جميعنا لدينا أحلام وأماني نريد أن نحققها، والنجاح دائماً غايتنا، ولكي نصل إلى النجاح بالسعي وقوة الارادة علينا أن نتذكر جيداً أن النجاح في حد ذاته مجرد فكرة يرعاها الطموح وتنشأ في جو من السعي ملئ بالإرادة، ولكي نصل إلى سماء النجاح لابد وأن نستظل بالطموح؛ لأنه من أهم أسرار النجاح، ويمكننا القول بأن أصحاب العقول العظيمة لابد وأن يكون لديهم أهداف وغايات يريدون تحقيقها، وهذا ما يسمى باسم الطموح.
أما عن باقي الأشخاص الذين يكتفون بالأحلام تحت ستار القناعة هؤلاء هم فقط مشجعين ومصفقين للذين عبروا بسفينة طموحهم حتى وصلوا إلى برّ النجاح، ومن هنا لابد وأن نفرق جيداً بين الطموح والقناعة، ولهذا فسنقوم بشرح مبسط لحالتين من الناس أحدهما يملك الإرادة والطموح والآخر يكتفى بالقناعة التي هي في باطنها حداً من حدود الطموح.
المثال لصديقين تخرجا من الجامعة في نفس العام الأول الذي يملك القناعة اختار أن يكون موظفاً والتحق بالوظيفة التي تكاد تكون جزءاً من أحلام بعض الشباب، ولم يكن في مخيلته أي تطوير لذاته، فأصبح مثل ترس داخل ماكينة واعتاد على الاستيقاظ في ميعاد العمل والجلوس على المكتب أثناء العمل دون أي مقترحات تطويرية، أما الآخر الذي يملك الطموح فظل يعمل ويحاول أن يجتهد ويطور من نفسه لاكتساب خبرات تكون له الزاد في مشوار بناء الذات، وظل ينتقل من وظيفة إلي أخرى حتى اتهم بالفشل ممن حوله، ولكن صوت الطموح الذي كان بداخله كان أقوى وأعلى من أي صوت أخر، فعمل على نفسه أكثر فأكثر حتى عاد الي الجامعة، وأكمل دراسته التكميلية، وأنهى الماجستير والدكتوراه، ورفض العمل بالجامعة حتى عين مديراً لكبري الشركات وتأتي المفاجأة حين يصطدم الطموح بالقناعة عندما يرى زميله مديراً للشركة التي هو يعمل بها موظفاً دون أية طموحات.
اقرأ أيضًا: أهمية العزم والأمل في رسم مستقبل مشرق
أهمية الطموح
ولهذا من أهمية الطموح في حياة الإنسان أهمية بالغة لا غنى عنها لأن الطموح يتبعه نجاح إذا تم التخطيط الجيد له مما يجعل لنا مستقبل مشرق، ولكن الطموح دائما يحتاج إلى صبر كي يتم تحقيقه بنجاح لأن الفضول أحيانا يقودونا الي التسرع في اتخاذ القرارات المصيرية التي من شأنها أن تجعلنا نضل الطريق، ولهذا سنذكر بعض النصائح التي تجعلنا نصل إلى حياة أفضل بإذن الله تعالى وهي:
- وضع أهداف ثابتة والسعي للوصول لها بكل الخطوات المشروعة والمدروسة، وهذا يتم من خلال التخطيط الجيد واستخدام كل الوسائل المتاحة لتيسير الوصول للأهداف المرجوّة.
- الاجتهاد في العمل من الخطوات الهامه التي تجعلنا على مقربة من تحقيق أهدافنا وطموحاتنا، حتى وإن كان هذا العمل غير محبب لدينا في الوقت الحالي فيجب أن نتخذه وسيلة لنصل من خلاله الي الأعمال التي نحب القيام بها.
- العمل على أنفسنا بشكل محكم وذلك من خلال دراسة لنقاط القوة والضعف لدينا والعمل على نقاط قوتنا وتنمية مهاراتنا للوصول السريع لتحقيق طموحاتنا.
- التعلم من تجاربنا وتجارب الآخرين لتجنب الوقوع في أخطاء، ووضع خطط قصيرة المدى بناء على القدرات الذاتية، والأهداف التي نسعي للوصول إليها.
- الإيمان بعدم وجود مستحيل، وأن بقدرة الله عزّ وجل يستطيع أي شخص تحقيق كل ما يريد، حتى وإن كانت إرادة الشخص الأن في نظره شيئا مستحيل بعون الله وبالجد والاجتهاد نستطيع تحطيم الصعاب والوصول للمستحيل.
- لكي تصل إلى النجاح في حياتك ارفع سقف طموحاتك إلي أكثر مما تستطيع، واخفض سقف توقعاتك إلي أكثر مما تستطيع؛ لأنك عندما لا تتوقع شيئاً ممن حولك سترى كل من حولك بشكل وصوره أجمل لأن جميع خيبات الأمل تأتي بسبب ارتفاع سقف التوقعات.
كيف تصبح إنساناً طموحا
- أولاً: يجب أن تثق بقدرة الله عز وجل، وأنه القادر على تحقيق كل أحلامك وأمانيك ويجب عليك معرفة أن سعيك لتحقيق حلمك هو من الأمور التي حثنا عليها ديننا الكريم حيث يقول “الحق تعالى” في سورة المطففين: “وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ”.
- ثانيا: لابد أن تجمع جميع الحكم التي مرت عليك طوال حياتك لتعطي نفسك بها درساً يحتذى به وتتعلم من أخطاء الماضي وتصل لأهدافك بسهوله.
- ثالثاً: يجب أن تتعرف على أنواع الطموح، حيث تتعدد أنواع الطموح حسب طريقة السعي إليه وتحقيقه، وفيما يلي سنقوم بذكر أنواع الطموح:
- الطموح الفردي: وهذا النوع من الطموح يخص شخصاً واحد يرغب في تحقيق أهدافه العلمية منها والمهنية.
- الطموح الاجتماعي: وهذا النوع من أنواع الطموح يشمل فئات كبيرة من البشر، وليس شخصاً واحدا، ويمكننا القول بأنه أيضاً يختص بالشعوب والدول في طموحاتها لحياة أفضل.
- الطموح الذاتي: وهذا النوع من الطموح يناقش قدرات الفرد أو الشعوب والدول على إمكانية تحقيقه بمعنى أنه يعتبر دراسة وافيه لقدراتك الذاتية ومدي تحملك للعوائق التي تمنعك من الوصول لأهدافك.
توجد مظاهر عديدة للطموح، وهي الانعكاس الطبيعي الذي يحدث للفرد أو الجماعة بعد تحقيق الطموح والوصول للأهداف المرجوة وهي تشمل الاتي:
- المظهر الخارجي للطموح: وهو عبارة عن انعكاس طبيعي لمدى الفرح والسرور الذي يظهر على شكل الإنسان بعد تحقيقه للطموح.
- المظهر الداخلي للطموح: أو ما يسمى بالمظهر الوجداني: وهو حالة من الإدراك التام للمسئوليات والخطوات التي يجب اتباعها بعد تحقيق الطموح.
أخيراً وليس أخراً نختم حديثنا بمقولة لأحد رموز الطموح وهو الدكتور إبراهيم الفقي، يقول “احذر أن تكون أهدافك مجرد أمنيات، أو رغبات، فتلك بضاعة الفقراء”