كان ولا يزال للعقل مكانة في التشريع الإسلامي تمثل دورا جوهريا لا يمكن إغفاله أو طمس معالمه، وربما ما يفرق كثيرا عن الأديان أو حتى المذاهب المتفرقة هو مدى إعمال العقل ضمن إطاره الصحيح وسقفه المنضبط، ويبقى الأمر متعلقا بقدرة الإنسان على اكتشاف ما لديه من مهارة وقدرة وتوجيهها نحو المزيد من الإيجابية والتأثير.
ومن نافلة القول أن يتم التأكيد على أهمية استثمار العقل الإنساني وعدم وضع الحواجز والجُدر أمامه تحت أي ذريعة كانت سوى منافاة التشريع أو التعرض للخطوط الدينية الحمراء.
ومن المهم جدا أن يبدأ من انتهى استثماره لعقله في توجيه من تحته، والحديث هنا للدعاة والمربين وحتى المعلمين والمعلمات الذين تناط بهم مهمة تخريج أجيال هي أشبه في كثير من الأوقات ببغاوات لا تعي وتفقه ما تقول أو تحفظ، وكان بالإمكان أن يكونوا أكثر فاعلية لو تم استثمار عقولهم من قبل من يوجههم أو يقبلوا منه.
وأستطيع القول إن أعظم ما يخلفه الفرد هو مساهمته في تكوين جيل يحفظ أثره في الأرض ويُبقي ذكره في النفوس، ويرفع ذكره في السماء، وكل ما يُطلب منه هو أن يستثمر في الإنسان حتى ولو كانت معاييره مادية، المهم أن يساهم بشكل أو بآخر في تقديم جيل يعقل ويفقه وهو ما حث عليه الدين وجاءت بتجميله الشريعة، ويبقى الدور منوطا بمن يؤمن بأهمية العقل ودوره الأساسي في حياة تفرق كثيرا عن حياة عوالم أخرى لم يهبها الله نعمة العقل فمن يعقل!
المقال بقلم: محمد السهيمي
وندعوك هنا لتقرأ: خاطرة جميلة ومعبرة.. رنين!