كيف يمكن للرياضة أن تُفيد الجهاز العصبي؟
أوضح “د. منذر صبريني” (إخصائي جراحة الدماغ والأعصاب ومدير مستشفى ابن سينا في برلين) أن السعادة تنشأ في الدماغ وتختلف من شخص لآخر، وأن عوامل مثل: الامتلاك والحب والنجاح لا شك أنها تلعب دوراً قوياً جداً في تحقيق الشعور بالسعادة، إلا أن هناك عوامل أخرى مثل: العائلة والأطفال والعلاقات الجيدة قد تلعب دور أولي في مسألة السعادة. أي أن هناك عوامل مختلفة تساعد في تحقيق الشعور بالسعادة ولكن بالدرجة الأولى يبدأ الأمر من الدماغ.
كيف ينعكس شعور الإنسان بالسعادة على صحته الجسدية؟
أوضح “د. منذر صبريني” أن الدراسات تُبين أن الشعور بالسعادة والرضا يعمل على تنبيه بعض المناطق بالدماغ مثل منطقة وسط الدماغ “التجمنتوم” وهذه المنطقة تقوم بدورها بإرسال هرمونات ومعلومات إلى مناطق أخرى بالدماغ والتي تسيطر على أعضاء الجسم المختلفة، على سبيل المثال إفراز هرمونات (الدوبامين – الإندروفين – السيروتونين) التي تعمل على تنظيم وظائف مختلفة بالدماغ مثل: (ضغط الدم – النوم – الشهية – المناعة).
هل من الممكن أن يتحكم الإنسان بزمن السعادة؟
أكد “د. منذر صبريني” أن هناك نوعين من السعادة: (سعادة قصيرة الأمد – وسعادة طويلة الأمد)، والسعادة مثل أي وظيفة من وظائف الجسم يمكن للإنسان أن يتعلم كيف يتحكم فيها، وذلك بمعرفة مسببات السعادة له والحفاظ عليها وتنميتها.
أضاف “د. منذر صبريني” أن هناك دراسات وإثباتات تُشير إلى أن ٥٠٪ من نسبة هرمونات السعادة تنتقل للإنسان عن طريق الوراثة، أحد هذه الدراسات قامت بدراسة التوائم من بيضة واحدة وأثبتت أن على الرغم من تواجدهم في بيئات وظروف مختلفة فيما بعد إلا أن كلاهما إما أن يكونا سعيدين أو أن يكونا غير سعيدين.
كيف تؤثر الحركة على النظام العصبي؟
أوضح “د. منذر صبريني” أن (الحركة من دوافع السعادة)، ولابد للحركة أن تكون بمعدل معتدل لا هو بالقليل ولا بالكثير، حيث أن الرياضة لاشك تقوم بإرسال إشارات إلى الدماغ تساعد على تنظيم وظائف الدماغ، فبالتالي فإن للرياضة تأثير ثانوي على السعادة. بالإضاف إلى أن هذا النوع من النشاط الحركي يعمل كوقاية للجسم من العديد من الأمراض مثل: آلام الظهر والرقبة وغيرها مما قد يؤرق سعادة الإنسان.
ماذا عن الشعور بالكآبة وكيف يمكن أن يتعامل الإنسان معه؟
أكد “د. منذر صبريني” أن الشعور بالكآبة هو أيضاً جزء من الحياة الطبيعية، ولكن الإنسان يستطيع أن يتعامل مع مثل هذا الشعور ويتعلم تدريجياً كيف يمكنه التغلب عليه. وكما ذكرنا أن ممارسة الرياضة، خلق علاقات إنسانية طيبة، العمل على تنمية الهوايات، كلها أمورٌتساعد على خلق شعور من السعادة، ويقال أن تناول الشيكولاتة على سبيل المثال له تأثير ثانوي على سعادة الإنسان. وينصح “د. منذر صبريني” بصفة عامة بالمحافظة على الجو العائلي، وممارسة الرياضة، وخلق صداقات جيدة، الحفاظ عى الصحة الجسدية.