للأسف هناك بعض المفاهيم الخاطئة والدراجة عن التغذية العلاجية التي تغلب على العلم الطبي والدراسة الحقيقية لعلوم التغذية حيث يجب معرفة أنه ليس هناك ما يسمى ببرنامج غذائي أو الدايت أو ورقة الدايت ولكن يتم إعداد البرنامج الغذائي المناسب لكل حالة على حده وحسب الظروف الاجتماعية والظروف الشخصية والضغط النفسي لك شخص، لذلك يجب التخلي عن الدجل والمعلومات الدراجة في هذا الشأن.
وتابع الدكتور ” هاني أبو النجا – ـخصائي التغذية العلاجية “: مع تناول أنواع وكميات كبيرة من الطعام على الإفطار وأثناء السحور في رمضان يتم حبس الماء في الجسم ومن ثم يتم الشعور بالعطش في اليوم التالي بشكل كبير.
هناك بعض العادات والثقافات الغذائية الخاطئة للشعوب في الأكل وتزيد نسبة هذه الأخطاء الغذائية تجاه الطعام في شهر رمضان وتصل إلى 90% ويعتبر هذا ناتج عن المفاهيم الخاطئة المتوارثة عن الصيام في رمضان.
من المتعارف عليه خطئا على سبيل المثال أن جسم الإنسان يفقد جزءا كبيرا من السكر مما يدفع البعض بالبدء في أكل الخشاف والحلويات على الإفطار ولكن الصحيح هو أن جسم الإنسان يفقد جزءا كبيرا من المعادن في رمضان التي يجب لتعويضها على الإفطار شرب الشُّربة التي لا تكلف كثيرا مقارنة بالحلويات.
يمكن تناول الحلويات أو السكريات ليومين في الأسبوع بعد الإفطار مباشرة لخطورة تناول الحلويات على المعدة وهي فارغة حتى تستطيع المعدة التعامل مع الإفرازات الناتجة عن السكريات بكل سهولة كما أن السكريات تُمنع على مريض الضغط حيث أنها تعمل على رفع الضغط.
يجب أيضا عدم تناول كمية كبيرة من الطعام في رمضان أو بعده اعتقادا منا خطئا بأننا فقدنا كمية كبيرة من الطعام خلال شهر الصيام كما يجب أيضا معرفة أن الديتوكس الطبيعي للجسم يتمثل في شهر رمضان بمعدل 1إلى12 أو 30 إلى 365 وهي نفس نسبة شهر رمضان في السنة كما يعتبر هنالك مشكلة لدى المدخنين ومدمني القهوة في رمضان.
أضاف الدكتور ” هاني “: لابد للجسم من تخزين 2 لتر يوميا من الماء (12 كوب للرجال و9 أكواب للنساء) الذي يمثل 80% من الكمية المطلوبة للجسم يوميا، لذلك يجب تعويض ال20% المتبقية أطعمة تتحول في الجسم إلى ماء أثناء السحور مثل الجزر والخيار والباذنجان والبروكلي.
هناك أيضا بعض الأخطاء الشائعة التي فيها يقوم البعض بشرب كمية كبيرة المياه حتى أذان الفجر ولا يستطيع الجسم الاستفادة بهذه المياه ولا يعمل على تخزينها.
من الخطأ أيضا إضافة مادة الصوديوم إلى السحور لأن تلك المادة تعمل على سحب الماء من الجسم مثل تناول المعلبات وأكل الطعمية والزيوت والشطة والمخلل والمشويات والبهارات.
هل يعمل اللوب الهرموني يعمل على زيادة الوزن؟
من الطبيعي أن يقوم اللوب الهرموني أو أي وسيلة منع للحمل على زيادة الوزن لأن هناك بعض الوسائل التي تزيد من مخزون الصوديوم في الجسم أو على فتح الشهية لدى البعض ويمكن علاج كلتا الحالتين بكل سهولة.
تابع الدكتور ” هاني أو النجا ” حديثه عن بعض العادات الغذائية الخاطئة في رمضان قائلا: هناك اعتقاد بأن الزبادي له أهمية كبيرة عند السحور مثله مثل اعتقاد العديد من الناس أيضا بأن الليمون له علاقة بالتخسيس.
يجب الاعتقاد الصحيح بأن الزبادي أو الليمون هم بمثابة مضادات أكسدة لها فوائد جمة ولكنها على الجانب الآخر ليست قاتلة للدهون.
عند سؤال بعض الأشخاص عن الزبادي رد قائلا بأن الزبادي يعتبر مرطب جيد للجسم ولكنه لا يسبب انعدام للعطش وهي الإجابة الصحيحة عن فائدة الزبادي، لذلك ليست هنالك ضرورة كبيرة للزبادي على السحور إلى جانب اعتقاد البعض بأن الفول على سبيل المثال يعتبر مادة مشبعة للإنسان لفترات طويلة تمتد لطوال النهار في رمضان ولكن في الحقيقة لا توجد مادة غذائية تمنع الجوع طوال النهار في رمضان حيث أن الطعام يمكنه أن يظل في جسم الإنسان لمدة تصل إلى 4 ساعات فقط خلال النهار.
على الجانب الآخر يجب حرص الجميع على بقاء كم كافي من الماء داخل الجسم لأن الجسم يستطيع أن يعيش لمدة أطول دون الأكل ولكن لا يستطيع تحمل ذلك مع فقد كمية كبيرة من الماء خاصة مع الجو الحار الذي نعيش فيه ويتم ذلك بشرب كمية كبيرة من الماء وهي السابق ذكرها (12 كوب للرجال و9 أكواب للنساء) إلى جانب أهمية الخضروات الطبيعية.
تعمل السكريات في مطلق الأمر على الشعور بالعطش لذلك يجب الانتباه لذلك حيث أن تناول السكريات بكثرة على الإفطار يعمل على رفع الأنسولين في الجسم بسبب تناول السكريات بشكل مفاجئ، إلى جانب ذلك لا يجب الخلط الخاطئ بين تعليمات السنة النبوية الشريفة في تناول تمرتين وبين العادات الخاطئة في ذلك وتناول كمية كبيرة من السكريات التي تؤثر على الجسم بشكل سلبي.
يجب كما سبق الذكر البدء بتناول الشربة على الإفطار كما يجب الحرص في التعامل مع الحوليات خاصة عند من يريدون فقدان الوزن خلال شهر رمضان.
بعد ذلك يجب أخذ فاصل لدقائق يتم فيها الصلة أو ما شابه بعد شرب الشُّربة التي تعمل على تعويض الأملاح المفقودة من الجسم بسبب الصيام ثم يتم تناول الطبق الثاني من البروتين والخضار ثم فاصل لثلاث دقائق أخرى ثم بعدها يتم تناول الطبق الأخير من النشويات.
تكمن الخطورة في طريقة عمل النشويات في البيت المصري كما أنه لا مانع من تناول المحشي الذي يعتبر معادلا للأرز حيث يمكن تناول من 4 إلى 10 أصابع من المحشي أثناء الإفطار كما يمكن تناول الحلويات بعد الإفطار بدقائق معدودة.
أردف الدكتور ” هاني ” حديثه قائلا: تستطيع المعدة أن تفرز الدهون والنشويات التي تم أكلها بشكل أسرع من الحلويات.
يمكن للجري لمدة ساعة متواصلة حرق حوالي 220 سعرة حرارية وهو ما لا يحدث في صلاة التروايح من حيث يدعي البعض التعب الشديد من صلاة التراويح.
لا يجب أن يُفهم من كلامي منع الطعام عن الجميع ولكن يجب عدم الشبع من الطعام حيث أن الشبع وتناول كمية كبيرة من الطعام يمكنها أن تؤثر على مرضى الضغط والسكر خاصة لدى الصائمين منهم.
هناك أيضا بعض الأخطاء اللغوية مجازا بأن هناك معدة كبيرة ولكن على العكس فإن المعدة تعتبر في حجم hand ball حيث أن حجمها يساوي لتر ونصف ولكن للمعدة يمكنها أن تتمدد مما يسبب ارتجاع للأكل أو يتم تخزين الأكل على شكل دهون في الجسم يستطيع الجسم أن يعاني منها إلى حد كبير.
كيف تحرق ربة المنزل سعراتها الحرارية في رمضان؟
هناك اعتقاد خاطئ بأن الحرق الكبير لسعرات الحرارية تتمثل في الحركة ولكن على الجانب الآخر يجب أن يُصحح هذه المفهوم حيث أن ساعة متواصلة من الجري تساوي حرق 220 سعرة حرارية فقط وهنا يجب القول بأن الرياضة ليست هي السبب في حرق السعرات الحرارية للجسم ولكن يمكن للجسم حرق السعرات الحرارية عند النوم والاستيقاظ في الموعد الصحي للجسم حيث 9 صباحا للاستيقاظ و12 مساءا للنوم.
كذلك لابد من تناول الوجبات في مواعيد منتظمة أثناء وبعد رمضان من أجل الحرق الجيد للسعرات الحرارية حيث يمكن الإفطار في موعده خلال رمضان مع إمكانية تناول وجبة السحور بعد الثانية صباحا حيث أن ذلك الموعد يعتبر موعد الإفطار للجسم في الشهور العادية كما يجب عدم الأكل في الفترة بين 8 إلى 12 مساءا لأنها تعتبر فترة انعدام حرق عند الجسم.
مما سبق يمكن القول بأن تلك العوامل تساعد في الحرق بنسبة تصل إلى 80%.
إلى جانب تلك العوامل، يجب على ربة المنزل ممارسة الرياضة والحركات البسيطة في المنزل أو الرقص بشكل هادئ أثناء وجودها لفترات طويلة في البيت.