معنى اسم الله الوهاب
ثم قال الوهاب. سمى الله جل وعلا نفسه بالوهاب. فهو واسع الهبات، الذي شمل عطاؤه كل الكائنات.
وكونه سبحانه وتعالى وهاب فهباته على قسمين:
- هبات الأبدان من الرزق كالطعام والشراب وتهيئة المعايش ونحو ذلك.
- هبات العلم والهداية، وهي النوع الثاني. فيهب سبحانه وتعالى العبد من رحمته، ويوفق العبد للتمسك بدينه لأن بيده هداية التوفيق سبحانه.
“إنك الا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء”. قال الله جل وعلا في ذكر هذا الاسم “ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب”. وقال جل وعلا “أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب”.
ونتعبد لله جل وعلا باسمه الوهاب، فإن هذا الاسم يورث محبة في القلب لله جل وعلا، ونحبه بجميع أسماءه وصفاته.
فهو الذي يهب لنا الهبات، ويعطينا الأعطيات، ويكرمنا بكثير بل بكل الكرامات والمكرومات.
من هبات الله جل وعلا الرحمة، قال الله جل وعلا في قصة موسى “ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا”.
ومن هبة الله جل وعلا الملك كما قال “قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب”.
ومن هباته سبحانه وتعالى التي ذكرها في كتابه الزوجة الصالحة والذرية الصالحة حيث قال الله جل وعلا “والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما” وقال سبحانه “ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب”.
تريد شيئاً؟ سل الوهاب سبحانه وتعالى يعطيك. واسلك مسلك من تستجاب دعوته. وإذا لم تستجب لك الدعوة فانظر في نفسك وارجع إليها باللوم، فإن الغني الذي بيده مقاليد السموات والأرض، وبيده ملكوت السموات والأرض والخزائن العظيمة، لماذا منعك؟
انظر إلى نفسك، في تقصيرك، في بعدك، في تفريطك. فلماذا مُنعت عن هذا الرزق؟ ولماذا غيرك استجيب له؟
فيتأمل الإنسان في حاله وينظر في عبادته لله جل وعلا، وينظر في تقصيره وتفريطه، فيرجع على نفسه باللوم.
وإلا فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد إذا دعا فهو بين ثلاث أمور كلها رحمة من الله وهبات: إما أن يستجيب الله سبحانه وتعالى له، وإما أن يدفع عنه من الشر بمثل ما دعا، وإما أن يدخر له إلى يوم القيامة.
فإذن من التعبد لله جل وعلا بهذا الاسم أن نطلب من حاجاتنا، ونرغب إليه بمطالبنا.