إن أقسى ما تعانيه الشعوب هو الاستعمار والاستبداد والظلم، لذلك لا تجد تلك الشعوب شيء تعبر به عن رفضها لهذا الظلم والطغيان مثل الثورات لتعلن فيها إرادتها وتقاوم لتحصل على حقها، الشعب المصري قام بالعديد من الثورات التي سطرها التاريخ ومن أبرز تلك الثورات ثورة القاهرة الأولى، وفي هذا التقرير نقدم الأسباب والأحداث والنتائج لها.
ثورة القاهرة الأولى
هي ثورة قام بها الشعب المصري ضد الحملة الفرنسية التي احتلت مصر في ٢٠ من أكتوبر سنة ١٧٩٨م، حيث وعد نابليون بونابرت عند مجيئه لمصر بالكثير من الوعود التي لم يفي بها وفرض الضرائب وعامل المصريين شر معاملة فاندلعت ثورة القاهرة الأولى بقيادة شيوخ الأزهر.
أسباب قيام ثورة القاهرة الأولى
قامت الحملة الفرنسية بالكثير من الأعمال التي رفضها المصريون لما فيها من تعدٍ وظلم وجور لا تختلف عن الحملة الصليبية في شيء! ومن هذه الأفعال التي قاموا بها:
- فرض الضرائب الباهظة على الشعب المصري وخاصةً على طبقة التجار.
- إعدام الفرنسيون لمحمد كريم والعديد من الشخصيات المصرية البارزة التي تعارض الاحتلال الفرنسي.
- هدم البيوت وأبواب الحارات والجوامع دون الاكتراث لمشاعر المصريين أو تعويضهم زعماً أن ذلك في سبيل تحصينها.
- قيام الجنود الفرنسيون بتفتيش البيوت والدكاكين بحثاً عن الأموال وأخذها وأخذ كل شيء ثمين يقع في أيديهم ونهبه.
- هزيمة الفرنسيين أما الأسطول الإنجليزي في أبي قير مما شجع المصريون على مقاومتهم.
- وصول أخبار للمصريين تفيد بأن العثمانيين سوف يقوموا بإرسال جيش لتحرير مصر من أيدي الحملة الفرنسية.
أحداث ثورة القاهرة الأولى
قام المصريين بتنظيم نفسهم بقيادة الأزهر وشيوخه ومهاجمة جنود الحملة الفرنسية بكل ما يملكون من سلاح أو حراب أو عصا، كما قاموا بقتل حاكم القاهرة ديبوى الذي قامت بتعيينه الحملة الفرنسية، كما تحصن المصريون بأسوار الحارات وقاموا بنصب المتاريس على المداخل والاختباء في الأزقة، ولكنهم أغفلوا جانب الأماكن المرتفعة في القاهرة، فاستغل نابليون بونابرت الفرصة وقام بالاستيلاء على الأماكن المرتفعة ونصب المدافع فوق المآذن الخاصة بجامع السلطان حسن، قم نصبها على القلعة ثم قام بفتح هذه المدافع على المصريين وعلى الجامع الأزهر وعلى بيوتهم وحوانيتهم (الدكاكين)، وأسواقهم.
لم يكتفي الفرنسيون بذلك بل قاموا بدخولهم الجامع الأزهر بالخيل وقاموا بربطها في صحن الجامع وقاموا بتكسير كل شيء وسرقوا كل ما استطاعوا أخذه وقاموا بتحطيم مكتبة الجامع الأزهر مما حرك الشعور الديني لدى المصريين وزيادة كرههم لهم، استمرت الأحداث حتى المساء المصريون بأسلحتهم الضعيفة ولكنهم قتلوا الكثيرين من جنود الاحتلال بما يقدر ب٢٠ جندي فقط، ونابليون بونابرت بمدافعه وأسلحته وسقوط المئات من المصريين بما يقدر بحوالي ٢٥٠٠ شخص، مما دفع المشايخ من أعضاء الديون الذي شكله نابليون بونابرت للذهاب إلى الفرنسيين ومطالبتهم بوقف هذا العنف والكف عن الضرب بالمدافع، وافق نابليون بونابرت على وقف المدافع ولكن جنوده كانوا في الجامع الأزهر مذهب الشيخ محمد الجوهري إليه وطلب منه أن يتركوا الجامع الأزهر ففعل ذلك.
نتائج ثورة القاهرة الأولى
حنق نابليون بونابرت على المصريين مما دفعه باتخاذ الكثير من القرارات لإرهاب المصريين وجعلهم لا يفكرون في المقاومة مرة أخرى، إلى جانب النتائج التي حدثت وهي:
- الحكم بالإعدام على ١٣ من مشايخ الأزهر.
- تفتيش وإعدام كل من وجدوا معه السلاح ونفذ حكم الإعدام على أكثر من ٨٠ شخصاً، وقد وجد مرسوم من نابليون بونابرت لرينيه يقول له فيه: كل ليلة نقطع نحو ثلاثين رأساً أكثرها لزعماء الثورة، وفي اعتقادي أن هذا سيعلمهم درساً نافعاً.
- فرض الغرامات المالية على التجار والعلماء.
- تم إلغاء ديوان القاهرة.
- إنشاء ديوان جديد يضم كل طوائف المصريين وغير المصريين.