في بداية الخمسينات الميلادية من القرن الماضي وزعت الدولة السوفيتية شقق مجمع سكني من المجمعات العمومية التي تبنيها وتوزعها على المواطنين الروس المباني كانت متقشفة ومبنية بطريقة رديئة ومعقولة في الوقت نفسه في اليوم الأول من توزيع الشقق على السكان خرج ساكن وهو مهندس معماري بمعية مجموعة كبيرة من السكان ليخبروا مسؤول المباني أن بعض الغرف تأخذ شكل المعين بدلا من الشكل المربع أو المستطيل، وأن أبعاد الغرفة بذلك تأخذ شكلا خطيرا لو وضعنا في الاعتبار المسافة بين الأعمدة.
في اليوم التالي لم يشاهد المهندس المعماري في كل موسكو وعُلقت لوحة تقول «الغرف المعينة أكثر روعة وفرادة من الغرف المربعة».
وفي نهاية الخمسينات وفي حكم الرئيس خروتشوف صدر قرار بهدم المجمع لأن الغرف المعينة مخلة بالأنظمة الهندسية وتشكل تهديدا لحياة الناس فقط ليتم تمرير شارع رئيسي عبر المجمع.
تذكرت هذه الحكاية بعد صلاة العصر يوم السبت الماضي أمام المركز الانتخابي المغلق في الحي الذي أسكن فيه بعد ساعة جاء رئيس المركز أو مدير المدرسة، وبعد ساعة ثانية انتهى قيدي «بالبركة» من أوائل الناخبين الانتخابات البلدية هي الغرفة المعينة التي يعرف الجميع أين يقع الخلل الواضح بها والجميع مقتنع بعدم جديتها بسبب هذا الخلل ولكن اللوحة التي يجدها المواطن معلقة على كل الكباري والصحف اليومية «شارك في صنع القرار» تفيد بغير ذلك لغة الأرقام لا تكذب وتبين ذلك في الأعداد الأولية للمقيدين لغة الناس لا تتحيز ولا تطبل، اتركوا الأخبار وتابعوا تعليقات القراء والناس في المجالس وصالات الانتظار بالمرافق الحكومية وحتى تصاريح بعض المسؤولين خلال الأسابيع الماضية عن الانتخابات البلدية.
ثمة رأي بأن وجود الانتخابات بحد ذاته قيمة كبيرة أيا كانت النتيجة ولكنني مقتنع أننا جيل لا نقنع بنصف حل أو طموح أقل مما ينبغي حين أنتخب عضو بلدي فإنني أتوقع أن أجد لصوتي من يخدمني وأعيش في مكان أفضل.
بقلم: سعيد الوهابي
واقرأ هنا: هل هذه حديقة للزهور أم خرابة؟
وكذلك: سيف في وجه الصحافة.. مقال قوي