عندما يكون لديك طفل في العام الثانى فاعلم أنك تمتلك في منزلك عالما صغيرا يعتبر كل ما حوله معمل تجارب، وأن كل ما حوله يدور حسب رغباته هو، فهو المتحكم في العالم من وجهة نظره الطفولية.
فإذا فهمت ما يدور في عقله، وتعاملت معه على هذا الأساس فأنت على أول خطوات صناعة عالم الغد ومبدع المستقبل، فنمى إبداع طفلك اليوم ليصبح فخرا لك غدا، وافهم طفلك ولا تطالبه بأن يفهمك.
للعب أصول
طفلى دخل غرفة المكتب ورمى كل الأشياء الثمينة والأوراق الموجودة بها.. الأم: أنت طفل غبى كيف تفعل ذلك؟!.
الطفل لا يفكر بهذه الطريقة، ولكنه يعتبر أن هذا اكتشاف جديد له، فهو عندما يرمى الأشياء تسقط لأسفل وتصدر أصواتا مميزة، وهذا يعجبه، ولا يقصد إطلاقا أن يحدث ضررا بالأشياء.
إذاً مهما كررنا ما نقوله له من أوامر لن يستجيب لنا لأنه لا يفهم معنى (لا تفعل)، هو يكرر الخطأ لأنه يريد تكرارا اكتشافه وتجربته، يكسر القوانين لأنه لا يعرف أنها موجودة.
كل ما علينا فعله هو إشغاله بشئ آخر يجذب انتباهه وينمى إبداعه ويشبع حاجته للاكتشاف؛ وهو اللعب.. الكلمة السحرية التى تجذب أي طفل.
واللعب قد يكون شيئا بلا هدف وقد يكون وسيلة مهمة لتنمية إبداع الطفل؛ المهم أن نعرف كيف نختار ألعاب هذا السن..
ألعاب سن الثانية هي تلك القابلة للفك والتركيب لتشبع رغبته في الاكتشاف، لعب قابلة للغسل وصعبة الكسر، ومن المهم أن تكون لعب رخيصة الثمن لأنه سيكسرها رغبة منه في معرفه ما يوجد بها، فأحضر عشر لعب رخيصة أفضل من لعبة غالية الثمن، فهو لا يفهم قيمه اللعب في هذا السن.
واقرأ هنا: زميلي مختلف.. كيف أتعامل معه؟
وفي هذه السن.. تذكر:
- العب مع طفلك اليوم يصبح مبدعا غداً، والعب معه بألعابه وأعطه بعضا من وقتك لأنه استثمار مهم لك، وهناك بعض الألعاب التى يمكن أن تلعبها معه مثل:
-
- لعبة الفقاعات: العب بها معهن واجعله يمسك بالفقاعات لتنفجر في يده، فتعلمه أن لكل فعل تأثير.
- لعبة مسرح العرائس: أحضر عرائس بسيطة واجعلها تتكلم معه، فهو يعتبر أن كل ما حوله حقيقى.
- اجلس معه في جلسة “دردشه”؛ فالطفل في هذا السن يحب أن يتعامل كالكبار، تحدث معه ببساطة وخصص له وقت ليشعر باهتمامك.
- استغل حبه للتقليد وقم بعمل حركات بسيطة أمامه واطلب منه أن يقلدك فسيشعر بالفرح لقدرته على تقليدك.
- أخرج معه إلى الحدائق واجعله يلعب بالكره ويركلها، فسينمى ذلك قدراته الحركية.
- هناك ألعاب كثيرة يمكنك مشاركته فيها، اخترع وفكر في لعب لطفلك فهو يستحق أن تخصص له جزء من وقتك.
وفي نهايه حديثنا عن الطفل في عامه الثانى؛ لا تنس أن طفلك هو أهم استثمار في حياتك.
بقلم: فاطمة خير
وتقرأ هنا عن: الحرمان العاطفي.. جريمة الآباء في حق الأبناء