معنى اسم الله المجيب
المجيب، قال أهل العلم: هو السامع لحال الناس الذي لا يرد دعاءهم، والذي يعطيهم سبحانه. وإجابة الله سبحانه وتعالى إجابتان:
إجابة عامة، وإجابة خاصة. فالله جل وعلا في الإجابة العامة هو المجيب لدعوة الداعين، وحاجة المحتاجين، وسؤال السائلين، مهما كانوا ومن كانوا.
وأما الإجابة الخاصة فهي إجابة الله جل وعلا للمؤمنين المنقاضين لشرعه، المخلصين له في الدعاء والعبادة، المضطرين إلى طلب حاجاتهم “أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض، أأله مع الله، قليل ما تذكرون”.
دليل هذا الاسم في سورة هود في قول الله جل وعلا “وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب” وقول الله جل وعلا “ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون”.
وفي السنة قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي موسى “أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصماً ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً” وفي رواية ” مجيب” هو معكم.
وهذا الاسم دلالته واضحة ظاهرة في دعاء الله سبحانه وتعالى وطلب الحاجات، والالتجاء إليه، فهو المجيب لمن حمده ولمن عبده، ولمن سأله. فالله جل وعلا يحب سؤال السائلين، لذلك دعاهم إلى ذلك “وقال ربكم ادعوني استجب لكم” وعدنا بالإجابة.
معنى اسم الله الكريم
ثم قال الكريم، نسأل الله من فضله. هو كثير الجود والخير، الذي لا ينفذ عطاؤه، ولا يُحجب رزقه، الجامع لأنواع الخير والفضائل.
فالله جل وعلا كريم يكرم العباد، يحسن إليهم، وينعم إليهم جل وعلا. فإذن معنى الكريم هو كثير العطاء والإحسان، لا يرد مسألة سائل، ولا يخيب من التجأ إليه جل وعلا.
كريم في ذاته، وفي صفاته، وفي أفعاله، وفي عطاءه. قال الله جل وعلا “فإن ربي غني كريم” وقال سبحانه “يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم”.
وهو مثل اسم الأكرم الذي مر معنا “اقرأ وربك الأكرم” من الكرم. ونتعبد لله جل وعلا بهذا الاسم فنطلبه حاجاتنا ورغباتنا، ونسترزقه سبحانه، نطلب منه الرزق فهو الكريم، يعطي العطاء العظيم، يتفضل على العباد بجزيل العطايا، وكذلك يوجب عندنا هذا الاسم حمد الله على ما أكرمنا به من النعم، ويوجب عندنا عبادته سبحانه لما تفضل علينا من المنن والآلاء، وندعوه سبحانه وتعالى بهذا الاسم “يا كريم أكرمنا”.