معنى اسم الله الوكيل
الوكيل، جاء اسم الوكيل وجاء اسم الكفيل، هما اسمان لله سبحانه وتعالى. فهو خير وكيل لمن توكل عليه جل وعلا، وخير كاف لمن التجأ إليه.
قال أهل العلم: الوكيل هو المتولي لتدبير أمور خلقه بعلمه وكمال قدرته، فمن اتخذه وكيلاً كفاه، لذلك قال الله عز وجل “وكفى بالله وكيلاً”.
قال الله جل وعلا “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل”.
وقال في اسم الكفيل، هما يدلان على معنى أن من اتخذ الله وكيلاً أو كفيلاً كفاه سبحانه، وقال الله عز وجل “وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً”.
وجاء في السنة في حديث طويل، في قصة رجل من بني إسرائيل في أمر الأمانة ونحوها، جاء في لفظ الحديث قال “اللهم إن كنت تعلم أني كنت تسلفت فلاناً ألف دينار فسألني كفيلاً، فقلت كفى بالله كفيلاً”.
وأما التعبد لله عز وجل باسم الوكيل فالتوكل على الله جل وعلا من أعظم العبادات وأجل القربات. قال نبينا صلى الله عليه وسلم “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً” وتأمل في هذا الحديث قال “تغدوا خماصاً” تذهب وتعمل السبب، تذهب جائعة وترجع شبعة ممتلئة.
فالطير تعمل بالسبب، ويأتيك بعض بني آدم وينفون الأسباب أو يغلون في الأسباب ويعتمدون عليها، والاعتماد أمر قلبي لا يجوز، والأسباب هي من الأعمال التي لا يقوم حقيقة التوكل إلا ببذلها، لكن لا يُعتمد عليها.
فالاعتماد عليها نقص في التوحيد، وترك الأسباب قدح في الشريعة. فالنبي صلى الله عليه وسلم دخل المعارك وكان يأخذ ترسه، يأخذ لأمته، ويضع الخطط، كل ذلك عملاً بالأسباب، لكن يلتجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويطلب النصر منه.
فالإنسان يطلب السبب ويجتهد في ذلك ويسعى فيه، ويعلم أن التوفيق بيد الله سبحانه وتعالى، فبيده كل شيء جل وعلا.
التوكل هو الاعتماد القلبي على الله جل وعلا في جلب النفع ودفع الضر مع فعل الأسباب المأذون بها شرعاً، لذلك سبعون ألفاً سيدخلون الجنة بغير حساب، قالوا من هم يا رسول الله؟
قال: لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. قال أهل العلم: لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون أيضاً هذه من التوكل على الله جل وعلا.
فإذن يلتجأ الإنسان إلى ربه. فمن أراد ولداً سعى في سببه، ومن أراد مالاً سعى في سببه، ولا يعتمد إلا على ربه جل وعلا، فلا يجوز الاعتماد على الأسباب.
وأما أن يقول أبقى في مكاني ويأتيني الرزق أو الولد، فهذه ليست عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عقيدة أصحابه رضي الله عنهم.
معنى اسم الله الغفار والغفور
الغفار والغفور. الغفار من أبنية المبالغة، فعال، ومعناه الساتر للذنوب، المتجاوز للخطايا. قال الله جل وعلا “وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى”.
والغفور كذلك قالوا هو الساتر، والغفار كثير المغفرة. قال الله جل وعلا “يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم”.
نتعبد لله جل وعلا بهذين الاسمين في اللجوء إليه سبحانه وتعالى، وفي الاستغفار، ولزوم طلب العفو والمغفرة منه سبحانه وتعالى، والحرص على فعل الأعمال التي يغفر الله جل وعلا بسببها الذنوب والمعاصي.