مع تطور التقنية ظهرت العديد من المشكلات التي تتعلق بها، حيث لم نجد في السنوات الماضية أي من تلك المشكلات إلا بتطور التكنولوجيا وارتباطها بحياة الناس، حيث أصبحت حسابات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية معرضة بشكل ما للسرقات وعمليات الإبتزاز والحصول على معلومات في غاية الخصوصية وإمكانية حفظها والتهديد بها.
ما هو الإبتزاز الإلكتروني وما هو التصرف الصحيح تجاهه
يقول الدكتور “عمران سالم” المحاضر في قسم الشبكات وأمن المعلومات في جامعة عمان الأهلية: أن الإبتزاز الإلكتروني يتضمن وجود مجرم، وضحية، ذلك بالإضافة إلى وجود طرف ثالث وهو معلومة سرية تخص الضحية، والتي يحصل عليها المجرم، وبالتالي يقوم باستخدام هذه المعلومة لابتزاز الضحية، وتهديدها بالفضح، أو للحصول على معلومة أخرى، أو قد يكون الهدف مادي للحصول على مبالغ مالية، أو قد يكون الغرض من هذا الإبتزاز هو الانتقام المجرد فقط.
والإبتزاز الإلكتروني له عدة أشكال، وحالياً توجد شبكات تضم عدد من الشباب والبنات تقوم باحترافية عالية بالإبتزاز الالكتروني للحصول على المعلومة، ولا يمكن اعتبار أن السيدات فقط هن الضحايا لهذه المشكلة؛ فهناك شباب أيضاً يتعرضون للابتزاز الإلكتروني؛ وذلك من خلال أن يكون الشخص على علاقة غير شرعية بفتاة ما، ومن ثم تحصل الفتاة على صورة الشاب وتقوم بابتزازه.
وكذلك قد تكون الضحية شركة معينة، وذلك بأن يقوم موظف بمعرفة معلومات سرية قد تؤذي الشركة، ويبدأ في ابتزاز مدير الشركة، وكذلك قد يتعرض الأطفال للابتزاز؛ وذلك من خلال اختراق حساباتهم، والحصول على صورهم، أو الحصول على أي معلومات قد تعرضهم أيضاً للابتزاز.
لذلك ففي النهاية الكل مستهدف، سواء صغير أو كبير، أو نساء، أو رجال، خاصة إذا كان الإبتزاز من جهة شبكة إلكترونية ضخمة، والتي قد يكون الوصول لها صعباً من خلال وحدة الجرائم، أو يكون الإبتزاز من خلال شخص يوجد ببلد آخر، ولكن هناك طرق حالية تجعل الوصول لهؤلاء الأشخاص سهل أيضاً.
اقرأ أيضاً: تأثير الأجهزة الإلكترونية على دماغ الأطفال
والإبتزاز الإلكتروني يضم عدة مراحل، تبدأ بمرحلة التعارف، وبناء الثقة؛ حيث يحاول المجرم أن يتعرف على طبيعة شخصية الضحية؛ إذا كانت شخصية سهلة، أو صعبة.
وإذا وجد المجرم أن الضحية شخصية بسيطة يستطيع أن يجلب منه المعلومة، ومن ثم يبدأ في بناء علاقة ثقة بينهما، وقد تستغرق هذه العلاقة حوالي ثلاثة أشهر.
ومن الغريب أن هناك بعض الحالات تكون بين طرفين تربطهم علاقة خطبة رسمية، ولكن بعد فترة من الخطبة، أصبح هناك اختلافاً بين الأهل، ويكون هناك صوراً تربطهم، ولكن عند الانفصال يبدأ الرجل بتهديد الطرف الأخر، ويبدأ في نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي انتقاماً منها.
وإذا تعرض أي شخص للابتزاز الإلكتروني، فمن المهم أن يتم التعامل معه بطريقة صحيحة، وذلك من خلال:
- تقبل الأمور بكل هدوء وسكينة.
- ألا يتم الاستجابة لمطالب المجرم، لأنه لن يتوقف عن طلباته، بل ستكون في تزايد مستمر، لذلك فالأفضل أن نقطع جميع طرق التواصل مع هذا المجرم، ومن ثم نبدأ في البحث عن مستشارين، سواء كان وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، أو بالتواصل مع مستشار خارجي.
- من المهم جداً أن يتم حفظ الأدلة، حتى إذا صارت هناك محاكمة فتظل الأدلة قائمة وصحيحة في مكانها، فمثلاً لا يفضل أن تقوم الفتاة بحذف المحادثات.
- يجبب أن يتحدث الضحية بكل قوة مع المجرم حتى يضعه في حالة من الارتباك، بدلاً من التعامل معه بخوف وتوتر، مما يدفعه إلى التعامل بقوة وشجاعة أكبر.
وتعتبر التوعية لها الدور الأول والرئيسي لحماية الأطفال والمراهقين من الإبتزاز الالكتروني، ويجب أن تبدأ التوعية من المدارس، كما يفضل أن تكون هناك حلقات للنقاش، ويكون هناك متخصصين للحديث مع الطلبة، وذلك بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام المختلفة، ولا يمكن أن ننسى دور الأهل، فلابد وأن يكون الأهل على علاقة قوية بالأبناء، فإذا لاحظ الأهل أي تغير قد طرأ على الطفل أو المراهق، فقد يكون السبب هو مشكلة ابتزاز إلكترونية.