إن المناطق الصحراوية هي عبارة عن بيئة جافة شديدة الجفاف، ونادرا ما تتساقط عليها بعض الأمطار وتكون قليلة جدا، وتصنف الصحاري إلى صحاري ساخنة وأخرى باردة، وذلك بحسب موقعها من خط الإستواء، حيث نحد أن أغلب الصحاري الساخنة تقع على مقربة من خط الإستواء، فماذا عن سكان البيئة الصحراوية؟ وما هو نمط معيشتهم؟
كيف يتأقلم السكان على المعيشة في تلك الظروف القاحلة؟
- أحد أبرز الأمثلة على من يعيشون في البيئة الصحراوية هي قبائل البدو، حيث يعيشون في المناطق الصحراوية في الشرق الأوسط، وقد تأقلموا وتكيفت أساليب حياتهم التقليدية مع تلك الظروف القاحلة.
- وفي نمط حياة القبائل البدوية عادة لا يستقر البدو في مكان واحد لفترة زمنية طويلة، ولكن بدلا من استقرارهم يتقدمون ويتحركون كثيرا لتفادي استنفاد الموارد المتاحة لديهم.
- ويمتلك سكان البيئة الصحراوية قطعان من الحيوانات والتي تتكيف بطبيعتها على المعيشة في ظروف الصحراء الجافة، مثل الإبل.
- ويبني البدو خيامهم بحيث يسمح للهواء بأن يدور داخلها، فيحافظ على برودتها لعدم الإحساس بالحرارة، ويقومون باستخدام شعر الحيوانات لعزل الخيام، حفاظا على برودتها في النهار، ولجعلها دافئة أكثر في الليل.
التكيفات الحديثة والمتطورة مع ظروف الصحاري الجافة
مع توافر المال وتطور التكنولوجيا، أصبح بالإمكان تطوير مناطق الصحراء لتلبية ومعاصرة الأنماط الحديثة للحياة، فعلى سبيل المثال تعتبر لاس فيغاس بصحراء موهافي، أحد أسرع المدن نموًا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعتبر مدينة لاس فيغاس خضراء وخصبة إذا ما قورنت بالصحاري المحيطة بها.
وسبب ذلك أن تسعين بالمائة من احتياجات لاس فيغاس من المياه، تحصل عليها من نهر كولورادو، كما وتحصل على نسبة الـ ١٠ بالمائة المتبقية لها من المياه الجوفية، فنجد أن الطلب على المياه بها غير دائم.
وقد بدأت المدينة بالتخطيط لتحد من الطلب على المياه كالآتي:
- ذلك أنها قد وضعت قيودا على المنازل الجديدة بخصوص نوع المروج التي يمكن أن تحصل عليها وكميتها.
- كما تقوم السلطة كذلك بإجراء إعادة تدوير للمياه كلما أمكنها ذلك.
اقتراح للتقليل من آثار تغير المناخ في البيئة الصحراوية
بأن يتم تركيب مزارع للرياح والطاقة الشمسية فوق نطاق واسع من الصحراء، وبذلك ستمدها المزارع بالطاقة النظيفة، وتقلل من حجم الغازات الدافئة التي تدخل إلى الغلاف الجوي، كما تزيد من فرص تساقط الأمطار في المناطق المجاورة لها.
وأكدت الدراسات أن مزارع الطاقة الشمسية الصحراوية تنتج نطاق واسع جدا من الطاقة الكهربائية ما يقدر بحوالي ٧٩ تيرا واط، وهو أكبر من الطاقة الكهربائية التي استهلكت في عام ٢٠١٧م، وبذلك يمكن استغلال الطاقة الإضافية الزائدة في المشروعات الكبيرة، مثل تحلية المياه، وزيادة الزراعة.
عدد سكان البيئة الصحراوية وبغض مظاهر التكيف
يقدر عدد الأشخاص الذين يعيشون في الصحراء بحوالي مليار شخص، ويعتمد الكثير منهم على عادات في معيشتهم يرجع تاريخها لقرون قد مضت، وذلك بغرض جعل حياتهم أكثر ملائمة قدر الإمكان.
وقد سعت الحضارات في كافة أنحاء الشرق الأوسط، ودول المغرب العربي إلى تكييف نوعية ملابسهم مع ظروف الصحاري الحارة والجافة والصحراء العربية.
ومعظم ملابسهم تستخدم لأوقات عدة، وأغلبها يصنع من مستطيلات من الأقمشة، وتكون كاملة الطول، وأكمامها طويلة، ويغلب عليها اللون الأبيض، بحيث تغطي الجسم كاملا ما عدا اليدين والرأس، والغرض منها هو حجب الحرارة والرياح والرمال والبرودة أيضا.
وقام سكان الصحاري بتعديلات في ملاجئهم لتناسب مناخ الصحراء، مثل بناء مجمعات سكنية ضخمة في الأجراف الصخرية، وأحيانا تصل إلى عشرات الأمتار من الأرض، يجدران سميكة ترابية لتوفر العزل، وبرغم اختلاف درجات الحرارة خارجيا بين النهار والليل، فلا تتغير درجات الحرارة داخل تلك الملاجئ، وتسمح النوافذ العالية الصغيرة بدخول بعض الضوء مع منع الرمال والغبار.
المراجع: Bbc , Livescience , Nationalgeographic