معنى اسم الله الفتاح
الفتاح في اللغة الذي يفتح الشيء. وقال أهل العلم في معنى اسم الله جل وعلا الفتاح: الذي يفتح أبواب الرزق لعباده، ويفتح عليهم المنغلق من أمورهم، ويفتح قلوبهم وعيونهم، يبصر الحق.
لذلك قال الله جل وعلا “ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح” أي الحق من الله سبحانه وتعالى.
فإذن يكون مجملاً معنى الفتاح الذي فتح لعباده أبواب الرزق والرحمة المتنوعة، والمعنى أنه فتح لهم خيري الدنيا والآخرة.
وفتح الله جل وعلا لعباده فتحان:
أما الأول فهو فتح العلم: يبين لهم الحق من الباطل جل وعلا كما قال ربنا “ولتستبين سبيل المجرمين” “أفنجعل المسلمين كالمجرمين”.
لا يستوي في أكثر من آية يبين الله جل وعلا أن الناس على فريقين، صاحب حق وصاحب باطل، فأبان الله لنا الطريق، وأوضح لنا المسلك، وبين لنا الواجب علينا، وما من شيء يقربنا إليه جل وعلا إلا وأبانه في كتابه عز وجل وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
أما الفتح الثاني فقال أهل العلم: هو فتحه بالجزاء وإيقاع العقوبة على الظالمين، والنجاة لعباده الصالحين، هذا هو الفتح الثاني، أن الله جل وعلا بين عقوبة الظالم وبين جزاء المحسن العابد.
أما دليل هذا الاسم فهو قول الله جل وعلا “قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم”.
ومعنى الآية هنا في قوله “ثم يفتح بيننا بالحق” أي يحكم بين العباد يوم القيامة، فيُدخل أهل الإحسان إلى الجنة، ويدخل أهل الإساءة إلى النار، وهذا ما ذكرناه في النوع الثاني من أنواع معنى الفتاح.
ما الذي يفيده هذا الاسم في حيتنا التعبدية لله جل وعلا؟ هذا الاسم يوجب على العبد حسن التوجه إلى الله جل وعلا وسؤاله الهداية لأنه هو الذي يفتح المغالق سبحانه، ويفتح الخيرات، فيتوجب على العبد أن يسأل الله جل وعلا الهداية، وكذلك يسأل الله جل وعلا الرحمة، ويسأل الله جل وعلا الرزق.
فالله جل وعلا هو الذي يفتح مغالق كل هذه الأمور. كذلك مما ينتفع به العبد من قول الله جل وعلا أو من كون اسم الله جل وعلا الفتاح أن يدعوا الله جل وعلا أن يفتح على قلبه، وأن يشرح له صدره، فيتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يفتح عليه الاهتداء إلى هذه الشريعة، وأن يفتح عليه أبواب كرمه وجوده وفضله سبحانه وتعالى.
واقرأ أيضًا عن معاني أسماء الله الحسنى: السميع – السبوح والعظيم – العفو والعلي.