعضهما البعض، ولكن الهرمونات قد تدخل في المكملات الغذائية شريطة أن تكون تحت إشراف مختص طول فترة أخذها.
للهرمونات الغذائية آثار جانبية كبيرة خاصةً للرجال، حيث قد يعاني البعض نتيجة إبر الستيرويد اللازمة لبناء العضلات من خورة بالغة على الخصوبة والأعضاء التناسلية وحجمها الطبيعي، لذلك يجب الانتباه إلى أخذ الهرمونات بدرجة كبيرة.
بالنسبة للمكملات الغذائية وخاصة البروتين، يجب علينا أولاً معرفة وزن الشّخص وطوله وعمره ومجهوده الشخصي الذي يقوم به يومياً قبل أخذ مكمل البروتين الذي يُحسب بمعادلة بسيطة تضم العمر والطول والوزن والمجهود الشخصي، فضلاً عن حساب كمية البروتين التي تدخل إلى الجسم عن طريق الأغذية المختلفة، وهذا يدعونا إلى ضرورة استشارة أخصائي تغذية قبل أخذ المكملات الغذائية أو البروتينات اللازمة لزيادة حجم الكتلة العضلية، حيث أن هناك بعض البروتينات التي قد تناسب شخص معين دون أن تناسب غيره من الأشخاص.
الآثار الجنابية للمكملات الغذائية
بالنسبة للبروتينات في حد ذاتها اللازمة لكمال الأجسام فليس لها أية آثار جانبية إلا إذا كان الشخص يعاني في الأصل من مشكلة في جسمه، أو في حالة أخذها طبقًا للنصائح المتبعة.
على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من مشكلة في الكبد أو في الكُلى، فليس هناك داع لأخذ المكملات الغذائية في الأساس لأنها ستزيد المشكلة، كما أن مرضى النقرس يجب عليهم الابتعاد عنها لأنها ستضر بهم.
على الجانب الآخر، إذا كنت لا تعاني من مشاكل عضوية أو صحية، فإن الآثار الجانبية ستلقاها بدرجة بسيطة من حيث المغص واضطرابات القولون أو الشعور ببعض الاضطرابات في النوم والتركيز والتوتر والضغط، وهذا يستوجب ضرورة استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل أخذ هذه المكملات الغذائية.
تابع “قرعيش”: في حالة أخذ المكملات الغذائية في مواعيدها وبالطرق الصحيحة لأخذها فإن تلك المكملات سيكون لها أثر إيجابي على عمل الهرمونات والنواقل العصبية في الجسم، كما أنها ستساهم في بناء الألياف البروتينية في الجسم، فضلاً عن دورها في تحسين عمل الأنسولين بناء كتلة عضلية جيّدة.
بعض الممارسات الخاطئة للمكملات الغذائية من جانب الرياضيين
هناك بعض الرياضيين الذين يُقبلون على أخذ المكملات الغذائية البروتينية على وجه الخصوص لبناء كتلة عضلية في مدة قصيرة دون أن يدركوا أن هذه المكملات تُحسب على أساس مجهودهم البدني.
من الأخطاء الشّائِعة كذلك عند الرياضيين ما نلاحظه في أنهم يأخذون المكملات البروتينية مع الكربوهيدرات في نفس الوقت، ونرى كذلك أن ١ جرام من البروتين والكربوهيدرات يعادل ٤ سعرات حرارية ولكن بوقت قصير للامتصاص بالنسبة للبروتين، وهذا ما قد يتسبب في مشكلة في الهضم في أي من هذه العناصر حين نأخذها مع بعضها البعض كمكملات غذائية.
يمكن للشخص الرياضي التدرب لفترة معينة قبل أخذ المكمل الغذائي ثم بعد ذلك يمكنه أخذ المكمل الغذائي بصورة آمنة خاصةً مع زيادة المجهود البدني خلال التدريب، ونقوم بالتأكد من ضرورة أخذ المكملات الغذائية فور ما نلاحظ وجود آلام أو شد في العضلات أو في الجسم بشكل عام نتيجة للمجهود البدني الزائد الذي قمنا به في التمرين الرياضي.
وختاماً، إذا كانت كمية أكل الرياضي بسيطة، فلابد من أن يُدعم هذا الرياضي بالمكمل الغذائي عن طريق أخذ الأوميجا٣ المفيدة لمناعة الجسم وتنظيم الهرمونات والتركيز، وتعديل معدلات الكولسترول، كما يُفضل ألا نأخذ أي مكملات غذائية أو أي فيتامينات بعد تناول الوجبة مباشرةً لأن الجسم لن يمتصها ولن يستفيد منها من الأساس، وفي حالة التمزّق العضلي، فلابد من أخذ رأي الطبيب المشرف على الرياضي لتحديد إمكانية الاستمرار على أخذ المكملات الغذائية أم لا، لأن التمزق العضلي يحدث نتيجة لخطأ ما في التمرين أو نتيجة لخطأ في أخذ المكملات الغذائية في حد ذاتها.