كيف يتم انتقال العدوى بمرض السل؟
أوضح “بروفيسور د. تورستن باور” (أخصائي الأمراض الصدرية) أن السل هو عبارة عن عدوى الجهاز التنفسي وينتقل عن طريق السعال، وهناك أيضاً حالات أخرى من العدوى تنتقل عن طريق اللمس ولكن ليس معني هذا أن الشخص قد يُصاب بالعدوى لمجرد لمسه مقبض باب قد لمسه شخص آخر مصاب بالسل فالأمر ليس بهذه السهولة لأن الأمر يتطلب أن تصل إفرازات المريض ناقل العدوى إلى شخص آخر وهذا الأمر نادراً ويدخل في اختصاص علم الأمراض، ولكن الرئة تُعد هي المكان الرئيسي للعدوى.
أمّا باعتبار أن مرض السل هو في الواقع عدوى بكتيرية، ومع ذلك لا تُفيد المضادات الحيوية العادية في معالجته، فقد أكد الطبيب أن المضادات الحيوية لا تُفيد لأن مسبب المرض ينقسم ببطء فتطول فترة العلاج مقارنةً بالتهاب الرئتين الذي نعالجه خلال أسبوع في حين يستغرق علاج السل ستة أشهر.
ما هي الأعراض الأولى التي تظهر على الشخص المُصاب بالسل؟
أوضح “د. تورستن باور” أن مرض السل كان يُسمى سابقاً بالتدرن، والأعراض الرئيسية لهذا المرض هي فقدان الوزن والحمى والتعرق ليلاً والسعال، ولكن السعال لا يعتبر مؤشراً على تشخيص إصابة الشخص بهذا المرض لأن المرضى غالباً ما يسعلون لأسباب أخرى كثيرة.
إذا ذهب شخص إلى الطبيب لأنه يشتبه في إصابته بالسل فما هو الاختبار الأول الذي يجب أن يخضع له هذا الشخص؟
أوضح “د. تورستن باور” أن أول إجراء هو التصوير بالاشعة السينية للتأكد ما إذا كان هناك تغيرات ما، وفي حال وجود تغيرات بالفعل يتم إجراء تصوير مقطعي. في حالة ما إذا كان المريض مصاباً بداء السل فسيُظهر التصوير المقطعي بعض التحببات والعقد الصغيرة مما يشير إلى وجود أشعة أكثر كثافة مما يدل على وجود بكتيريا السل المسببة للعدوى والالتهاب، والجسم يحاول صد هذه البكتيريا ويكون ما يسمى بالأورام الحُبيبية. بعد ذلك يتم إجراء تصوير مقطعي إليكتروني بحيث يمكننا هذا التصوير من رؤية كل من الرئة والقلب وشريان الأورطى وكذلك أي وجود لتغييرات عقدية صغيرة.
هناك نوعين من السل أحدهما مفتوح والآخر مغلق فما الفرق بينهما؟
أكد “د. تورستن باور” أنه لا يمكن التمييز بينهما من خلال الأشعة لأن هذا أمر يتعلق بالعدوى، علم الأحياء الدقيقة هو المسؤول عن إمكانية انتقال البكتيريا. أي أنه عندما تُصبح بكتيريا السل حرة الحركة في الهواء بعد خروجها من خلال السعال ستكون هناك حالة من السل المفتوح، أما السل المغلق فيظل في الداخل ولا يستطيع إثبات وجوده. وهناك ما يُسمى بـ”السل الرئوي الكهفي” حيث يظهر على هيئة حفر في صور الأشعة، وعندما تتعافى الرئة من السل قد تبقى هذه الحفر موجودة فيها.
ما هو العلاج المثالي لمرض السل؟
أوضح “د. تورستن باور” أن العلاج يتم عن طريق المضادات الحيوية ٤ لمدة شهرين ثم المضادات الحيوية 2 لمدة أربعة أشهر، فبعدها يُفترض أن يكون قد تحقق التعافي من السل العادي.
يُشكل السل نوعاً من المقاومة أي أن البكتيريا تُصبح أكثر مقاومةً لطرق العلاج النمطية. فكيف يمكن للبكتيريا أن تطور هذه المقاومة؟ وكيف يمكن تحديد ما إذا كانت البكتيريا من النوع المقاوم أم لا؟
أوضح “د. تورستن باور” أن السبب يكمن في فترات العلاج المتقطعة وغير المنتظمة نتيجة عدم مواظبة المريض على العلاج، فعندما يتناول المرضى أربعة مضادات حيوية معاً ثم يتوقفون عن العلاج فهذا ما يجعل هذه البكتيريا مقاومة للأدوية. عند عزل البكتيريا وإخراجها من الرئتين أو أي عضو آخر بعد ذلك تأتي طريقة بصمة الحمض النووي المعروفة في علم الأمراض، وبعدها يُمكننا أن نعرف ما إذا كانت البكتيريا تتفاعل مع المضاد الحيوي أما لا. إذا كانت البكتيريا من النوع المقاوم فعندها يكون هناك نوع آخر من العلاج حيث يجب إعطاء مضادات أخرى ولفترة تصل إلى عشرين شهراً بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، ويجب أن تُعطى هذه المضادات الأقل تحملاً. يجب تحديد هوية المرضى وعزلهم وتقديم الأدوية لهم لستة أشهر على الأقل أي أن المشكلة لوجستيه في المقام الأول، فالأدوية قد تكون أسعارها مُكلفة في بعض البلدان ويصعب توفرها.
ماذا عن ما إذا كانت السيدة الحامل مُصابة بالسل فما الذي يجب عليها فعله؟ وماذا عن المصابين من الأطفال؟
أوضح “د. تورستن باور” أن من الممكن مواصلة تناول الأدوية النمطية في مرض السل الحساس أثناء فترة الحمل. أما بالنسبة للأطفال فمن المهم جداً تحديد ما إذا كان السل من النوع الحساس أم المقاوم، ولكن من حيث المبدأ فإن الأطفال يُعالجون كالكبار وبنفس الأنظمة ولكن بما يتلائم مع الوزن.