سئل الشاعر والمفكر الفرنسي فولتير عمن سيقود الجنس البشري، فأجاب بأنهم أولئك الذين يعرفون كيف يقرؤون. معروف أن الدورة الحضارية حاليا هي لصالح الغرب والشرق الصناعي، والحضارة هي مجموعة روافد ومن أهمها المعرفة، والسبيل إلى المعرفة هي القراءة.
ومن أوجه اهتمام الأمريكيين مثلا بالقراءة نشأت جمعية في أمريكا تسمى «اترك كتابا في مقهى» وهي تدعو كل من فرغ من قراءة كتاب له ويرغب في التبرع به أن يتركه في مكان عام كمقهى أو مطعم وغيره، ويكتب عليه عبارة «يمكنك أخذ هذا الكتاب وقراءته بشرط تركه في مكان عام مرة أخرى» ومعروف بالطبع هدف هذه الجمعية وهي المزيد من التشجيع على القراءة.
انضم إلى هذه الجمعية مليونا شخص وقد تركوا سبعة ملايين كتاب في الأمكنة العامة والمقاهي ونشروها للجمهور لقراءتها. يحتفل العالم بأوساطه الثقافية والفكرية هذا اليوم من كل عام باليوم العالمي للقراءة. ورغم طغيان ثقافة الصورة والصورة المتحركة عبر ثورة الاتصالات الحالية وتعدد وسائط تلقي المعلومة والأفكار والثقافة، إلا أن الكتاب يظل سيد المعرفة بما للكلمة المطبوعة من ميزة حفز التفكير وشحذ الخيال. بل إن القارئين يعشقون ملمس الورق ورائحة الكتاب.
يذكر الباحث الدكتور طارق السويدان بعض الإحصائيات المهمة في مجال القراءة فيقول إن كل أمريكي يقرأ ما يقرؤه مئتان وعشرون فردا عربيا، وذكر أن مشروع «كتاب في جريدة» والذي تشرف عليه اليونسكو وتنشره كبرى الصحف العربية قد نشر ووزع ربع مليار كتاب في أنحاء الوطن العربي، وهي كتب لكبار العلماء والأدباء والمفكرين العرب قديما وحديثا. بالطبع هذا يبعث الأمل بنهضة علمية ومعرفية عربية.
وما التزاحم الشديد في معارض الكتب ومنها معرض الرياض الدولي وتهافت الناس على اقتناء الكتاب إلا دليل واضح على هذه الوثبة. كما أن إقدام بعض المقاهي في المملكة على وضع مكتبات لرواد تلك المقاهي حركة حضارية تستحق الإعجاب والاحترام.
بقلم: عمر الرشيد
- واقرأ هنا: بحث عن أهمية القراءة
- وكذلك؛ لدينا: ما هي أهمية الكتابة
- وختامًا؛ مع: كيف نُدْرِك أهمية القراءة في حياتنا.. للفرد والمجتمع!