لعل أبرز ما يمكن اعتباره مقولات عن ثورة 25 يناير هو المحاولة، فستظل أنظمة الحكم والسلطات في كل البلاد تسير في اتجاه معين يعتريها الضعف والعثرات، وقد تسقط إثرها أو تستعيد عافيتها وتنهض لتواصل كتاب التاريخ بصيغة أو بأخرى، حتى تحدث الثورات وتغضب الشعوب، وتعلن الإعتراض والاحتجاج يأخذ الطريق مسارًا آخر ويكتب التاريخ سطوره بلغة أخرى أكثر وضوحًا وصرامة وقوة، وهكذا كانت ثورة 25 يناير، نقطة فارقة في كتاب تاريخ مصر الذي تشابهت فصوله لعقود عديدة وفرض على قارئه نمطًا وحيدًا لسنوات وسنوات، ثم فجأة وبدون توقع من كتاب هذا التاريخ تدخل الشعب المصري ليصحح ويعدل ويغير ويصنع له واقعًا جديدًا مشرفًا يصبح بعد سنوات تاريخًا مشرفًا، تتباهي به الأجيال القادمة وتفخر به الأجيال الراهنة.
كانت ثورة يناير بمثابة درسًا في السياسة والديمقراطية والتاريخ لقنته مصر للطاغاة والجبابرة ونقلت دروسه للعالم كله، وأثارت جدل العالم كله أيضًا بما فيه من الرؤساء والحكام ورجال السياسة فأدلى كل منهم بدلوه وعبر عن رؤيته للموقف بمنظوره الخاص، وتنبؤه وقراءته لمستقبل الوطن وفقًا لذلك.
وقد أصبحت بعض المقولات الشهيرة خالدة بخلود الثورة، وكلما سمعناها تذكرنا تفاصيل التغيير ومشاهد التمرد وارتباك السلطات ودهشة العالم كله بفضل الثورة التي حققت كل أهدافها وأتت ثمارها في وقت قياسي.
أشهر مقولات عن ثورة 25 يناير
ولعل من أهم وأشهر التصريحات وأقوى ما قيل عن ثورة 25 يناير ومسارها وانبهار العالم بها ما يلي:
- “لم أكن أنوي الترشح لفترة رئاسية جديدة” جاء هذا التصريح على لسان الرئيس السابق محمد حسني مبارك، بعد أن بدأ يستوعب خطورة الموقف وبدأ يقرأ نوايا المتظاهرين ويلمس فيهم الجدية والإصرار على الاستمرار في العصيان والثورة حتى يدرك كافة مطالبه، ولا غرو فقد كان من بين الأسباب التي أثارت غضب الشعوب ما تردد عن نية توريث حكم مصر من الريئس محمد حسني مبارك إلى ابنه جمال مبارك، مما جعل الشعب يستشيط غضبًا لتصوره قبح المشهد الذي ينتظر مصر في ظل هذا النظام العقيم، مما دفعه إلى نفي هذا الاعتقاد، متصورًا أنه بذلك يهدئ ثورة الشعب ويسيطر على غضبه.
- “الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية” كان هذا الرأي قد انطلق من رجل المخابرات اللواء عمر سليمان، الذي ندد بالثورة في البداية ويبدو أنه لم يكن قادرًا على تصور ما سيحدث أو التنبؤ بتطور الثورة.
- “عيش، حرية، عدالة اجتماعية” كان من بين شعارت ثورة الخامس والعشرين من يناير ومطالباتها ونداءاتها التي علت في سماء مصر.
- “لا جديد في مصر، فقد صنع المصريون التاريخ كاالعادة” وكانت تلك هي شهادة رئيس وزراء إيطاليا، الذي رأى نجاح الثورة وانتصار إرادة الشعب، الذي اعتاد أن يصتع التاريخ ويعيد صياغته.
- “إن ثورة المصريين يجب أن تدرس في المدارس” وكانت هذه الجملة قد صرح بها رئيس وزراء بريطانيا الذي ربما نجح في رؤية الوجه المشرق للثورة والإرادة الحرة والتجرد من المطامع والأهواء الذي كان الملح الأساسي لها، ووحدة المطالب ووحدة الهدف، والتي اجتمع تحت مظلتها عدد كبير من طوائف الشعب المصري متخلين عن اتجاهاتهم السياسية وهوياتهم الفكرية ومنتمين إلى تصنيف واحد وهو “المصريون” الباحثون عن حقوقهم والساعون إلى بناء أوطانهم، فقد استطاعت ثورة الخامس والعشرون من يناير بالفعل صناعة تاريخ مصر من جديد وتغيير ملامح المستقبل.
وأخيرًا يجدر بنا القول أن “الثورات تصنع التاريخ، والمصالح الشخصية تمحوه“، وهذا في رأينا الدرس الأهم على الإطلاق الذي خلفته ثورة يناير، لينتبه له العالم حين يفكر في الثورة والتمرد، وأن وحدة الهدف ووحدة الاتجاه هي ما تقود إلى النجاح وتحقق المراد.