لا شك أننا جميعًا نحتاج إلى الشعور بالأمن والأمان في أوطاننا، ولا شك أن هذا الشعور بالأمن هو المسوغ الأساسي لاستقرار الفرد وبالتالي قدرته على بناء مجتمعه وتطويره، فليس هناك ثمة بناء أو تطور بدون استقرار وكذلك لا استقرار بدون أمن. وهذا هو الدور الذي يقوم به رجال الشرطة فهم جزء من أبناء الشعب مهمتهم أن يحافظوا على النظام والاستقرار والأمان في ربوع البلاد والحد من الجرائم التي تهدد أبناء الوطن، والسيطرة على المخربين الذين يعملون على نشر الذعر في النفوس، وكذلك عليهم حماية أفراد هذا الوطن وممتلكاتهم، فهم الأمن والأمان بالنسبة للمجتمع وأفراده، وهم منصفو الضعفاء والمظلومين.
تضحية رجال الشرطة
رجال الشرطة هم عين الوطن الساهرة والذين هم على استعداد للتضحية دائمًا في سبيل إرساء الأمن وفي سبيل عدم ترويع الآمنين من قبل الخارجين على القانون. وهم المسؤولون عن تطهير المجتمع من العناصر الفاسدة الموجودة به، وبالتالي لا يمكن الاستغناء عن دور رجال الشرطة في حياتنا. فهم يعملون على تطهير المجتمع من الفساد وحماية الآداب ومحاربة الفساد الأخلاقي. وتقوم بإرساء الأمن في الشوارع عن طريق دوريات المرور المنتشرة في الشوارع وذلك لتعزيز شعور المواطن بالطمأنينة والأمان.
ويقوم رجال الشرطة بتوقيف كل من يشتبهون في شخصه أو يشتبهون في ارتكابه جريمة ممن تظهر عليهم علامات الإجرام أو تتسم تصرفاته بعدم الاتزان والمعقولية مما يعطي إنذارًا للجميع بعدم الانسياق وراء ما قد يضر المجتمع. كما يقوم رجال الشرطة بمهمات عديدة في إنقاذ المواطنين من المواقف والأحداث المختلفة سواء الإجرامية أو غيرها.
إذن رجال الشرطة هم أمن وأمان الوطن والمواطنين، وهم الحماة والعين الساهرة على راحة المواطنين. ولو أن الشرطة لم يكن لها وجود في عصرنا الحديث لساد الظلم وانتشر الفساد وعمت الفوضى وما قامت للمجتمعات نهضة أبدًا. وذلك بلا شك يتطلب من رجال الشرطة أن يقوموا بواجبهم الوطني بأمانة وبضمير متقد ويقظ يحمي الوطن من الفساد.
ذلك الضمير اليقظ يجعلهم لا يقبلون بالجريمة أبدًا ولا يتساهون عنها أو يتساهلون معها، ولا يميزون بين المواطنين سواء لمال أو جاه أو سلطان.
هذا الضمير اليقظ يمنعهم من تقبل الفساد والرشوة لأنه ما إن دخل الفساد في جهاز الشرطة ورجالها فتعم الفوضى أرجاء الوطن.
رجال الشرطة وحقوق المواطنين
على رجال الشرطة أن يحافطوا على حقوق وحريات المواطنين وأن يكفلوها ولا يعتدوا عليها أو يسمحوا للغير بالاعتداء عليها أو أن يسمحوا بانتهاك حقوق الناس فإن الهدف من وجودهم هو حماية الحقوق وليس هضم الحقوق أو تسهيل هضمها. ويقوّم رجال الشرطة أي مظهر للإخلال بالنظم والمبادئ والقوانين، ويقفون في وجه إشعال الفتن أو التحريض من قبل البعض.
كما أن جهاز الشرطة هو جهاز تنفيذي يقوم فيه رجال الشرطة بتنفيذ وتطبيق القوانين المشرعة في الدولة، وهم بذلك يعملون على إرساء قواعد الشرعية وحفظ حقوق الأفراد وفق هذه القوانين، ومواجهة كل من يخالف هذه القوانين والتشريعات.
كما يقوم رجال الشرطة بالحفاظ على الآداب العامة عن طريق رصد جميع المخالفات الأخلاقية بجميع أشكالها والتصرف حيالها بما يمليه القانون، أو العمل على الحد منها ومنع حدوثها منذ البداية.
أما عن المواطن فعليه أن يشعر بمسؤوليته تجاه إرساء الأمن واستقرار وطنه، فعلينا أن نسهم بمجهوداتنا في دعم الجهود المبذولة من قبل رجال الشرطة والوقوف بجانبهم لبناء الأمة والمجتمع. وأن نتحد جميعًا في سبيل حماية الوطن والتصدي للمخربين الفاسدين العابثين باستقرار أفراده، فليس رجال الشرطة فحسب هم من عليهم أن يقوموا بهذا وإنما علينا نحن أيضًا أن نشعر بأهمية هذا الدور وأن نساهم في مساعدتهم في إرساء الأمن والأمان.
واقرأ هنا أيضًا
ودورنا كمواطنين في مساعدة رجال الشرطة لا يتمثل بالضرورة في أن نقوم بدورهم في القبض على المجرمين أو الفاسدين وإنما يمكن ذلك بطرائق عدة.
فمثلًا علينا أن نتصف بالإيجابية في حالة رؤية أو ملاحظة جريمة وقعت أو على وشك الحدوث وأن نقوم بإبلاغ رجال الشرطة وعدم التغافل عن هذا مما يساعد رجال الشرطة في القيام بدورهم والقيام بالهدف المرجو من وجودهم.
كما يجب ألا نبخل بأية معلومات قد تفيد رجال الشرطة في أمر أو حادث أو قضية ما فهذا بمثابة مشاركة لهم في دورهم الفعال في الحفاظ على الأمن.
ومن هنا فإن رجال الشرطة يجب أن يظهروا الصورة المثلى للشرف و الأخلاق، واعتماد القيم والمبادئ والعمل على تنمية الضمير الحي اليقظ لمواجهة الفساد ومقاومة الانتهاكات والفوضى، وعلينا نحن المواطنين أن نثق بجهاز الشرطة في بلدنا وأن نعمل على دعمهم لتقديم أفضل ما يُنتظر منهم على النحو الأمثل.
ولقد تم تخصيص يوم للاحتفال بالشرطة تقديرًا لجهودهم وتفانيهم في عملهم واستعدادهم للتضحية من أجل أبناء الوطن وهو عيد الشرطة والذي له ذكريات كبيرة في التعبير عن دور رجال الشرطة في مقاومة المستعمر والمغتصب ووقوفهم في وجهه بكل قوة. وهو يوم نعترف فيه بفضل الأجهزة الشرطية ورجال الشرطة في إرساء قواعد الأمن والأمان وفي شعورنا بالاستقرار والطمأنينة. وعلينا جميعًا أن نختفل به مع رجال الشرطة وأن نعبر لهم عن مدى امتناننا لدورهم الفعال والكبير في بث الطمأنينة في نفوسنا.