معنى الهداية
- الهداية لغة: مأخوذ من هدى بمعنى أرشد ودل.
- وشرعاً: بيان طريق الحق والتوفيق لقبوله.
أنواع الهداية
- هداية البيان والإرشاد والدلالة: والمراد بها بيان الحق والدعوة إليه، وهذه يملكها جميع الأنبياء —عليهم السلام— وجميع أتباعهم، والدليل على ذلك قوله ﷻ ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.
- هداية التوفيق والإلهام: والمراد بها التوفيق لقبول الحق والعمل به، وهذه لا يقدر عليها إلا الله ﷻ؛ لذا فلا يجوز طلب هذه الهداية من غير الله ﷻ.
حكم من طلب الهداية من غير الله
من طلبها من غير الله ﷻ فقد وقع في الشرك الأكبر، لقوله ﷻ ﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.
والدليل من السنة: عن سعيد ابن المسيب عن أبيه المسيب بن حزن —رضي الله عنه— قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله ﷺ فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أمية بن المغيرة فقال «أي عم، قل: “لا إله إلا الله“؛ كلمة أُحاج لك بها عند الله».
فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب؟! فلم يزل رسول الله ﷺ يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: “لا إله إلا الله” قال: قال رسول الله ﷺ «والله لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك» فأنزل الله ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾.
وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله ﷺ ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.
الأنبياء لا يملكون هداية أحد
إذا لا أحد يملك الهداية لأي إنسان، كما أن الأنبياء لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعاً ولا ضرا، ومن النماذج التي سجلها القرآن ما يلي:
إبراهيم —عليه السلام— لا يملك هداية أبيه آزر، قال ﷻ ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾.
نسأل الله سبحانه إن يجعلنا من أهل الجنة فلا بد من أنهم يحمدون الله على نعمة الهداية.
أهل الجنة يحمدون ربهم على الهداية
أهل الجنة يحمدون ربهم على الهداية، فقد قال الله ﷻ ﴿وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
اللهم اجعلنا من أهل الجنة جميعًا.
الخلاصة + المقترحات
تعرفنا معنى الهداية لغة وشرعاً، ووضحنا أن للهداية نوعين وهما: هداية البيان والإرشاد والدلالة، وهداية التوفيق والإلهام، وأكدنا أنه لا أحد يملك الهداية لغيره حتى الأنبياء والرسل وأتباعهم، وذكرنا أيضاً أن أهل الجنة يحمدون ربهم على نعمة الهداية التي أحضرتهم في نهاية المطاف إلى الجنة والنعيم.
وإلى المقترحات الذي جهَّزتها لكم:
- ↵ محبة الله ﷻ: أسبابها، أنواعها.. وفضل محبة الله ورسوله
- ↵ العبادة: أنواعها، أركانها.. وشروط صحتها
- ↵ نواقض التوحيد «أفعال تُفسد التوحيد بالله»
هنا انتهينا، لكِن لدينا الكثير من أجلكم مستقبلا؛ فلتتابعونا -تكرمًا- لتجدوا الأفضل.