تفاصيل الاستشارة: أنا فتاة عندي 21 سنة، أعاني منذ حوالى 3 شهور من ظهور بقع وردية اللون في معصم اليد والمرفق وأسفل الظهر وفي الساق، وبعد فترة تتحول إلى بقعة بنية اللون، ذهبت للطبيب وشخص لي المرض على أنه “حزاز منبسط” وأرجعه لعوامل نفسية، وأعطاني العلاج التالي:
“urbason 8 mg” قرص بعد الفطار يوميا لمدة 10 أيام، ثم قرص يوم ويوم لمدة 20 يوما، ثم قرص كل إثنين وخميس لمدة شهر.
و”elocon” دهان يوميا و”Atarax 10 mg” قرص مساء، واتبعت العلاج لمدة أكثر من شهرين والنتيجة تكاد لا تذكر.
ومنذ أسبوعين بدأت بقع جديدة في الظهور، فقام الدكتور بتغيير العلاج كالتالي: “diprofos amp” حقنة عضل لا تتكرر، “zyrtec” قرص صباحا ومساء، “Betnovate” دهان مرتين يوميا.
سؤالي هو:
- هل فعلا هذا المرض مزمن كما قرأت عنه في شبكه الإنترنت، وهناك أناس تعالج منه منذ سنين؟ حيث إن هذه المعلومة أحبطتني كثيرا.
- هل عند الشفاء من المرض يترك بقعا بنية مكانه ولا تذهب أبدا؟
قرأت في الطب النبوي لابن القيم أن دهان مغلي الحلبة يذهب الحزاز، هل يمكن مع اتباع العلاج السابق أن أقوم بدهن الحزاز بماء الحلبة يوميا دون أي تأثير على مفعول الدواء؟
- هل هناك أي نوعية أكل لها تأثير سلبي على هذا الحزاز؟
أنا أقوم أسبوعيا بدخول آلة الساونا عندي في البيت، فهل التعرض للسخونة الشديدة يؤثر على الحزاز بالسلب؟
أرجو الإجابة على هذه الأسئلة لأنها تشغلني كثيرا، وأصبح التفكير في هذا المرض يشغل كل تفكيري بشكل مبالغ فيه.
وجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه لنا، وأسأل الله ﷻ أن يجعله في ميزان حسناتكم.
⇐ د. عزة محمد جبل «استشاري الجلدية والتناسلية» أجابت السائلة؛ وقالت: في البداية أحب أن أقول إن في حالات الأمراض الجلدية المختلفة وقبل البدء في العلاج لا يفضل الاعتماد الكلي على الفحص الإكلينيكي فقط، ولكن من الأفضل أخذ عينة من بقعة تكونت حديثا من مكان غير ظاهر -كالبقع الموجودة بالظهر مثلا- وتحليلها للتأكد من التشخيص ومن هوية المرض، وبعد التأكد يبدأ العلاج بما يتناسب مع الحالة.
ويجب أن نتأكد عزيزتي من إصابتك بالـ”حزاز المنبسط”، وهو مرض جلدي مزمن كما ذكرت، ولكن بمعنى أنه يشفى ويعود مرة أخرى تحت ظروف مختلفة، مثل فترة التغيير بين الفصول، أو الحالة النفسية السيئة للمريض كما ذكر طبيبك، وهو مرض غير وراثي، وغير معد، وله أشكال عديدة جدا، وإلى الآن لا يوجد سبب قاطع لظهور هذا المرض، ولكن هناك بعض النظريات التي تؤكد علاقته بأمراض الكبد في 40% من الحالات، وهناك نظريات تؤكد البعد النفسي، ونظريات أخرى تؤكد علاقته بالإصابة الفيروسية.
والنظرية السائدة الآن ترى أنه مرض متعلق بالمناعة، أي أنه يحدث نتيجة وجود خلل بالجهاز المناعي للجسم.
وللسيطرة على المرض عزيزتي يقوم الطبيب المعالج باتباع خطة علاجية تبدأ أولا باستخدام مضادات الهستامين (الحساسية)، والعلاجات الأخرى مثل الكورتيزون -كما فعل طبيبك- لعلاج البقع وآثارها الناتجة عن المرض نفسه، وهو أمر سهل بأمر الله تعالى، فلا تقلقي.
أما عن الوصفات التي جاءت بالطب النبوي فلا أستطيع أن أجزم بصحتها أو ببطلانها، ولكن حتى لا يحدث تعارض بين الدهان الذي تستخدمينه وتلك الوصفات يمكنك عزيزتي استخدام الدهان الذي وصفه الطبيب ليلا، واستخدام الوصفات التي أشرت إليها نهارا.
وبالنسبة للأكل فلا توجد أي أطعمة قد تتسبب في سوء الحالة أو التخفيف من حدتها، لذا استمتعي بكل الطعام، والتزمي بالغذاء الصحي المتوازن لصحتك العامة.
وعن استخدام الـ”ساونا” عزيزتي فلا أنصح بها أبدا في حالتك؛ فقد تزيد الحرارة العالية للساونا من سوء الحالة.
وفي النهاية فنصيحتنا لك ألا تطيلي التفكير في المرض فتزيد حالتك النفسية سوءا مما يؤدي إلى زيادة المرض، وكوني على يقين بالشفاء إن شاء الله، وادعي الله تعالى كثيرا، وأحسني الظن به ليفرج ما بك.
طالع أيضًا: مرض الحزاز.. مرض صيفي مجهول الأسباب
مع تمنياتنا لك أختي بالشفاء العاجل.