كم هو رائع أن تبذل قصارى جهدك وتتفانى في اتقان عملك، ورائع أن تحرص على سعادة من حولك، وتكون معطاءً كريما، ولكن لا ينبغي وانت في زحمة الحياة وضغوطها التي لا تنتهي أن تنسى نفسك، وتتجاهل رغباتك وتغفل عن ممارسة بعض الأنشطة أو الهوايات أو العادات الجيدة التي تمنحك طاقة إيجابية وتجدد نشاطك وإقبالك على الحياة، ولا تنسى أن تكافئ نفسك من حين لأخر.
وبما أننا بصدد انتظار عام جديد أوشكت أيامه على البدء، فإننا نوجه دعوة لفكر جديد بأن تبدأ في العام الجديد بممارسة عادة جديدة أو هواية تحبها وتفضلها، وسوف نطرح بعض الأنشطة والهوايات الجميلة التي يستمتع بها بعض الناس! ولك الخيار عزيزي القارئ أن تختار ما يلائمك وما يصادف رغبة عندك.
مارس هواياتك
مع بداية العام الجديد احضر ورقة وقلما واكتب متي آخر مرة مارست فيها هوايتك المفضلة، ومتى أعطيت نفسك قدرا من الاهتمام بنفسك، ومتى فعلت نشاطا أو عادة بغرض تحسين صحتك؟
غالباً سوف تكتشف أنك لم تفعل ذلك منذ وقت طويل، لذا فكر جيدا في أفضل الأنشطة التي تحب ممارستها، هل تحب ممارسة المشي أو ممارسة لعبة رياضية معينة، هل تحب القراءة، أو الكتابة، هل تحب الشعر؟ أم هل تحب التلفاز؟ أم تحب المسرح؟ أم تستهويك برامج الوثائقيات؟
هذه أمثلة من الممارسات التي تستهوي البعض والتي يعتبرونها ترفيها لهم، فاختر ما تعلم أنه سببا من أسباب سعادتك وعاملاً من عوامل تجديد طاقتك ونشاطك.
حدد وقتا لممارسة ما تفضله من هوايات
بالتأكيد لديك تصورا لحجم الواجبات والمسئوليات التي تطالب بها، ومساحة الوقت التي تشغله تلك الأعمال يوميا، من ثم يمكن اقتطاع عدد من الساعات أسبوعيا أو مرتين في الأسبوع وتخصيصها لممارسة هوايتك المفضلة!
واحرص على أن تتعامل مع تلك الساعات باهتمام لا يقل عن اهتمامك بعملك أو وظيفتك، وتعامل مع الوقت الذي خصصته لهواياتك تعاملاً جاداً وصارماً، وأنه وقت مشغول، لا تسمح لأحد أن يستغله ولا تكلف نفسك بأي واجبات أو أعمال تقوم بها في أثنائه، اعتبره وقت غير متاح لأي شيء عدا هواياتك!
فمثلا لو قررت أن تمارس هوايتك المفضلة وهي القراءة أو الكتابة، فاجعل لها ثلاث ساعات أو أربعة، كل يوم جمعة، وليكن من الساعة السادسة مساء إلى الساعة العاشرة مساء، فهذه الساعات غير مسموح بقضائها في تبادل زيارات أو خروج أو عمل بعض مهمات وظيفتك المتأخرة.
لماذا يعتبر من المهم جداً أن تخصص مساحة من وقتك لممارسة هوايتك المفضلة؟
إن دوامة الحياة ومشاغلها لا تنتهي وواجباتها لا تتوقف، فضلاً عن كل ما يطرأ علينا من التزامات ومستجدات، وما يعتري أيامنا من مفاجآت.
كذلك نتعرض لمواقف صعبة وضغوطات كثيرة، ولا نمتلك أن نفصل أو ننقطع عن العمل بل نحن مضطرين إلى استكمال نشاطنا رغم كل شيء.
قد يعترينا الوهن أو الضعف أو نتعرض لضغوط نفسية تؤثر على آداءنا وانجازاتنا، ومع كل هذا نظل مطالبون بالاستمرار، فلا الواجبات ترحم ولا ما نعانيه يشفع لنا، وترك بعض الأعمال أو تأجيلها لا يعد حلا على الإطلاق، بل بالعكس يزيد الأمر سوءاً، فتتراكم وتصبح أثقل ويصبح الإقدام عليها أشق وأصعب.
لأجل كل ذلك يعتبر تخصيص وقت محدد للراحة وممارسة أنشطة خاصة، وسيلة فاعلة جداً وناجحة في أخذ قسط من الراحة، والتوقف عن التفكير والانشغال بالهموم والمسئوليات.
ترجع أهمية ممارسة الهوايات المفضلة إلى أنها تمثل فرصة رائعة للتحرر من القيود، وتحسين الحالة المزاجية للشخص، وتعتبر وسيلة جيدة لتنمية المهارات بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومن الأمور التي تحسنها ممارسة الهوايات المفضلة مثلا أنها تنمي التركيز والقدرة على الاستمرار رغم الشعور بالضغط، وتزيد من الشعور بالثقة بالنفس وتعزز الرضا عن الذات وتقبلها، وتجعل الإنسان يشعر بالتميز وكل هذه الأمور تنعكس على آداءه للعمل وانتاجيته.
وهنا دعوة من القلب وفي بداية السنة الجديدة أن يكتشف كل منا هواياته المفضلة، ولا يبخل على نفسه بممارستها ليس لمجرد أنها تحقق المتعة فقط بل إن أثرها أكبر من ذلك فهي تعيننا على الاستمرار واستكمال ما علينا من التزامات لا تنقطع.