الصحاري هي المناطق التي تندر بها الأمطار، وغالبًا ما يصف الناس الصحراء على أنها مناطق ساخنة وجافة وفارغة، لكن هذا الوصف لا يروي القصة كاملة، فعلى الرغم من أن بعض الصحاري شديدة الحرارة، حيث تصل درجات الحرارة أثناء النهار إلى ٥٤ درجة مئوية (١٣٠ درجة فهرنهايت)، إلا أن الصحاري الأخرى تتميز بالبرودة الشديدة والقارسة حيث تكون باردة على مدار العام، كما أن معظم الصحاري، بعيدًا عن كونها فارغة ولا حياة فيها، تعتبر موطنًا لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الأخرى.
لا تصلح الصحراء لزراعة معظم النباتات، وذلك بسبب التربة وندرة المياه والجو القاسي، لكن مع الزيادة السكانية الحالية، وزيادة الطلب على المواد الغذائية، فكر الكثير في غزو الصحراء من أجل استصلاحها، وتحويلها إلى مناطق سكنية وزراعية، ولكن هذا الأمر يتطلب إنشاء خطط واتخاذ تدابير حاسمة، وعلى الرغم من أن هذا الأمر صعب جدًا، لكنه ليس مستحيل.
العيش في الصحراء بوضعيتها التي هي عليها بدون أي تغييرات أمر مستحيل، لذا لابد من توجه الحكومة نحو الصحراء وتشجيع الناس على العيش فيها بعدة طرق، لعل أهمها ما يلي:
توفير الزراعة
لابد من التوجه نحو زراعة بعض المحاصيل في الصحراء كي ينجذب الناس إليها، لكن تندر المياه في المناطق الصحراوية، لذا فكر العلماء في أن مياه البحر يمكن أن تكون الحل لإحياء الصحاري في العالم، هذا الأمر مثير للدهشة لكن بعض المشاريع التجريبية الرائعة التي يتم إجراؤها حاليًا تظهر بالفعل علامات على أن هذه المياه رغم ملوحتها فهي مجدية تمامًا، حيث يتم تحلية هذه المياه المالحة عن طريق عملية التبخر بفضل ارتفاع درجة الحرارة في المناطق الصحراوية، وبهذا يتم حل مشكلة نقص الماء اللازم للزراعة.
توفير كافة الخدمات
من الضروري أيضًا توفير كافة الخدمات مثل المدارس والأسواق والمصانع والشركات والوحدات السكنية والمستشفيات والمصالح الحكومية وغيرها، حيث أن نقص أي من هذه الخدمات يؤدي إلى رجوع العائلات إلي مدنهم القديمة.
استصلاح الصحراء في مصر
كان استصلاح الأراضي الصحراوية في مصر، والتي تغطي حوالي ٩٦ بالمائة من أراضي الدولة، هدفًا حكوميًا رئيسيًا لأكثر من ٥٠ عامًا، وقد قال الرؤساء المتعاقبون إن الاستصلاح مكون رئيسي في مواجهة ليس فقط الازدحام في المناطق الحضرية – حيث ينمو السكان بمقدار ١.٥ مليون سنويًا – ولكن أيضًا لمواجهة ارتفاع معدل البطالة، حيث أن معدل البطالة بمصر مرتفع جدًا، كما يعيش حاليًا ٩٨ بالمائة من سكان مصر في وادي نهر النيل المكتظ بالسكان أو على طول البحر الأبيض المتوسط، ومن المرجح أن تسوء ظروف المعيشة المكتظة بالفعل خلال الأعوام القادمة إذا ظل السكان متكدسين في عنق الزجاجة، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان مصر بحلول عام ٢٠٥٠ (القاهرة هي واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية على وجه الأرض).
لكن في العقود الخمسة الماضية، يقدر خبراء التنمية أن ما يصل إلى مليوني شخص انتقلوا إلى الأراضي المستصلحة في صحراء سيناء والصحراء الكبرى، ويقول هؤلاء الخبراء إن هذه الأراضي الصحراوية تشكل الآن ما يقرب من ٢٥ في المائة من مساحة ٨ مليون فدان في مصر.
وبموجب خطط الحكومة بشأن استصلاح الصحراء، تقدم الحكومة الأرض للفلاحين والمستثمرين من الشركات الصغيرة وحتى خريجي الجامعات الذين لا يمكنهم العثور على وظيفة بأجر لائق في المدن، وعلى الحكومة استمرار وتكثيف جهودها من أجل استصلاح مساحات أكبر من الصحراء.
المراجع: Sfgate , Oldmooresalmanac , Researchgate