ينصَب حديثنا اليوم على سبل تحقيق السعادة ومعرفة المفهوم الأصَحّ لتلك الكلِمة التي لطالما سعى الجميع وراءها محاولين تحقيق المُراد منها، سواء بالعمل أو الثراء أو إتقان المهارات أو الشهرة.. الخ
مفهوم السعادة
يقول مستشار التنمية البشرية والتطوير المؤسسي الأستاذ “حسين الجوهري”: أن السعادة هي مفهوم قديم جديد، وجديد متجدد، وكل إنسان في العالم يمكن اعتبار أن غايته الأساسية هي الشعور بالسعادة، وهذا تبعاً لمنظوره الشخصي، فالبعض يرى السعادة في المال، البعض الآخر يرى السعادة في الصحة، وهكذا، حيث يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر، فهو مفهوم نسبي تماماً.
ويمكن بشكل عام اعتبار أي شيء يعمل على تحسين الشعور الداخلي، والارتياح النفسي هو بحد ذاته سعادة، ومن الجدير بالذكر أنه كلما أن مفهوم السعادة هو مفهوم متغير ومتجدد في كل مراحل الإنسان العمرية، فكلما تقدم الإنسان في العمر، كلما تغير مفهوم السعادة لديه إلى الامتلاء الشعوري؛ حيث يعيش الطفل ما يعرف بالسعادة الاستغراقية؛ حيث يشعر بالسعادة فيما يمر به خلال اللحظة، ولا يفكر فيما سيحدث بعد ذلك، أو فيما بعد الموقف، وهذا يتغير بالتأكيد مع التقدم في العمر.
كيف يمكن تحقيق السعادة في الحياة؟
من المهم أن يحاول الإنسان تغيير أفكاره، حتى تتغير حياته، حيث أن الإنسان يولد بصفاء ذهني تام، خالي من أي أمور قد تعكر صفو الحياة، لكنه مع مرور الوقت، ومع التقدم في العمر، يمر الشخص بالعديد من الأمور التي تسبب الشعور بمشاعر سلبية، ويمر بالمنغصات في الحياة، وكذلك يمر بالمواقف السعيدة والأمور الإيجابية، ومن هنا يأتي دور الإنسان في نظرته للأمور، فلابد أن يوازن الشخص بين نظرته لهذه الأمور، وبأن يتكيف مع الأمور غير المحببة بالنسبة له، فالحياة لا تكون مثالية بشكل مطلق أبداً.
وهناك بعض الأمور التي يمكن أن تُزيد مشاعر السعادة لدى الإنسان، والتي يوضحها الاستاذ “الجوهري” في مجموعة من النصائح المهمة، والتي من أبرزها:
- اهتم بصحّة جسمك: فالحياة الصحيّة تنعكس على النفس بالسعادة والطُّمَأْنِينَة.
- حب العمل: كيف يُمكن لمن لا يُحب ما يعمل أن يشعر بالسّعادة!.
- قدِّر علاقاتك الاجتماعيّة: احترم الناس واعط كُل منهم قدره ومكانته.
- معرفة متطلّبات السعادة: انت نفسك ووحدك من تُقرر ما تتطلّبه سعادتك ولتكون سعيدًا.
- ضَع خطّة لتحقيق الأهداف: فتحديد ما تُريد وإعداد خُطّة له يُسهّل تحقيقه.
- ابق مع أشخاص سعداء: فالسّعادة مُعدية.
- فكِّر بما يجلب لك السعادة: فما تُريده ثمين ويستحق البحث عنه.
- لا تُقارِن ذاتك مع الآخرين: ومن الممكن أن ننظر لمن هم أعلى منا فقط كنوع من أنواع الحافز النفسي لزيادة الطموح، وهكذا يمكن النظر لمن هم أقل منا حتى تزيد من مشاعر الرضا والقناعة بداخلنا.
- حب الذات وتعزيز الثقة بالنفس بشتى الطرق: فمن أخطر الأمور الا نحب أنفسنا، فحب النفس لا يعتبر أنانية، بل يجب أن يتعلم الإنسان كيف يُحب ذاته، ويسعدها، ويمكن أن يحب الإنسان ذاته، من خلال الاهتمام والعناية ببدنه، نفسه، عقله، وروحة.
ما رأيُك بالاطلاع على
- ما هو مفهوم التخلية قبل التحلية
- كيفية التخلص من الروتين اليومي
- كيف تحقق التوازن مع بداية عامك الجديد
- علو الهمة
معوقات السعادة
يجب أن ندرك أنه هناك العديد من الأمور التي نقوم بها وتسبب إعاقة الشعور بالسعادة، ومن أبرز هذه الأمور كما يوضح الأستاذ “حسين”:
- أن نعطي الآخرين، ونهتم بهم دون أن نهتم بأنفسنا، ونعطيها ما تستحقه.
- ربط السعادة بعمر معين، فهناك العديد من الأشخاص لا يتمتعون بالعديد من الأمور إذا ما كانوا في أعمار كبيرة، مما يزيد من حجم الهموم والمشاعر السلبية التي يشعرون بها، وبالتالي يقلل ذلك من مشاعر السعادة، بل ويمحيها؛ لذلك فمن المهم أن ندرك أنه يجب أن نعيش بالعمر المشاعر، وليس بالأمر الزمني.
- ربط السعادة بأشخاص آخرين، فالإنسان لابد من أن ينمي شعوره بالسعادة من داخله، ومن ذاته.