الإدمان على العمل أمر خطير وله الكثير من الأضرار والقليل جداً من المميزات فالشخص المُدمن على العمل يعطي جميع وقته للعمل ويركز عليه وهذا أمر خاطئ حيث يجب على الانسان دائماً الموازنة بين جميع جوانب حياته والتي العمل هو جزء منها.
والعمل يأتي لكي نحقق من خلاله ذواتنا سواء في نظرنا أو في نظر الآخرين ولكن حتى الإنتاجية المهنية إذا ذادت عن حدها قد تتحول إلى إدمان.
ومع تزايد ضغوط العمل والمنافسة في سوق العمل، ومع ارتفاع نسبة البطالة، أصبح من الطبيعي أن يمارس الفرد مجهود إضافي ومُزدوج للثبات في عمله ولتحقيق الأفضل.
كيف يُعرَف الشّخص المُدمن على العمل !
يقول “إسلام الورداني” وهو المدرب علي تطوير الذّات، أن هناك عوامل كثيرة تحدد إذا كان الشخص مُدمن علي العمل أم لا منها عدد ساعات العمل الطويل جداً، حيث:
- يعمل الشخص لوقت طويل.
- التفكير الدّائِم في العمل حتي في أوقات الإجازات.
- لديه الكثير من المهام التي يود إنجازها.
- لديه صعوبة في تفويض المهام للآخرين.
- يشعر باستمرار أنه يجب أن يُنفذ جميع المهام بنفسه.
- دائماً ما يتواجد معه باستمرار هاتفهُ المحمول في المنزل.
- لديه مشاكل في النّوم.
- يلفت الآخرين نظره أنه دائماً ما يفكر بالعمل ويحتاج للتركيز أكثر مع مهام المنزل الأخرى والحياة الاجتماعية وجوانب الحياة الأخرى.
سِمات الشخصيّة المدمنة على العمل
دائماً الشخص الذي لا يوازن بين جوانب حياته المختلفة يكون لديه مشاكل حيث أن العمل هو جانب واحد من سبعة جوانب لدي الإنسان، ويسمي الجانب المهني، هذا الشخص يركز كثيراً على الجانب المهني مما يؤدي إهمال الجوانب الأخرى في حياته، وهذا بالطبع يؤثر على جوانب حياته ويؤثر على حياته الشّخصيّة نفسها وعلى صحته النفسية والبدنية فلا يستطيع النوم بشكل جيد، ومواعيد طعامه تكون غير منظمة، وجميع جوانب حياته تكون غير منتظمة إذا أعطي كل تركيزه على الجانب المهني فقط.
الإدمان على العمل له بعض المميزات حيث يجعل هذا الشخص مُحب لعمله.
وعندما يدمن الشخص العمل يكون في البداية حبه للعمل هو الدافع أو ممكن أن يكون لديه قلة ثقة في نفسه في الحياة الطبيعية فبالتالي يسعي هذا الشخص لأن يعطي كل وقته وتركيزه وطاقته للعمل فيبذل فيه مجهود أكبر وساعات أكثر.
وعندما يكون حب العمل هو الدافع الوحيد للشخص فإنه بعد بذل المجهود وتحقيق النجاحات، يتحول إدمان العمل لديه إلى إدمان النجاح، فيبدأ التركيز أكثر على هذا الهدف ويُهمل الأمور الأخرى وبالتالي يؤثر أيضاً على العمل الذي يعمل فيه.
الجوانب السبع الأساسية في حياة كل فرض والتي يجب عليه عمل توازن بينها:
- الجانب الإيماني والروحاني وهو علاقة الإنسان بربه.
- الجانب النفسي أو الشخصي وهو خاص بتطوير الفرد لذاته وممارسة هواياته فهي تؤدي إلى السّعادة حيث أن الهدف من تحقيق أي هدف في الحياة هو الحصول على السعادة.
- الجانب الصحي والبدني فيجب على الفرد الاهتمام بصحته جيداً، وممارسة الرياضة، والحصول على عدد ساعات كافية من النوم.
- الجانب الاجتماعي.
- الجانب الأسري والعائلي.
- الجانب المِهني.
- الجانب المادي.
عندما يستطيع الإنسان عمل توازن بين هذه الجوانب في حياته فإنه يصل إلى شعور السعادة ويساعد هذا أيضاً على تخفيف الضغط النفسي.
وشعور الشخص بالتقصير وشعوره بالنقص وشعوره أنه لا بد له من بذل مجهود أكبر لإثبات نفسه في مكان عمله هو دافع قوي لبذل مجهود إضافي في العمل.
كيف يتخلص مُدمِن العمل من هذا الإدمان؟
هناك خطوات عمليه للتخلص من هذا الإدمان أو من الممكن اللجوء لاستشاري نفسي لكي يساعده ويجب عليه أن يدرك أن لديه مشكلة وعندما يدرك ذلك يمكنه أن يبدأ بمعالجة بعض النقاط لديه مثل ترك الهاتف، والاهتمام بعدد ساعات النوم الكافية، وتحديد مواعيد للطعام، والاهتمام بحياته الاجتماعية، وإذا تمكن الشخص من تطبيق هذه النقاط بالطبع سوف تتغير حياته.
وأخيراً، يجب على الإنسان الموازنة بين جميع أمور حياته حتى يشعر بالاستقرار ويحصل على السعادة.