أثارت إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العالمية بسبب تفشي جدري القردة موجة من القلق العالمي، وأعادت إلى الأذهان كابوس جائحة كوفيد-19 التي هزت العالم. فما هي أوجه الشبه والاختلاف بين هذين الفيروسين؟ وهل يمكن أن يتحول جدري القردة إلى جائحة عالمية؟
جدري القردة: مرض قديم بوجه جديد
رغم أن جدري القردة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، إلا أن أعراضه عادة ما تكون معتدلة وتشبه أعراض الإنفلونزا، مصحوبة بطفح جلدي مميز.
وعلى عكس كوفيد-19 الذي انتشر بسرعة البرق حول العالم، كان جدري القردة محصوراً في قارة إفريقيا لفترات طويلة.
ومع ذلك، شهد عام 2022 انتشاراً واسعاً للمرض إلى دول أخرى، مما أثار قلق العلماء والمسؤولين الصحيين.
واقرأ أيضًا ⇐ جدري القردة يعود بقوة: هل حان الوقت لإعلان حالة الطوارئ؟
مختلفان تماماً: مقارنة بين الفيروسين
- الانتشار: ينتشر كوفيد-19 بشكل رئيسي عن طريق الرذاذ التنفسي، مما يجعله أكثر قدرة على الانتشار السريع. بينما ينتقل جدري القردة بشكل أساسي عن طريق الاتصال المباشر مع المصاب أو ملامسة سوائل جسده أو الأشياء الملوثة.
- الأعراض: يظهر على مصابي كوفيد-19 مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك الحمى والسعال وفقدان حاسة الشم والتذوق. أما في حالة جدري القردة، فتتميز الأعراض بظهور طفح جلدي مميز وحمى وآلام في العضلات.
- الخطورة: يعتبر كوفيد-19 أكثر خطورة من جدري القردة، حيث يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات شديدة ووفاة، خاصة لدى الفئات الأكثر ضعفاً. بينما يعتبر جدري القردة مرضاً ذاتياً الشفاء في معظم الحالات.
- اللقاحات: توجد لقاحات فعالة ضد جدري القردة، ولكنها غير متوفرة بسهولة في جميع أنحاء العالم. أما بالنسبة لكوفيد-19، فقد تم تطوير لقاحات بسرعة قياسية، مما ساعد في الحد من انتشار المرض.
هل نشهد جائحة جديدة؟
رغم التخوفات من تحول جدري القردة إلى جائحة عالمية، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هناك عدة عوامل تقلل من هذا الاحتمال، منها وجود لقاحات فعالة، وطبيعة انتشار الفيروس التي تختلف عن كوفيد-19.
ومع ذلك، يجب على الجميع اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من المرض، والالتزام بالإرشادات الصحية التي تصدرها الجهات المختصة.
وفي الختام، نقول أن مقارنة بين جدري القردة وكوفيد-19 يعتبر أمراً ضرورياً لفهم طبيعة هذين الفيروسين وكيفية التعامل معهما. ورغم الاختلافات الكبيرة بينهما، إلا أن كلاهما يمثل تحدياً كبيراً للصحة العامة، ويجب على المجتمع الدولي التعاون لمواجهة هذا التحدي.