بسبب الخجل قد يلجأ بعض الأطفال إلى الصمت الانتقائي فتكون كلماتهم قليلة، وقد يظن الأهل أن طفلهم يعاني من مشكلة في النطق، لذلك يجب على الأهل ضرورة التعامل مع طفلهم بالصورة الصحيحة لأن الخجل يُعد من الحالات النفسية التي تتسبب في اضطرابات معينة عند الطفل كعدم الثقة في النفس أو غيرها من الاضطرابات المسببة لحالات الصمت الانتقائي، فكيف يمكن التمييز بين الخجل والتأخر اللغوي؟ وما هو الصمت الانتقائي؟
ما هو مفهوم الصمت الانتقائي؟
ترى الدكتورة ألين أبو كرم ” أخصائية في تقويم النطق واللغة ” أن الصمت الانتقائي أو الصمت الاختياري هو اضطراب يصيب الأطفال بين عمر 3 إلى 8 سنوات وقتما تتكون اللغة عند الطفل ويصير بإمكانه التعبير عنها بكلمات وجمل سليمة النطق.
في هذا العمر يكون الطفل قد انتقل إلى المدرسة أو الحضانة أو إلى بيئة أخرى متغيرة نوعاً عما عن البيئة التي يعيش بها داخل المنزل، وبالتالي فإن هذا الانتقال يتسبب في تعرض الطفل لنوع من الصمت وهو عبارة عن حالة تمنع الطفل من أن يتكلم، ومن ثم يظل الطفل صامتاً طيلة الوقت، ولكن في المنزل أو البيئة التي نشأ فيه الطفل والبيئة التي اعتاد عليها يستطيع أن يُطلِق لسانه بكل أريحية ويعبر عن ما يدور بداخله بصورة طبيعية، بينما في المدرسة يصمت هذا الطفل كلياً ولا يتكلم أبداً.
هل تستدعي حالات الصمت الانتقائي عند الأطفال تدخل الأخصائي؟
من الطبيعي أن يتم اللجوء لأخصائي نطق وتقويم لغوي لحالات الصمت الانتقائي عند الأطفال لأن الأهل ينشغلون بهذه الحالة التي تصيب ابنهم وغالباً ما تأتي الشكوى من المدرسة بأن هذا الولد لا يتكلم أبداً، لذلك فإن الطفل يُعد بحاجة لأربعة أو خمسة أسابيع في بداية الدراسة حتى يعتاد عليها ويعتاد على الجو المحيط بها وذلك لأن هناك بعض الأطفال ممن يمتلكهم سلوك الخجل، ومن ثم يأخذ هؤلاء الأطفال مزيداً من الوقت حتى يعتادون على التأقلم مع الآخرين والحديث معهم بصورة طبيعية.
مضيفةً: تكمن المشكلة في استمرار حالة الطفل لأكثر من 5 أسابيع دون الحديث أو الكلام مع من حوله، ومن ثم يجب على الأهل اللجوء لأخصائي نطق وتقويم لغوي حتى يتم تشخيص حالة الطفل بشكل صحيح وحتى يستطيع الطفل الذي يعاني حينئذ من حالة الصمت الانتقائي تخطي المشكلة بشكل يسير.
هل هنالك مشكلة عضوية لحالات الصمت الانتقائي للأطفال؟
لا يوجد هنالك مشكلة عضوية تمنع الطفل من الكلام وذلك لأن الصمت الانتقائي أو الصمت الاختياري عادةً ما يتواكب مع حالة القلق التي تنتاب الطفل نتيجة تغييره لبيئة ما لم يعتاد عليها من قبل، ومن ثم يذهب الطفل لحالة الصمت الكلي ومن بعدها لا يتحاور أو يتكلم مع من حوله.
لا تُعد هذه الحالة ناتجة عن قلة ذكاء الطفل أو تأخر في عملية النطق عنده أو أي مشكلة عضوية أخرى لأن مثل هذه الحالات تتنافى مع مفهوم الصمت الاختياري الذي يُعد بمثابة ردة فعل يأخذها الطفل، نتيجة عدة أسباب منها:
- تعرض الطفل لصدمة ما في حياته.
- تغيير ما طرأ على حياة الطفل.
من الضروري ألا يضع الأهل ضغطً أكبر على الطفل الذي يعاني من حالة الصمت الاختياري أو الانتقائي وذلك لأن الطفل بداخل البيت يستطيع أن يتكلم ويحاور غيره بصورة طبيعية، لذلك يُنصح للأم:
- الذهاب للمدرسة لأخذ ابنها الذي يعاني من تلك المشكلة في غير الأوقات الدراسية وتصطحبه بين أقرانه أو زملائه في الصف وتعمل على إعادة تهيئته كليةً داخل المدرسة حتى يعتاد الطفل على جو المدرسة وزملائه من حوله ومن ثم يمكنه التواصل مع الغير بدون أي خوف.
- يمكن للأم كذلك التواصل مع مربية الطفل داخل المدرسة لمعرفة الطريقة الصحيحة للتواصل مع الطفل والآخرين.
- من الممكن أن تقوم أم الطفل الذي يعاني من حالة الصمت الانتقائي التواصل مع الأطفال الآخرين داخل المدرسة حتى يراهم ابنها على أنهم هم البيئة التي يجب أن يشعر بجوارها بالأمان والطمأنينة.
- عدم ضغط على الأهل الذي يعاني من حالة الصمت الانتقائي وإنما يمكنهم أن يفهموا الطفل حتى يستطيع الخروج من هذه المشكلة بشكل أسرع.
كيف يتعامل أخصائي النطق واللغة مع حالات الصمت الاختياري؟
هناك طرق عديدة مختصة بعلاج الطفل الذي يعاني من حالة الصمت الانتقائي من جانب الأخصائيين، ولكن يبقى الشيء الأهم في العلاج هو مواكبة الأهل لطفلهم.
إلى جانب ذلك، يعتمد الأخصائيين على علاج الطفل الذي يعاني من هذه الحالة على بعض النصائح التي تُعطى من الأهل مع التشديد على ضرورة وجود علاج للحالة النفسية للطفل لأن علاج النطق وحده لا يكفي في هذه الحالة وحتى نستطيع تحديد السبب الرئيسي لحالة الصمت الانتقائي التي يعاني منها الطفل.
وختاماً، ليس هناك مدة زمنية محددة في علاج طفل الصمت الانتقائي وإنما هذه الحالة تختلف من طفل لآخر وتختلف كذلك في كيفية تعامل الأهل مع الحالة وطريقة تحفيزهم للطفل حتى يتخطاها بصورة أسهل، ولكن في الأساس يجب على الأهل ضرورة التحلي بالصبر على ابنهم وأن يكونوا على أتم الاستعداد لعلاج هذه الحالة حتى وإن بعدت الفترة الزمنية التي يتم علاج الطفل فيها.
ابني عمره ست سنوات لايتكلم خارج البيت ولافي المدرسة فلمعلمين يشكون منه وفي البيت يتحدث بمطلق الحرية مجرد ماراي شخص يبقي صامتا حتي يخرج وتتغير ملامح وجه وزياد في الخجل